احتج نهاية الأسبوع، العشرات من الأساتذة المتعاقدين أمام مقر مديرية التربية بولاية الجلفة على خلفية ملف إدماج الأساتذة وتأخر الأجور والمخلفات، وانضم إلى الوقفة الاحتجاجية المئات من خريجي الجامعات مطالبين بإضفاء المصداقية والشفافية على المسابقات المزمع إجراؤها بداية الموسم. استنكر العديد من خريحي الجامعات تأخر الإعلان عن مسابقة توظيف الأساتذة على مستوى مديرية التربية لولاية الجلفة في وقت أعلنتها الوزارة في بعض الجرائد الوطنية قبل أن تسارع مديرية التربية بتعليق الإعلان ساعات بعد الاحتجاج. وقال خريجو الجامعات في تصريحات متطابقة ل”الشعب” أن تأخر تعليق المسابقة صار عرفا سنويا عادة ما يؤدي إلى موجة الاضطرابات والاحتجاجات. واستغرب محدثونا أن يتم الإعلان الرسمي في وقت تتأخر المديرية عن كشف تفاصيل المسابقة لتعلن عنها في وقت متأخر تكون فيه مدة دفع الملفات محددة وقصيرة، الأمر الذي يخلق حالة كبيرة من الفوضى والتزاحم مثلما شهدتها السنوات الماضية. وكانت »الشعب« قد أشارت منذ ثلاثة أيام إلى حالة الغضب الكبيرة في صفوف خريجي الجامعات وكشفت عن عدد المناصب المخصصة لولاية الجلفة. كما حذرت من صراع الكواليس وحالة »السوسبانس« والضبابية التي عادة ما كانت تميز مسابقات التوظيف بولاية الجلفة. في ذات الإطار طالب العشرات من حاملي شهادة الليسانس بضرورة تعليق معايير التنقيط في المسابقة من اجل إضفاء الشفافية، حيث اعتبر »سلامي مفتاح« رئيس مكتب التنسيق الولائي للأساتذة المتعاقدين أن هذه النقطة عادة ما كانت محل خلاف كبير خاصة فيما يتعلق بأقدمية الشهادة وإعطاء الأولوية لأبناء المنطقة حسب تعليمات السيد رئيس الجمهورية والوزير الأول. من جهته وعد مدير التربية لولاية الجلفة في اجتماع جمعه مع المحتجين بإيصال كل الانشغالات الخاصة بفئة الأساتذة المتعاقدين والمتعلقة بإدماجهم في مناصب شاغرة وإدارية، وأشار انه سيتم التسريع في الإفراج عن المستحقات العالقة منذ سنة 2009 ودفع المخلفات المالية بالزيادة منذ سنة 2008. وفي ذات الاجتماع طالب مكتب التنسيق الولائي للأساتذة المتعاقدين بلجنة ملاحظين لكافة مراحل المسابقة القادمة من أجل الوقوف على كيفية دراسة الملفات، في هذا السياق حذر العديد من خريجي الجامعات من مغبة استغلال البعض لملف التوظيف من أجل قضاء مصالح خاصة وطالبوا السلطات الولائية والوزارة الوصية بالوقوف على كافة مراحل المسابقة دون الرضوخ لأي جهة معينة بتعليق معايير المسابقة وكيفية التنقيط مع إعطاء الأولوية لأبناء المنطقة. إلى جانب هذا أشارت مصادر مطلعة ل”الشعب” إلى أن مدير التربية الجديد والذي لم يمر على تعيينه الثلاثة أشهر سيكون أمام أول امتحان له خاصة بعد موجة احتجاجات الموسم الماضي التي قادتها أطراف تمت محاصرتها من طرف مدير التربية السابق حين أعلن عن تنظيف القطاع من كل أنواع الفساد وسوء التسيير بدليل عدد لجان التفتيش الوزارية التي كشفت عن مدى الفوضى الكبيرة لمصالح المديرية في وقت شهد الموسم السابق إقالة بعض رؤساء المصالح.