كان الناخبون في كل من الحراش، بوروبة والمقرية، أمس، في الموعد، حيث توافدوا على مراكز الاقتراع لتأدية واجبهم الانتخابي، وقد تراوحت نسبة المشاركة بعد منتصف النهار ولغاية الواحدة والنصف زوالا ما بين 10 و15 بالمائة، وقد سجلت »الشعب« خلال تغطيتها للحدث أن عدد من المواطنين لم يتسن لهم التصويت لأنهم لم يكونوا مسجلين من قبل، بالإضافة إلى حضور الملاحظين الدوليين، الذين كانت لهم كل الحرية للقيام بالمهمة التي كلفوا بها. وصلنا مركز طارق بن زياد (إناث) المتواجد ببلدية بوروبة على الساعة منتصف النهار و25 دقيقة، حيث قاربت نسبة المشاركة 10 بالمائة، وهي نسبة معقولة كما قال رئيس المركز دادو جمال، لأن النساء يفضلن دائما الفترة المسائية للتوجه إلى صناديق الاقتراع، وذلك بعد قيامهن بواجباتهن المنزلية. وأكد المتحدث أن كل الاجراءات قد اتخذت من اجل التسهيل للمواطنات لأداء واجبهن الانتخابي، وحقهم في اختيار من يروه الأنسب لتمثليهم في البرلمان القادم. توجهنا بعد ذلك إلى مركز محمد بالسايح ببلدية المقرية، الذي يصل عدد الناخبين المسجلين فيه إلى 3149 ناخب، واخبرنا رئيسه قطاش رشيد أن عدد الناخبين يرتفع في الفترة المسائية، حيث تكون الذروة على الساعة الرابعة مساء، مفيدا بان الملاحظين الدوليين منهم ممثلين عن منظمة المؤتمر الإسلامي قد خصوا هذا المركز بزيارة وسألوا الناخبين عن سير العملية الانتخابية. الانتخاب من أجل التحول الديمقراطي في الجزائر وبالنسبة لعملية المراقبة التي قام بها ممثلو الأحزاب المتسابقة في هذه التشريعيات، فان عددهم لم يتعد 10 تشكيلات سياسية، وقد لاحظنا من خلال اقترابنا من البعض منهم لنسجل انطباعاتهم عن سير العملية الانتخابية، فوجئنا أن اغلبهم لا يعرفون الأحزاب التي يمثلوها، وبمجرد أن نسألهم عن انتمائهم السياسي، يظهرون لنا البطاقة التي يحملوها فقط، وبعضهم ليس له أي علاقة بالحزب الذي يمثله، (ليس مناضلا فيه ولا حتى متعاطفا معه). غادرنا هذا المركز في اتجاه الحراش، إحدى أهم بلديات العاصمة من حيث الكثافة السكانية، ودخلنا إلى مركز (عيسات ايدير 1)، الذي بلغ عدد الناخبين المصوتين في حدود الساعة الواحدة والنصف زوالا 860 ناخب، بنسبة مشاركة قاربت 15 بالمائة، حسب المعلومات التي قدمها رئيسه رزيق إسماعيل، مبرزا بان ممثلين عن الاتحاد الأوروبي حضروا عملية فتح مكاتب الاقتراع على الساعة الثامنة صباحا، وامضوا قرابة ساعة بهذا المركز، كما كان هذا الأخير محطة زيارة ملاحظين من الاتحاد الإفريقي، الذي امضوا نفس الوقت، وقد طرحوا على الناخبين عدد من الأسئلة قبل مغادرتهم في اتجاه مراكز أخرى. لاحظنا خلال تواجدنا بعين المكان أن هناك عدد من المواطنين قد واجهوا صعوبات لأداء واجبهم الانتخابي، لأنهم لم يسجلوا أنفسهم، ولا يمتلكون بطاقة ناخب، وقد ارجع رئيس المركز ذلك إما إلى نقص التوجيه أو إلى عدم مبالاة من قبل المواطنين الذي استفاقوا متأخرين. وقد سألنا احد العاملين بهذا المركز عن سير العملية الانتخابية، فأجابتنا مازوزي نائبة رئيس بإحدى مكاتب الاقتراع بهذا المركز، أن عدد الناخبين مرتفع مقارنة بالانتخابات السابقة مشيرة إلى أنها عملت في جميع الاستحقاقات، ولم تشهد مثل هذا التوافد على التصويت. أثناء مغادرتنا لهذا المركز التقينا سيدة مسنة غمدان خيرة جاءت للتصويت، وعيناها مغرورتان بالدموع، فسألتها عن سبب حالتها هذه، في اليوم الذي تصنع فيه الجزائر ربيعها، فأجابتني بعد أن أظهرت لي بطاقة التعريف، أنها تعيش في بيت قصديري قرب واد الحراش، وحالتها الاجتماعية مزرية للغاية، لكن ذلك لم يجعلها تمتنع عن أداء واجبها، وتتمنى أن تحمل هذه الانتخابات الفرج لجميع الجزائريين.