وقعت الجزائر والمملكة المغربية أمس بالجزائر العاصمة مذكرة تفاهم للتعاون في مجال الاتصال حرصا منهما على تعزيز وتطوير التعاون الثنائي في هذا الميدان على أساس مبدأ المعاملة بالمثل. واستنادا الى هذه المذكرة التي وقع عليها كل من وزير الاتصال السيد ناصر مهل ووزير الاتصال المغربي الناطق الرسمي باسم الحكومة المغربية السيد مصطفى الخلفي بمقر وكالة الانباء الجزائرية يشجع الطرفان احداث منتدى للصحفيين المغاربة والجزائريين ينعقد مرتين في السنة بالتناوب في البلدين. وتنص المذكرة أيضا على تبادل زيارات مسؤولي البلدين في مجالات الاعلام المختلفة وذلك بهدف الاطلاع على خبرات وتجارب كل طرف على أن يقدم الطرفان طبقا لتشريعاتهما الوطنية ووفقا للامكانيات المتاحة التسهيلات والمساعدات اللازمة لفائدة الفرق التقنية والصحفيين التابعين لدولة احد الطرفين الموفدين الى بلد الطرف الآخر. وفي اطار التكامل بين المؤسسات الإعلامية الاكاديمية في المجال السمعي البصري والصحافة المكتوبة في كلا البلدين تنظم دورات تدريبية وتكوينية لفائدة طلابها حسبما جاء في الوثيقة التي نصت ايضا على ضرورة التنسيق فيما يخص مسألة التكوين والتدريب في المجالات الاعلامية المختلفة. هذا وقد اتفق القطاعان من جهة أخرى على العمل من أجل تسهيل تداول الصحف والدوريات الصحفية لكل بلد في البلد الآخر وكذا تبادل المطبوعات والوثائق الاعلامية بينهما. وبالمناسبة بارك وزير الاتصال السيد ناصر مهل توقيع الجزائر والمغرب لمختلف الاتفاقيات (ثلاثة) التي من شانها كما قال «المساهمة في تكريس كل قرارات وتوجيهات الرئيس بوتفليقة والملك محمد السادس ميدانيا». واضاف السيد مهل بان هذه الاتفاقيات «ستسمح لا محالة بتوسيع وتعميق التعاون الثنائي بين البلدين في مجال الاتصال» مبرزا في ذات الوقت بان هذا المسعى «يعتبر خطوة جديدة ستفتح آفاقا مستقبلية واسعة للتعاون بين البلدين». وشدد الوزير في هذا الشأن على ضرورة تعميق هذا التعاون الذي سيسمح بتقارب اكثر بين البلدين «تجسيدا لطموحاتنا في بناء الصرح المغاربي». أما الوزير المغربي فقد أكد بانه بالتوقيع على هذه المذكرة ستنطلق دورة جديدة في علاقات البلدين على المستوى الاعلامي وقطاع الاتصال وعلى مستوى العلاقات بين وكالة المغرب العربي للانباء ووكالة الأنباء الجزائرية. وذكر بان ما تم التوقيع عليه من اتفاقيات يجسد «خطوة جديدة على درب تعميق التقارب الحاصل على مستوى البلدين ونقله الى مستوى اجراءات عملية ملموسة». وأبرز السيد الخلفي في هذا الصدد توفر الارادة السياسية على مستوى قيادتي البلدين وكذا القناعة بضرورة التعاون المكثف والعميق حتى نستطيع كما قال «مواجهة التحديات التكنولوجية والسمعية البصرية». واعتبر في ذات السياق بان الزيارة المرتقبة لوزير الاتصال الجزائري الى المغرب من شأنها تعميق هذا المسار باتفاقيات اخرى على المستوى الاذاعي والتلفزي اضافة الى تشجيع اطلاق مشروع المنتدى المغربي الجزائري للصحافيين في الاشهر القادمة. واعرب ذات المسؤول عن امله في ان يكون ما تحقق على مستوى قطاع الاتصال بين البلدين «لبنة من لبنات الاعداد الجيد والمحكم لاجتماع اللجنة العليا المشتركة المقرر عقدها في النصف الثاني من هذه السنة». يذكر ان هذه المذكرة التي جرت مراسم توقيعها بحضور المدير العام لوكالة الانباء الجزائرية السيد عبد الحميد كاشة والمدير العام لوكالة المغرب العربي للانباء السيد خليل هاشمي الادريسي جاءت تجسيدا لتوجيهات رئيس الجمهورية السيد عبد العزيز بوتفليقة والعاهل المغربي الملك محمد السادس وكذا استنادا الى الاتفاق الاعلامي الموقع بين البلدين بمراكش بتاريخ 22 جانفي 1989. وكان وزير الاتصال المغربي قد ادى في وقت سابق زيارة خاصة لمقر وكالة الانباء الجزائرية حيث طاف بمختلف اقسامها بحضور وزير الاتصال السيد ناصر مهل. وقد توقف الوزير المغربي بمتحف الوكالة الذي يؤرخ لمختلف المراحل التي مرت بها هذه المؤسسة العريقة منذ انشائها في الفاتح من ديسمبر 1961 قبل ان يوقع على السجل الذهبي الخاص بهذه الوسيلة الاعلامية التي تضمن خدمة اعلامية عمومية. وقد استمع السيد الخلفي بالمناسبة الى بعض الشروحات عن سير الوكالة في ظل التحديات الاساسية التي تواجهها بما في ذلك تحدي العصرنة والمهنية والخدمة العمومية وأخلاقيات المهنة.