شكلت أمس جمعية قدماء الكشافة الإسلامية لولاية جيجل خلية أزمة جراء الأوضاع المزرية التي يعيشها سكان المناطق الجبلية والنائية المترتبة عن الكارثة الطبيعية وسوء الأحوال الجوية. وقامت بفتح مداومات الأفواج الكشفية المنضوية تحت لواء الجمعية لاستقبال المساعدات من طرف ذوي البر والإحسان. إنها صور عاشت وقائعها ''الشعب'' بعين المكان مقدمة حالات من التضامن الوطني المرسخ على الدوام في الذاكرة الجماعية خاصة في مثل هذه الظروف الحالكة الصعبة. وكانت جيجل مضرب المثل والشاهدة مثلما نرصدها في عملنا الصحفي بلؤلوة الشرق وبوابة المتوسط بامتياز. انطلقت بعد منتصف نهار أمس عملية موسعة لجمع التبرعات والمساعدات من مواد غدائية وأغطية وافرشة وملابس، سيتم الشروع في إيصالها للمناطق المنكوبة بداية من صبيحة اليوم وخصصت الجمعية حسب مصادرها ل «الشعب» خمسة مراكز تابعة للأفواج الكشفية من أجل العملية امتدت إلى غاية الثامنة مساءا. هذه المراكز موزعة على 4 بلديات، ففي بلدية جيجل وحدها تم فتح مركزين الأول بدار الشباب رشيد بوناب والثاني بالمدرسة الابتدائية قميحة عبد الله تحت إشراف فوجي الإخلاص والمشرق. أما البقية فشملت كل من بلديات العوانة والأمير عبد القادر وسيدي معروف وبوراوي بلهادف التي خصصت مراكزها الثقافية ودور الشباب من اجل جمع اكبر قدر من المساعدات والشروع في نقلها إلى المناطق المنكوبة في ساعة مبكرة من صباح اليوم مستغلين التوقف المؤقت لتساقط الثلوج وفتح وبعض المسالك التي تم فتحها بعد جهود مضنية. عن طريقة التوزيع، قامت الجمعية بتوزيع المهام على الأفواج وسيتكفل كل فوج بنقل المؤونة والمساعدات إلى منطقة معينة، حيث سيعمل فوج الإخلاص المشرق من بلدية جيجل وفوج بلدية العوانة على نقلها الى بلدتي سلمى بن زيادة واراقن والمشاتي المجاورة التي علو الثلوج بها ثلاثة أمتار وحاصرت السكان طيلة أسبوع كامل في ظروف مزرية أعادتهم إلى سنوات الستينات من القرن فلا غاز ولا كهرباء ولا اتصالات. فيما ستتكفل أفواج البلديات الشرقية بتوزيعها على سكان المناطق القريبة منها والتي تعاني بدورها على غرار أولاد عسكر وأولاد رابح وبوراوي بلهادف. وقد قامت الجمعية المشرفة على العملية بتعبئة واسعة من اجل إنجاحها من خلال الإذاعة المحلية والملصقات وتخصيص أرقام الهواتف من اجل جمع اكبر قدر ممكن من المساعدات التي تضاف إلى غيرها من الحملات التي أطلقت منتصف الأسبوع الماضي من طرف الهلال الأحمر والإذاعة ومديرية التضامن الاجتماعي. وفي ذات السياق كشفت مديرة النشاط الاجتماعي السيدة قواح سامية أن الولاية تلقت إعانات من قبل وزارة التضامن الوطني قصد توزيعها على المتضررين كما نظمت جمعية الإصلاح والإرشاد قافلة تضامنية أخرى لفائدة عائلات منطقة غبالة وسطارة وتم فتح خطوط هاتفية للاتصال في حالات الطوارئ على مستوى كل البلديات كما أكدت على ذلك خلية الاتصال بأمن الولاية. لكن وما دام فاقد الشيء لا يعطيه فالبلديات نفسها محاصرة بالثلوج ومن بقي بداخلها من الموظفين على غرار رئيس بلدية سلمى الذي بقي محتجزا طيلة الأسبوع داخل مقره. وفي جانب آخر يوجد السكان المحاصرون في حالة معنوية سيئة جدا نظرا للعزلة والتأخر الكبير في فتح الطرقات والمسالك إضافة إلى طول فترة التساقط فقد زاد الاضطراب الجوي المنتظر بداية من عشية اليوم وغدا الأحد من حالة التوتر والقلق وبدا اليأس يتسرب إلى نفوس العديد من الأهالي الذين استنفدوا آخر الكميات من الطعام ولا ينتظرون إلا الفرج ووصول المساعدات.