عرفت ولاية الجلفة، خلال السنوات الماضية التهميش للعديد من المناطق القروية والجبلية عزلة قاتلة بسبب الأوضاع المزرية التي يعايشها المواطنون بعدما كانوا يفتقرون لادنى شروط العيش الكريم، والتأخر الكبير في مختلف المجالات. منعا غياب البنى التحتية قنوات الصرف الصحي من شبكات الطرق البلدية والمسالك الريفية، الربط بشبكات الكهرباء الريفية والغاز الطبيعي، والنقص أو إنعدام المياه الصالحة للشرب والجانب التعليمي وعدم وجود مدارس أو حتى النقل المدرسي والإطعام وملاعب الجوارية أو حتى مرافق صحية. إنه مشهد يتكرر في السنوات الماضية، ببعض المناطق النائية والمحرومة من هذه الخدمات التابعة لبعض البلديات التي يعيش سكانها تحت عتبات الفقر والحرمان، حيث كان الظل يصاحبهم من أجل جلب الماء وقطع مسافات طويلة خلال تنقلهم عبر طرق تصعب بها المشي بسبب اهتراء الطرقات. ولكن بعد مجيء رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون الذي أطلق على هذه المناطق تسمية مناطق الظل، وطالب من الوزراء والولاة بتكثيف الزيارات الميدانية بالخصوص، إلى تسجيل جميع النقاط بالمناطق المعزولة والنائية والمهمشة وَالمحرومة وتحديد جميع المناطق ذات الأولوية لوضع برنامج للتدخل وتحريك عجلة التنمية. وطالب الرئيس عبد المجيد تبون خلال اجتماع ترأسه مع الحكومة والولاة يومي 16 و17 فيفري 2020، بتخصيص برامج كبيرة لفائدة هذه المناطق، حيث إستفادة ولاية الجلفة، على جملة من المشاريع في إطار مناطق الظل وتحسين الظروف المعيشية للمواطنين والقضاء على معاناتهم اليومية وإنتهت بها الأشغال ورفعت الغبن عن المواطنين وتجسدت على أرض الواقع بداية بمشاريع التزود بالماء الشروب، وشبكات الصرف الصحي، الكهرباء والغاز، وغيرها من النقل المدرسي وإنجاز الملاعب المعشوشبة في الكثير من البلديات وشقّ الجبال وتزفيت الطرقات بالمناطق الريفية وترميم بعض المسالك الريفية، إضافة إلى الربط بالكهرباء الريفية بالكثير من المناطق والتي إنتهت بها الأشغال في وقتها المحدّد. وركزت مشاريع رئيس الجمهورية على القضاء على الوجبات الباردة والتي استبدلت بالوجبات الساخنة لابناء الريف، توفير النقل المدرسي بأغلب المناطق النائية، حيث وزعت عليهم عشرات الحافلات وإستفادت هذه المناطق أيضا من توسيع المدارس وقارورات البروبان والمطاعم المدرسية، وكانت هذه الانجازات بفضل سياسة رئيس الجمهورية والمتابعات الميدنية للسلطات الولائية وعلى رأسها والي ولاية الجلفة، «دومي جيلالي « والمجهودات الكبيرة التي بذلت في هذا الاطار من أجل القضاء على مناطق الظل، بوتيرة إنجاز عالية وبحرص كبير على أن تتم باقي العمليات بمختلف البلديات لتخرج هذه المناطق من الظل إلى نور الشمس مثلما وعد رئيس الجمهورية وتعهّد بالقضاء على مناطق «الظل».