جدّد المدير العام للهياكل الصحية بوزارة الصحة والسكان وإصلاح المستشفيات وعضو اللجنة العلمية لمتابعة ورصد تفشي وباء كورونا إلياس رحال، تأكيده أنّ الجزائر متمسّكة بموعدها بخصوص توفير اللقاح المضاد لفيروس كورونا، الذي سيكون نهاية جانفي الجاري، مشيرا الى عدم وجود أي جهة أعطت التاريخ المحدّد لوصول الشحنة ماعدا التاريخ المعلن عنه سابقا. فنّد البروفيسور إلياس رحال أي أخبار حول التاريخ النهائي لوصول شحنة اللقاح ضد «كوفيد-19» ماعدا نهاية جانفي الجاري، مشيرا إلى أن كل الأطقم الطبية تنتظر انطلاق عملية التلقيح التي ستكون بصفة تدريجية وحسب الكثافة السكانية لكل منطقة. وأكّد جاهزية كل المؤسّسات الاستشفائية لاستقبال اللقاح الذي سيوزّع بطريقة تدريجية، حسب الكمية المتوفرة وحسب المناطق، خاصة وأن المجلس العلمي حدّد الفئات المعنية بالتلقيح والأولوية لمستخدمي قطاع الصحة. وعن احتمال إصابة الشخص الذي تلقى التلقيح بفيروس كورونا، قال البروفيسور رياض مهياوي إنّ لقاح فيروس كورونا على غرار باقي اللقاحات الأخرى المعمول بها في الصحة العمومية للأطفال الصغار، يقوي جهاز المناعة الذي يدافع عن جسم الإنسان من خلال عدة وظائف. ويأتي في مقدمتها قيام الخلايا المناعية بتنبيه الجسم لظهور خلايا مصابة ووقوع هجوم عليه، حيث يلي عملية التنبيه بتنشيط ما يسمى ب «المناعة المكتسبة» بهدف حماية الجسم من الامراض، وهنا يأتي دور اللقاح الذي يحمي المواطنين من خطورة المرض. وأكّد مهياوي أنّ الأولوية في التلقيح لأصحاب الأمراض المزمنة، حيث حدّدت الفئات المعنية به، يتقدمهم الأشخاص المسنين الذين ستتم حمايتهم من خلال اللقاح الذي أثبت علميا أنّ 90 بالمائة من الأشخاص الخاضعين للقاح محميين من أخطار كورونا، وأن تلقيح 70 بالمائة منهم يساهم في رفع المناعة الجماعية السكانية. وأوضح رحال في ذات السياق، أنه بعد تلقي اللقاح يوجد نوعان من المناعة تتعلق بالخلوية والسائلية التي يقصد بها المضادات التي تعمل في الجهاز المناعي للإنسان، وتستمر من 8 أشهر الى سنة، تعمل بنفس طريقة الأنفلونزا الموسمية، ما يعني أنّ اجتياز سنة 2021 بمناعة مكتسبة للتلقيح أو مناعة المرض يتوقع أن تكون نهاية الفيروس، مضيفا بخصوص المناعة الثانية حتى وإن غابت في المناعة السائلية في حال غياب مضادات توجد مناعة خلوية ذات ذاكرة. وأشار البروفيسور مهياوي أيضا إلى عدم وجود معلومات دقيقة حول الفيروس المتغير باستمرار، موضحا أن الخبراء أكّدوا أنها تدوم 8 أشهر، غير أنّ التفكير يجب أن يتجه الى اللقاح، ان كان سيؤخذ كل سنة مثل الأنفلونزا الموسمية أولا أو يتم التعايش معه، وهنا ندخل في ملف جديد بحاجة الى دراسة، يقول المتحدث. وبخصوص مخطط عملية التلقيح، قال البروفيسور إلياس رحال إن الإستراتيجية واضحة والحديث عنها يستوجب الحديث عن برنامج التوعية، التحسيس والتكوين، ومدى جاهزية المؤسسات الصحية، غير أنّ المتفق عليه أن العملية تكون تدريجيا عبر نحو 8 آلاف مركز صحي للشروع في التلقيح الذي سيدوم سنة كاملة من أجل التمكن من تلقيح جميع المواطنين، بالإضافة إلى تخصيص مراكز صحية متنقلة لتلقيح سكان مناطق الظل ضد فيروس كورونا لبلوغ تلقيح 70 بالمائة من المواطنين.