سيكون شرف الدين عمارة، الرئيس رقم 28 الذي يقود الاتحادية الجزائرية لكرة القدم، رئيس جديد أثبت حنكته في تسيير فريق شباب بلوزداد خلال موسمين ونصف، بعدما قاده للبقاء في حظيرة الكبار والتتويج بثلاثة ألقاب محلية (بطولة، كأس الجمهورية، الكأس الممتازة)، بالإضافة إلى خبرة السنوات بمجمع مدار الذي يرأسه، خبرة يُعوّل عليها كثيرا لإعطاء بعد جديدا لأعلى هيئة كروية بالجزائر، قصد تسييرها باحترافية والعمل على النهوض بالرياضة الأكثر شعبية في بلادنا، عن طريق الاحتفاظ بالمكتسبات والابتعاد عن الخلافات والصراعات التي تخبطت فيها الاتحادية السابقة طيلة عهدة كاملة، والتي أثرت سلبا على التسيير الحسن لشؤون كرة القدم الجزائرية. تواجد الرئيس المدير العام الأسبق لفريق شباب بلوزداد، شرف الدين عمارة، أمام مهمة عسيرة جدا طوال العهدة الأولمبية (2021 –2025)، من أجل إعادة الهدوء وسط عائلة كرة القدم الجزائرية. هذا، وورث المسؤول الأول على كرة القدم الجزائرية الجديد وضعية مريحة من الناحية المادية، وهو مؤشر إيجابي للغاية يبعث على الارتياح لمستقبل مختلف المنتخبات الوطنية، في حين سيكون عمارة مطالبا بالعمل على رفع عائدات الاتحادية والمنتخب الوطني في السنوات المقبلة، خصوصا أن أشبال بلماضي يتواجدون في أفضل مستوياتهم وبلغوا 24 مواجهة كاملة دون هزيمة في الوديات واللقاءات الرسمية. الدكتور معوش وضع حجر أساس «الفاف» من جهة أخرى، سيكون شرف الدين عمارة صاحب أوفر حظ في قيادة الاتحاد الجزائري لكرة القدم ، كون كل العوامل في صالحه لإعادة الكرة الجزائرية إلى السكة، عكس سابقيه الذين عانوا الأمرين يتقدمهم الرئيس الذي وضع حجر الأساس لكرة القدم الجزائري، لاعب مولودية الجزائر المرحوم محند معوش الذي كان أول رئيس للاتحادية ثلاث أشهر ونصف بعد الاستقلال، وتحديدا بتاريخ 21 أكتوبر 1962. الدكتور معوش قام بمهمة تاريخية، بعدما تمكن من تكوين أول مكتب فدرالي مشكل من رابطات المقاطعات الثلاثة لوسط وشرق وغرب البلاد، وهي الهيئة التي أسست لتنظيم كرة القدم الجزائرية التي كانت تعد قرابة 30 ألف لاعب عبر التراب الوطني، بهدف تنظيم أول بطولة وطنية للدرجة الأولى والثانية، وهي العملية التي عبّدت الطريق لتكوين أول طاقم يقود العارضة الفنية لأول منتخب كرة قدم جزائري، بعد فريق جبهة التحرير الوطني الذي عرّف بالقضية الجزائرية في مختلف ربوع العالم. نجاح معوش في مهمته جعل أعضاء المكتب الفدرالي ينتخبه لعهدة ثانية إلى غاية أكتوبر 1969، ليكون أول رئيس ينتخب لعهدتين متتاليتين، ويبقى ثاني أكثر رئيس إشرافا على أعلى هيئة كروية في الجزائر بعد محمد روراوة الذي ترأس «الفاف» لثلاث عهدات كاملة، طيلة 12 سنة كاملة ليبقى يملك لقب الرئيس الذي عمّر لأطول مدة داخل مبنى دالي إبراهيم. «العميد» يتوج قاريا في عهد عبد النور بقة هذا، ونال فريق مولودية الجزائر أول وآخر لقب قاري له سنة 1976 في عهد رئيس الفاف عبد النور بقة، الذي ساهم بشكل كبير في تتويج العميد باللقب القاري، بعدما منح كل أساليب العمل لإدارة المولودية، وساعدها في الاستفادة من منشآت وتجهيزات المركب الأولمبي، وهو ما ساهم في تتويج النادي الذي كان يضم في تعداده أفضل اللاعبين على المستوى الوطني، من خطف لقبي الثنائية المحلية المتمثلة في البطولة الوطنية وكأس الجمهورية، بالإضافة إلى تعبيد الطريق لبقية الأندية الجزائرية لحصد الألقاب القارية، كما توجوا بالبطولة المغاربية، وهو ما جعل النادي الملكي يرسل دعوة لرفقاء القائد الدكتور مصطفى باشي بغية مواجهة أفضل تشكيلة لمولودية الجزائر على مر التاريخ، بملعب سانتياغو بيرنابيو بالعاصمة الاسبانية مدريد تخليدا لعيد تأسيس الفريق ال 75، مباراة أسال فيها أصحاب اللونين الأحمر والأخضر العرق البارد للميرنغي وانهزم فيها بواقع هدفين لواحد ضد رفقاء القوي أغيلار في مباراة تاريخية، مسجلة بمتحف النادي الملكي الخاصبأفضل لقاءات القلعة البيضاء على مر السنين. «الخضر» في أول مونديال مع الحاج سكال سيظل اسم الحاج سكال منقوشا في تاريخ كرة القدم الجزائرية إلى الأبد، بما أنه خلال فترة ترؤسه للاتحادية الجزائرية لكرة القدم، تحقق أول إنجاز