مكنت الإستراتيجية المتبناة من قبل الدولة الجزائرية للحد من انتشار وباء كورونا من "تجنيب البلاد سيناريوهات مأساوية كانت ستعرض الأمن الوطني لأخطار وخيمة", حسب ما أكدته مجلة الجيش في عددها الأخير. وجاء في افتتاحية المجلة أن هذه الإستراتيجية "جنبت البلاد والعباد تفاقم الوضع وخلصته من سيناريوهات مأساوية كانت ستعرض الأمن الوطني لأخطار وخيمة", مذكرة بأن الوضع "ظل مثلما أكده رئيس الجمهورية القائد الأعلى للقوات المسلحة, وزير الدفاع الوطني, السيد عبد المجيد تبون, تحت السيطرة بفضل الإجراءات الجريئة والمساعي الحكيمة والتدابير الصارمة التي تم اتخاذها من قبل السلطات العليا للبلاد". ونوهت المجلة بتكاتف جهود جميع الأطراف وفي قطاعات عدة لمواجهة هذا الوباء, مؤكدة بأن "الإرادة الفولاذية والتسيير المحكم للأزمة الصحية صنعوا الفارق وأنقذوا البلاد من أخطار هي في غنى عنها", واعتبرت أن كل هذه المعطيات "منحت لبلادنا بداية انطلاقة حقيقية جديدة سبق لرئيس الجمهورية أن وعد بها". وشددت مجلة الجيش على أن الأزمة الصحية "أثبتت أهمية الدور الذي يقوم به موظفو القطاع الصحي في سبيل إنقاذ الأرواح والحيلولة دون تفشي الفيروس القاتل, واستحقوا بذلك وعن جدارة تحية عرفان وتقدير السيد رئيس الجمهورية نظير الجهود المضنية التي بذلوها ونكران الذات الذي تحلوا به". ولدى تطرقها لقطاع الصحة العسكرية, الذي أبان عن "جاهزية تامة للمشاركة في المجهود الوطني للقضاء على الفيروس متى قررت السلطات العليا للبلاد تدخله", لفتت المجلة الى أن "الاستعداد لنشر العديد من المستشفيات الميدانية بأطقمها الطبية وتجهيزاتها المتطورة عبر مختلف النواحي العسكرية لخير دليل على قدرة المؤسسة على تحدي الصعاب واجتياز العقبات". كما سخر الجيش الوطني الشعبي --يضيف ذات المصدر-- "جزء من إمكانياته عبر وحداته التابعة لمديرية الصناعات العسكرية لإنتاج العديد من الأدوات والوسائل ورفعت الوحدات الإنتاجية من وتيرة عملها لتغطية احتياجات مصالح الصحة العسكرية". وذكرت افتتاحية مجلة الجيش إلى "إسهام القوات الجوية في جلب مستلزمات ومعدات طبية من الصين في ظرف قياسي أظهرت خلاله الطواقم التي نفذت المهمة احترافية عالية". وفي سياق ذي صلة, أكدت المجلة أن "الظرف الاستثنائي الذي تمر به البلاد لم يكن بأي حال من الأحوال عائقا أمام مواصلة النشاط العملياتي والتحضير القتالي لقواتنا المسلحة, إذ يواصل الجيش الوطني الشعبي عمله على عدة جبهات ودون هوادة, سواء ما تعلق بمكافحة الإرهاب ومحاربة التهريب والجريمة المنظمة وكذا باقي الأعمال الاعتيادية التي تدخل في صميم اختصاصه". وأعلنت مجلة الجيش في هذا الصدد أن "وحدات الجيش الوطني الشعبي عبر كل التراب الوطني, بما فيها تلك الموجودة بأقصى الحدود, تستمر في تنفيذ البرامج السنوية للتحضير القتالي, بما يجعلها في أتم الجاهزية لمجابهة أي طارئ دفاعا عن السيادة الوطنية ووحدة البلاد وحرمتها الترابية وحماية مجالها البري والبحري ومياهها الإقليمية". وذكرت الافتتاحية بما قاله رئيس أركان الجيش الوطني الشعبي بالنيابة اللواء السعيد شنقريحة حين أكد أن "مواكبة المستجدات ومسايرة التقدم الذي تعرفه الجيوش المتطورة لن يتأتى إلا بالتوفر على عتاد حديث وعنصر بشري كفء ومؤهل يتمتع بتكوين مميز ووطنية صادقة واستعداد مطلق للتضحية في سبيل الوطن والذود عنه". وخلصت افتتاحية مجلة الجيش إلى التأكيد على ضرورة "تظافر جهود كل أبناء الجزائر المخلصين من أجل تجاوز هذه الأزمة الصحية".