ظلت المناطق النائية و المعزولة بالدواوير و المداشر والجبال عبر أنحاء التراب الوطني محرومة من كل شيء استفادت منه المدن التي كان حولها التركيز والاهتمام لسنوات طويلة على حساب غيرها حيث وصل التهميش أقصاه و العزلة مداها بالمناطق النائية حتى اعتقد سكانها أن الولاة و "الأميار" و غيرهم قد انشغلوا عنهم بل تناسوهم رغم الوعود التي قطعوها على أنفسهم بتسوية أوضاع المشتكين .و اليوم خرجت مناطق الظل إلى النور و أصبحت في صلب اهتمام رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون الذي قطع على نفسه وعدا بتحسين الظروف المعيشية لهؤلاء المواطنين و كلّف ولاة الجمهورية و عددا من المسؤولين لجعل قضية مناطق الظل ملفا قائما بذاته و هو ما دفع الكثيرين منهم إلى التحرك و بفعالية أكثر و أكبر من الماضي فأصبح الوالي يقف شخصيا على معاناة هؤلاء السكان بقراهم و مداشرهم و يتابع مدى تطبيق التعليمات و إنجاز المشاريع ذات الأولوية من ربط بشبكات الماء و الغاز و الكهرباء و قنوات الصرف و متابعة ظروف التمدرس و الحرص على توفير التدفئة و النقل المدرسي و الإطعام للتلاميذ و غيرها من الأمور التي ظلت على لائحة الانتظار لعقود طويلة. و رغم أهمية كل ذلك غير أن تصحيح أوضاع مزمنة وتسوية ملفات قديمة و إطلاق مشاريع تنموية متعثّرة منذ سنوات يتطلب الجهد و الصبر . و حاولنا في هذا الملف تقديم عينات عن بعض مناطق الظل و المجهودات المبذولة لتغيير الأوضاع بها نحو الأحسن.