تحدث ابن الجوزي رحمه اللّه تعالى في كتاب ''الأذكياء'' عن العلامات التي يستدل بها على العقل والذكاء فقال، '' يستدل على عقل العاقل بسكونه وحركاته في أماكنها اللائقة بها ومراقبته للعواقب فلا تستفزه شهرة عاجلة عواقبها ضرر، وتراه يتخير الأحسن عافية من القول والفعل مشرب وملبس وبترك ما يخاف ضرره ويستعد لما يتوقع وقوعه. لا يسمح هذا الحيز بالحديث بأهمية العقل في الحياة الانسانية والاجتماعية، ولكن من المفيد تقديم الحقائق التالية: 1) ينصح المختصون بالتدريب على التفكير لتطوير القدرات الذهنية، لأن الدماغ في حاجة إلى التفكير ليؤدي وظيفته على أكمل وجه فمن واجب الانسان التدرب على التفكير لتطوير ذكائه فيصبح مبدعا، ويجب إخضاع الذهن لتمارين جديدة على الدوام لمواجهة الأحداث الطارئة والأوضاع الجديدة التي تتطلب الحل، ويجب البحث على الدوام لمواجهة التحديات الجديدة والأنماط الجديدة من الوظائف والمهام. 2) إن أصحاب العقل المحدود يرون جزءا صغيرا من المشكلة ويحملون أفكارا مسبقة عن الأحداث والأشخاص يصعب تغيرها وينصح المختصون بعدم مواجهة الأحداث بسلبية والتصرف بحكمة وصبر والمرونة في التعامل مع الأحداث ولانتركها دون وعي وإرادة منا. 3) الانسان العاقل يكون عضوا في فريق العمل وليس عابر سبيل وللتمتع بقوة ذهنية يجب على الانسان أن يلزم نفسه في كل عمل يقوم به ويتحمل مسؤولية نتائج العمل ويقدم أقصى ما يستطيع مقابل الأجر الذي يتقاضاه. 4) ضرورة الاستماع إلى الآخرين وتبادل الأفكار معهم والسعي للتأثير في الأخرين وليست المقدرة الكبيرة على الكلام هي التي تحدد مدى التأثير في الآخرين، لكن المقدرة على الاستماع هي التي تبين إذا كان الانسان قادرا على فهم الآخرين، وإذا كان الهدف قادرا على فهم الناس وإقناعهم بوجهة النظر. 5) ينصح المختصون باستخلاص الحكمة من التجارب الشخصية وتجارب الآخرين التي تكون مفيدة جدا والتجارب الخاصة هي الأكثر فائدة للانسان إذا تمّ بذل الجهد لاستخلاص الدروس من التجارب الشخصية، ومن المفيد أن يحاول الاستفادة قدر المستطاع من التجارب ومواجهة المشاكل والتعامل مع الناس. 6) بعض الأفراد تنقصهم السيطرة على أفكارهم أي أنهم لا يكفون عن التفكير في موضوعات مزعجة في الوقت الذي يدركون أنهم لا يستطيعون تغيير الوضع ولا تغيير سلوك وتصرفات الآخرين، ويأخذون متاعبهم إلى الفراش فبدلا من أن تكون ساعات النوم ساعات راحة وتجديد النشاط تنقلب إلى ساعات إرهاق إضافي، وهنا يظهر الأرق ويخرج العقل الباطن الكوابيس المرعبة والأحلام المزعجة.