يشتكي سكان سيدي بختي بتيارت من انعدام ثانوية ببلديتهم، حيث يتنقل يوميا أكثر من 400 تلميذ الى كل من دائرتي فرندة على مسافة 28 كلم ومقر الدائرة مدروسة على مسافة 25 كلم عبر حافلات نقل تقلهم على دفعات. وضعية أثّرت سلبا على مردودهم الدراسي ومنعت العديد من الفتيات استكمال دراستهن في الطور الثانوي. عبّر المواطنون عن أسفهم لعدم وجود عيادة متعدّدة الخدمات بمنطقتهم في ظل تزايد عدد السكان ونقص وسائل النقل، حيث يضطرون الى كراء سيارات بأسعار خيالية لنقل المرضى ولا سيما النساء الحوامل والمصابين بلسعات العقارب كون المنطقة محاذية لمنطقة غابية، زيادة على أن المنطقة لا تتوفر على أطباء خواص أو متخصّصين للتكفل بالحالات الإستعجالية. الزيارة كانت سانحة لإيصال انشغالات السكان للمسؤول الأول عن الولاية، والمتمثلة أيضا في ضيق مكتب البريد الوحيد الذي يشهد اكتظاظا كل ما تم صب مستحقات المستخدمين، حيث يشغله عون وحيد يتكفل بجميع الشبابيك. وطالب المواطنون بتعزيزه بأعوان آخرين لتمكينهم من أداء الخدمة العمومية على أكمل وجه. الانشغالات شملت فتح المكتبة الوحيدة التي أغلقت أبوابها منذ عشرات السنين، كون الشباب لا متنفس لهم سوى ملعب بلدي وحيد يتناوب عليه جميع الشّرائح. وعن السكن الريفي الذي بلغ عدد طالبيه الألف وتم تسجيل 10 ملفات للاستفادة فقط، دعا السكان بتسجيل حصة معتبرة لكونهم فلاحين ومبتغاهم السكن قرب حقولهم ومواشيهم بهدف الحد من الهجرة الى الوسط الحضري، وتمكين الأبناء من مجاورة أولياءهم لمساعدتهم في أشغال الفلاحة وتربية المواشي، متأمّلين في فتح المسالك لفك العزلة عن الدواوير التي تشكل مناطق الظل. وهي انشغالات تم رفعها من طرف سكان قرية سيدي علال للوالي خلال زيارة قادته لبلدية سيدي بختي، مطالبين أيضا بتسجيل مشروع متوسطة لتقريب أبنائهم الذين يتجاوز عددهم 300 تلميذ، وربط قرية العين البيضاء بالغاز الطبيعي وملعب جواري وكذا الماء الشروب. والي ولاية تيارت محمد أمين درامشي طمأن سكان البلدية بأنه على علم بمطالبهم من خلال رئيس الدائرة، مؤكّدا التزام السلطات الولائية بالتكفل بالمطالب التي تستحق الاستعجال، وكون دائرة مدروسة استفادت من 47 مشروعا لمناطق الظل بقيمة مالية تقدّر ب 40 مليار سنتيم، عشرون منها قيد الخدمة و27 مشروعا ستنطلق خلال السنة الجارية. المشاريع التي تحدّث عنها الوالي تتمثل في الماء الشروب، فتح المسالك، ترميم المؤسسات التربوية، والكهرباء الريفية التي خصص لها مبلغ 3 ملايير سنتيم بدائرة مدروسة. وعن الثانوية ببلدية سيدي بختي ومتوسطة بسيدي عال، قال درامشي إن هاته المشاريع تخضع للخرائط المدرسية، وسيدرس الأمر مع مدير التربية، وهل المعايير ستسمح بتسجيل المشروع، على سبيل المثال عدد التلاميذ، المسافة بين البلدية والثانوية ومقاييس تقنية أخرى. وفيما تعلق بمسألة الصرف الصحي الذي تحدّث عنها بعض المواطنين، قال والي الولاية إنّ المسألة سيتم التكفل بها من طرف المصالح المعنية، وأعجب درامشي بطريقة طرح الانشغالات من طرف ممثلي المواطنين لكونها مشروعة وهي من حقوق كل مواطن، هذا الأخير أصبح يدافع عن حقوقه ويطالب بها، حيث أمر المسؤولين المحليين عبر جميع البلديات بإشراك فعاليات المجتمع المدني والمواطنين في القرارات الهامّة الخاصة بالتنمية.