يظل مشكل انقطاع المياه وتذبذب التموين عبر مناطق متفرقة من ولاية معسكر، الشغل الشاغل للسلطات المحلية وهاجسا يطارد السكان، يحدث هذا بالرغم من كل البرامج الإنمائية التي برمجها قطاع الموارد المائية، بداية من مشروع ربط ولاية معسكر بمياه التحلية الذي علقت عليه آفاق تحسين نظام التموين وآمال تحويل المنطقة إلى قطب فلاحي بامتياز من خلال تحويل مخزون المياه السطحية للسقي الفلاحي. يشتكي سكان عدة مناطق بمعسكر من إنقطاع التموين بمياه الشرب لفترات تتراوح ما بين أسبوع و15 يوما، على غرار القرى ومناطق الظل ببلدية سيدي عبد المؤمن بدائرة المحمدية، التي ظلت انشغالات سكانها في هذا المجال محل طرح مستمر عبر «الشعب»، ومراسلات كثيرة لجمعيات محلية بالمنطقة. ففي دوار بلخير، الذي احتج سكانه بالخروج إلى الطريق الوطني رقم 17، تعبيرا عن سخطهم من استمرار أزمة مياه الشرب، ما زالت أسباب المشكل ذاتها مرتبطة بإقدام مجهولين، على إحداث كسور بقناة بونا الرئيسية، من أجل إستغلال مياهها في سقي أشجار الزيتون ورؤوس الماشية للبدو الرحل المستقرين على إمتداد الأراضي الرعوية بإقليم بلدية سيدي عبد المومن. وسبب تلف كبير للقناة التي يتطلب استبدالها نحو 800 مليون دينار حسب تقارير تقنية للجزائرية للمياه، الانقطاع المتكرر للمياه عن سكان دواوير بلدية سيدي عبد المومن، على غرار سكان دوار بلخير، دوار سيدي بن زرقة، دوار مكيد، الزاوش ودواوير أخرى يلاحق العطش سكانها بمرارة كبيرة صيفا وشتاء. ولم تسلم المناطق القريبة من مصادر المياه المخصصة للشرب من العطش، رغم البرامج المالية التي خص بها قطاع الموارد المائية بولاية معسكر، والمشاريع التي جسّدت في ذات الصدد، وفق ما صرح به مدير القطاع للولاية فتحي عوفار ل»الشعب» في وقت سابق، حيث تحدث عن تخصيص ما قيمته 1,237 مليار دينار لمشاريع المياه والتطهير بمناطق الظل في معسكر، إضافة إلى وضع 12 بئرا ارتوازيا لدعم نظام التموين بمياه الشرب في بداية الصائفة، وبرمجة مشاريع إعادة تأهيل 30 بئرا وتجديد 51 ألف متر طولي و 2500 ربط فردي من أجل تحسين نظام التزويد بمياه الشرب. وأكد فتحي عوفار أن ما تزيد قيمته عن 1,237 مليار دينار، خصصت لإنجاز مشاريع قطاعية وأخرى ضمن صندوق الجماعات المحلية، خاصة بالتطهير ومياه الشرب عبر مناطق الظل بتراب الولاية، موضحا أن إحتياجات الولاية من مشاريع في هذا الخصوص مازالت مطروحة للمعالجة من خلال الجهود التي تبذلها الدولة للعناية بتحسين الإطار المعيشي لسكان مناطق الظل. واستفادت 42 منطقة ظل عبر 28 بلدية بتراب ولاية معسكر-استنادا لنفس التصريحات- من 37 مشروعا لتجديد أو إنجاز شبكات مياه الشرب بمبلغ 521 مليون دينار، إضافة إلى 40 مشروعا عبر 40 منطقة ظل في 35 بلدية خاص بالقضاء على النقاط السوداء في مجال إنجاز شبكات التطهير للقضاء على ظاهرة الحفر الصحية. لتبقى جهود السلطات المبذولة في سياق دعم قطاع الموارد المائية بولاية معسكر، مرهونة بمدى متابعة السلطات المحلية لمكامن الخلل وتشخيص أسباب وخلفيات الشكاوى الكثيرة المطروحة حول إنقطاع المياه.