اعتبر مدير الصحة والسكان لسكيكدة محي الدين تبر، أن وضعية الوباء بالولاية مستقرة، حيث تسجل بين حالة إلى ثلاث حالات يوميا، وهذا خلال الأيام الأخيرة. وبلغت نسبة شغل الأسرّة بمختلف المؤسسات الاستشفائية بالولاية، بحسب مدير الصحة 23,2 بالمائة، من مجموع الأسرة البالغ عددها 443 سرير، وهذه النسبة أقل من ربع عدد الأسرة الموجودة على مستوى مستشفيات سكيكدة، عزابة، الحروش، تمالوس والقل. وأضاف محي الدين، أنه لا يوجد شيء يدعو إلى القلق أولا، وتعتبر الوضعية الوبائية مستقرة الى حد الأن ثانيا، رغم انه تم تسجيل زيادة في الاصابات وعدد المرضى على مستوى المستشفيات، منذ 14 اكتوبر الماضي. فبعد أن كانت الإصابات تشغل 14,1 بالمائة من الأسرة، كما صرح محي الدين ل «الشعب»، ارتفعت النسبة الى 23,2 بالمائة، وهو ارتفاع بسيط، بحسب مدير الصحة بالولاية، بالموازاة مع موجة انتشار الأنفلونزا الموسمية في الوقت الحالي، ومن المتعارف عليه ان المصاب بها يكون فريسة سهلة لفيروس كورونا. ودعا محي الدين مواطني سكيكدة الى الالتزام الصارم بإجراءات الوقاية، من وضع الكمامة وغسل وتعقيم الأيدي، بالإضافة الى التباعد الجسدي. كما طلب من الاشخاص المصابين بفيروس كورونا الالتزام بالحجر الصحي، ومتابعة العلاج الى غاية الشفاء التام من الفيروس، حتى لا يعرض الآخرين الى خطر المضاعفات التي لا تحمد عقباها، لاسيما كبار السن والمصابين بالأمراض المزمنة. ورغم استقرار الإصابات بفيروس كورونا المؤكدة، إلا ان عدد الحالات المشتبه فيها يرتفع يوميا، الأمر الذي أثار مخاوف المواطنين حيث تجاوزت سقف 2500 حالة. ويعتبر العدد كبيرا جدا، رغم أن الحالات المؤكدة مستقرة منذ أيام، مع أن إجراء التحاليل بسكيكدة بعد أن تجرى في قسنطينة، أصبحت، بعد اقتناء الجهاز الخاص بالكشف على فيروس كورونا ووضعه قيد الخدمة، تتم بمركز التحاليل بمرج الذيب. وأكد مدير الصحة، أن الأمر يتعلق بحالات مشتبه فيها فقط، لتزامنها وموجة الأنفلونزا الموسمية والكثير منها ثبت أنها سلبية بعد اجراء التحاليل. كما أن البعض أرجع انتشار الحالات المشتبه فيها، إلى عودة حركية التسوق للفضاءات والمراكز التجارية، لاسيما منذ رفع الحجر عن الولاية، حيث أصبحت تشهد اكتظاظا كبيرا، وانتشرت التجارة الفوضوية بشكل رهيب فوق الأرصفة والطرق وتزايدت الظاهرة أكثر مع استئناف الناقلين نشاطهم. إضافة إلى عدم التزام المتسوقين بأدنى تدابير الوقاية ونادرا ما تشاهد شخصا يضع كمامة، أما التباعد الاجتماعي فهو غائب تماما، حيث تشهد الجنائز توافدا كبيرا للمواطنين، من أجل تقديم التعازي لأهل المتوفين، أما حفلات الختان والزواج فذلك أمر آخر. ويقابل حملات التحسيس التي تنظمها مصالح الحماية المدنية والأمن والوطني لتوعية المواطنين بخطورة الوباء وضرورة الالتزام بتطبيق التدابير الوقائية لمجابهة انتشار الوباء، باستهتار المواطنين ومنهم لا يؤمن بوجود الفيروس من الأساس. من جهة أخرى، أوضح مدير الصحة لسكيكدة، انه تم اتخاذ اجراءات احترازية وقائية ووضع بروتوكول صحي صارم على مستوى المدارس الابتدائية، ولابد من احترام صارم وتام لهذا البروتوكول للوقاية من جائحة كوفيد. وأضاف محي الدين، بالنسبة للتباعد فقد اعتمدت وزارة التربية نظام التفويج على مستوى المؤسسات التعليمية، والذي يفرض التباعد بين التلاميذ، مع توفير المياه والمواد المعقمة، بالإضافة إلى الكمامات على مستوى المؤسسات التعليمية، لفائدة المعلمين، العمال والتلاميذ على حد السواء. وأشار محي الدين تبر، انه من مهام الفريق الطبي على مستوى كل المدارس، المرافقة والإشراف على تطبيق البروتوكول الصحي، وتنظيم عمليات تحسيسية وتوعوية، للطواقم الإدارية، البيداغوجية وأولياء التلاميذ وبذلك، يقول مدير الصحة، يتسنى لنا حماية التلاميذ وأوليائهم من فيروس كورونا. الوالي يترأس اجتماعا أمنيا موسعا حول «كوفيد-19» وكان والي الولاية عبد القادر بن سعيد، قد ترأس اجتماعا أمنيا موسعا بقصر الثقافة مالك شبل، حضره ممثلو السلطات المدنية والأمنية والقضائية ومختلف المديرين التنفيذيين، وممثلون عن جمعيات أولياء التلاميذ، وروساء المجالس الطبية بالولاية، حيث تم خلال الاجتماع اتخاذ العديد من القرارات والتدابير الوقائية، للحفاظ على سلامة المواطنين بالدرجة الأولى، وضرورة التعاون وعودة الحيوية السابقة من أجل محاربة ومنع انتشار هذا الفيروس. يأتي هذا الاهتمام الكبير من السلطات بهذه القضية، نظرا لخطورة الوضع الصحي وضرورة الوقاية التامة وتفادي جميع أسباب انتشار الفيروس، من تفعيل المخطط المتعلق بالتعقيم عبر المؤسسات العمومية والساحات على مستوى تراب الولاية، التكثيف من مراقبة مدى تطبيق البروتوكول الصحي، واحترام إجراءات التباعد الاجتماعي على مستوى المؤسسات التربوية والمساجد والفضاءات التجارية ومنع إقامة الأعراس والأفراح.