رفع المؤتمر ال11 للمنظمة الوطنية للمجاهدين، المنعقد يومي ال17، و18 بقصر الأمم نادي الصنوبر بالعاصمة، جملة من التوصيات والاقتراحات، أهمها الدعوة إلى إنشاء قناة إذاعية وتلفزيونية مختصة بالتاريخ، وترسيم مجلس أعلى للذاكرة، كما صادق ولأول مرة على مقترح يتضمن إشراك المرأة في هياكل المنظمة، على غرار الأمانة العامة. وفي تصريح ل''الشعب'' على هامش أشغال اليوم الثاني من الملتقى، أكد الأمين العام للمنظمة الوطنية للمجاهدين، أن التاريخ لا يقل أهمية عن الرياضيات والعلوم الأخرى، الأمر الذي يستوجب على السلطات المعنية إيلاء الأهمية له، من خلال إنشاء إذاعة ثقافية تاريخية، وقناة تلفزيونية، وتأسيس وترسيم مجلس أعلى للذاكرة، وهي من أهم الاقتراحات التي سيرفعها المؤتمر في توصياته إلى الوزارة الوصية، من أجل تجسيدها على أرض الواقع. وأضاف عبادو، أن المؤتمر أوصى بوضع ميزانية كافية للبحث العلمي والتاريخي، وبناء المزيد من المتاحف ومراكز الدراسات ''لأنه لا يعقل أن نكتب التاريخ دون وجود مراكز دراسات كافية''، معربا عن أمله في أن يتم تعميم مشروع بناء مركز جديد للدراسات، على جميع الولايات، وأن يتم إنجاز متحف بكل ولاية إدارية وبلدية. كما أوصى المؤتمر، حسب ذات المسؤول ، برفع عدد ساعات تدريس مادة التاريخ في المدارس الجزائرية، أسوة بالدول التي لديها تجربة في هذا الميدان ونجحت في ذلك. وأوضح عبادو، أن دور المنظمة يقتصر على رفع اقتراحاتها لوزارة المجاهدين، على أن تقوم هذه الأخيرة بإقناع الحكومة بتحويلها إلى مشاريع وقوانين على غرار القطاعات الأخرى، نافيا وجود مشاكل بين المنظمة والوزارة، تكون قد حالت دون ترقية تاريخ الثورة. ورفض عبادو، تحميل المجاهدين وحدهم مسؤولية كتابة التاريخ، فهم ملزمون فقط بتقديم شهاداتهم حول المعارك التي عاشوها إبان الثورة التحريرية، وعلى المؤرخين أن يستغلوا تلك الشهادات لكتابة التاريخ الثورة، والحركة الوطنية بشكل صحيح. تخصيص عدد معتبر من المقاعد للمرأة في هياكل المنظمة من جهة أخرى، أوصى المؤتمر، كما قال الأمين العام لمنظمة المجاهدين، بتخصيص عدد معتبر من المقاعد للمجاهدات في جميع هياكل المنظمة، سواء بالقسمة، أو على مستوى الولايات، أو الأمانة الوطنية للمنظمة. ورفض عبادو، حصر نسبة تواجد المرأة في هياكل المنظمة في عدد معين، واكتفى بالقول أن لجنة تعديل القانون الأساسي ستفصل في الاقتراح، وستعمل على تقدير العدد بعد تشاور جميع أعضائها حول هذا الأمر. وكانت مجموعة من المجاهدات، على رأسهن المجاهدة مريم زرداني بلميهوب قد طالبن في اليوم الأول من أشغال المؤتمر، بتمثيل نسوي على مستوى الهيئات العليا للمنظمة الوطنية للمجاهدين، من باب المناصفة بينها وبين الرجل المجاهد، على اعتبار أنها رافقته طيلة سنوات الكفاح في حمل السلاح ومحاربة العدو، ولم تتميز عليه. ورفض عبادو، الإفصاح عن رغبته بالترشح لخلافة نفسه على أمانة المنظمة من عدمه، واكتفى بالقول أن المجلس الوطني الذي ينتخبه المؤتمر هو من يقرر، بعد اجتماعه كهيئة منتخبة خلال ال10 الأيام المقبلة، مشيرا إلى أن حالته الصحية لم تعد تسعفه على تحمل المزيد من المسؤوليات. وبشأن الدعوة إلى تخفيض عدد الأعضاء بأمانة المنظمة، استبعد عبادو أن يتم الاتفاق على هذا المقترح، لأن الأغلبية تطالب بالإبقاء على العدد الحالي، فيما تم الاتفاق على رفع عدد أعضاء المجلس الوطني للمنظمة من 326 إلى 382 عضو مع إقرار تواجد 6 مجاهدات على الأقل في كل ولاية تاريخية.