للمنتخب الوطني الذي تمكن من اقتطاع تأشيرة المشاركة في مونديال إسبانيا 1982، الذي تألقت فيه العناصر الوطنية وبصمت على مشاركة قوية، حيث تمكنت من الإطاحة بمنتخب ألمانيا منشط نهائي النسخة بهدفين لواحد، وبعدها انهزمت أمام منتخب النمسا، لتفوز من جديد ضد المنتخب الشيلي، ولولا فضيحة المباراة المرتبة بين ألمانياوالنمسا التي رفض فيها المنتخبان اللعب الشريف، لكان رفقاء عصاد ذهبوا بعيدا في كأس العالم، هم الذين رغم الإقصاء أبهروا عشاق الكرة عبر العالم بنسوجهم الكروية ومهاراتهم الفنية العالية. عمر كزال أكثر الرؤساء تتويجا على مر التاريخ يعتبر المرحوم عمر كزال أكثر الرؤساء تتويجا في تاريخ الاتحادية الجزائرية لكرة القدم، هو الذي أدار شؤون الكرة في ثلاث عهدات منفصلة بمعدل خمس سنوات، حيث أنهى سيد الكرة كما يلقب نهائيات كأس أمم إفريقيا بالكاميرون 1984 رفقة المنتخب الوطني في المركز الثالث، أين ضيع الخضر وقتها التأهل للنهائي ضد البلد المنظم بضربات الترجيح ولم ينهزموا في أي لقاء بالمنافسة. عهدته الثانية كانت مثمرة حيث حصد خلالها ثلاثة ألقاب قارية، أين تمكن رفقاء الهداف جمال مناد من ترصيع القميص الوطني بالنجمة الأولى في نهائيات كأس أمم إفريقيا 1990 التي احتضنتها الجزائر، وجسدت خلالها السيطرة الجزائرية على الكرة الافريقية، بعد فشلها المتواصل في ثمانينات القرن الماضي من التتويج بأول ألقابها، بالإضافة إلى كأس إفريقيا للأندية البطلة التي نالها فريق شبيبة القبائل، والكأس الأفرو آسيوية التي توج بها الوفاق السطايفي، كما أن فريق مولودية وهران كان قاب قوسين أو أدنى من التتويج وقتها بأول ألقابه القارية سنة 1989، حين خسر نهائي كأس إفريقيا للأندية البطلة ضد الرجاء البيضاوي المغربي بضربات الترجيح (4 – 2). وكان المرحوم الذي توفي يوم 8 جانفي 2012 أول رئيس اتحادية جزائرية لكرة القدم ينتخب عن طريق اقتراع ديموقراطي خلال الجمعية العامة الانتخابية لسنة 1989. روراوة رئيس أعاد هيبة الكرة الجزائرية دوليا بعد الخيبات المتتالية في العشرية السوداء التي كانت تتخبط فيها الكرة المحلية، أين شهدت تعينات ورؤساء مؤقتين للاتحادية، تقلد محمد روراوة منصب رئيس «الفاف» من يد المعلم عمر كزال خلال العهدة الأولمبية (2001 – 2005) التي عاد فيها الاستقرار إلى بيت كرة القدم بعد سنوات من الصراع على الكرسي بين الفاعلين في الجلد المنفوخ، ليتنازل بعدها عن الرئاسة لصديقه حميد حداج لعهدة وحيدة، قبل أن يعود سنة 2009 ويقبع على رأس «الفاف» لعهدتين متتاليتين إلى غاية مارس 2017. شهدت فترة إشراف روراوة على شؤون الكرة الجزائرية، قيادته الخضر للتأهل إلى 6 نهائيات كاملة لكأس أمم إفريقيا أفضلها كانت خلال نسخة 2010 بأنغولا التي بلغ فيها رفقاء المحارب رفيق حليش نصف نهائي المنافسة ضد المنتخب المصري، والتي عرفت إقصاء الخضر من المنافسة بعد الفضيحة التحكيمية التي كان بطلها الحكم كوفي كودجيا. على الصعيد الدولي، عاد الأفناك إلى كأس العالم سنة 2010 بمونديال العم مانديلا، وشاركوا في كأس العالم الذي بعده سنة 2014 بالبرازيل، تحت قيادة المدرب الفرانكو بوسني وحيد هاليلوزيتش الذي قاد الجزائر إلى الدور ثمن النهائي لأول مرة في تاريخ مشاركات الخضر في المونديال، من رأسية إسلام سليماني أمام المنتخب الروسي الذي قاد بها المنتخب إلى مواجهة تاريخية أخرى ضد المنتخب الألماني، الذي فاز على الجزائر في الوقت الإضافي وتوّج باللقب على حساب رفقاء البرغوث ليونيل ميسي، حيث بلغ رفاق نويير نهائي المنافسة بعدما أطاحوا بالديكة في ربع النهائي وبالمنتخب البرازيلي بسباعية تاريخية في نصف النهائي. زطشي ينقش اسمه بأحرف من ذهب رغم أن رئيس الاتحادية المنتهية عهدته خير الدين زطشي لم يحقق الإجماع من قبل الفاعلين في كرة القدم الوطنية ، إلا أن التاريخ يشهد أن رئيس نادي بارادو سيظل ثاني رجل قاد المنتخب الوطني لنيل اللقب القاري في خزائن المنتخب، بعد انتظار دام 29 عاما كاملا ومن أرض الكنانة، وهو الأمر الذي كان يبدو نسجا من الخيال، بسبب الوضعية الحرجة التي كانت تتخبط فيها كتيبة المحاربين قبل تعيين المدرب جمال بلماضي على رأس المنتخب.