لا تزال مدينة بوفاريك الواقعة شمال البليدة تدور في رحى التخلف الطويل، وعدم الخروج منه أمام نقص وغياب تنمية حقيقية تزيل عنها دهان الحزن الذي يصبغ جدرانها، وبطء أهم المشاريع التنموية المسجلة منذ سنوات والتي تبدو أنها تسير بوتيرة تقنية التقطير، بالرغم من قيمها المالية التي قاربت ال 100 مليار سنتيم، فيما تتّجه أصابع الاتهام إلى الادارة المسيّرة بدرجة أولى في مسؤوليتها عن كل ذلك التخلف. ويتساءل هذه الأيام كثير من أبناء مدينة بوفاريك عن السر في الحركة البطيئة لإنجاز مشاريع قطاعية هامة تعيد لها خاصة مجدها الاقتصادي الضائع وموقعها الاستراتيجي جغرافيا، خاصة عند أهم وأكبر الأسواق بالجزائر في تجارة الجملة للخضر والفواكه، وهو العنوان الذي ما يزال يتخبّط فيه زوّاره من التجار والزبائن في الأوحال والأوساخ، ومظهره العتيق الذي زاد سوءا عن حاله في القرن الماضي رغم رصد غلاف مالي هام قارب ال 15 مليار سنتيم لتهيئته. والحال سيان عند ساحة الفدائيين التي تقع وسط المدينة والمشهورة بزنقة العرب، حيث خصّص لها مبلغ 10 ملايير سنتيم من أجل تهيئتها، لكنها بدأت تشهد عودة الباعة الفوضويين الذين تمّ طردهم منها منذ أكثر من سنتين مع مطلع كل شهر رمضان إذ لم يستفد هؤلاء من أي تعويض يذكر. وعن مشروع النفق الذي توقّف بسبب تسرب المياه الجوفية إليه، فقد خصّص له غلاف مالي يقدّر ب 30 مليار سنتيم، في حين كان ينتظر منه تخليص المنطقة من أزمة مرورية عند محيط السكة الحديدية بشارع الإخوة عليلي الرابط بين بوفاريك والجهة الشرقية والغربية للبليدة والجزائر العاصمة، وتفعيل نشاط المنطقة تجاريا ويخرجها من عزلتها التي أصبحت تعرف اعتداءات إجرامية راح ضحيتها وما يزال العديد من المارة. وأيضا مشروع المسبح الرياضي المتوقّف منذ 05 سنوات رغم تخصيص غلاف مالي له قدّر ب 20 مليار سنتيم، كما أنّ مشروع المحلات المهنية التي استفادت منه بوفاريك فقد طالتها آلة التخريب وتحولت إلى عناوين لتعاطي الممنوعات والمنحرفين، في الوقت الذي كان يرجو منه امتصاص نسبة من البطالين. وزيادة إلى كل هذا فالبلدية لم تستفد من حصص سكنية هامة تساعد في القضاء على ازمة السكن، بدليل توزيع حصة سكنية ضعيفة مؤخرا تقدّر ب 62 مسكنا اجتماعيا التي من المفروض أن سيستفيد منها مرحّلون من أماكن وضعوا فيها مؤقتا لأسباب مختلفة كالمدارس، لكن ذلك لم يحدث. وامام هذا الوضع العام، انتشرت ظاهرة الرسائل المجهولة في الأيام الاخيرة ممضية حسب نسخ منها من قبل مواطني المدينة تعيب وتفضح التسيير، وتتهم شخصيات نافذة ببوفاريك بذلك، وداعية إلى التحقيق وعقاب المتسبّبين في تخلّفها.