أجواء من الأخوّة والطمأنينة ميّزت احتفال عيد الفطر بغرداية، حيث استقبل سكان المنطقة بكثير من الاستبشار على غرار باقي ولايات الوطن أول أيام عيد الفطر المبارك، بعد أن تغيبوا عنها السنة الماضية بسبب ظروف الجائحة. وبعد التوجه نحو المساجد لأداء صلاة العيد بأعداد كبيرة، في ظل التقيد بالبروتوكول الصحي المعمول به، كارتداء الكمامة والتباعد والمعايدة بالإشارة بعد نهاية صلاة العيد، فقد سادت أجواء التآخي وروح التآزر بين المواطنين. شكّلت طقوس المعايدة والزّيارات العائلية، أبرز مظاهر مناسبة عيد الفطر، حيث ما تزال كثير العائلات تتمسك بضرورة اصطحاب الأبناء والإخوة لزيارة الأهل والأقارب لتقديم واجب المعايدة رغم انتشار وسائط التكنولوجيا، إلا أن أكثر المواطنين يفضّلون تقديمها بالطريقة التقليدية لما له من تأثير واضح على العجائز وكبار السن من العائلة. كما بادرت بعض فعاليات المجتمع وبمشاركة من المواطنين والهلال الأحمر الجزائري أجواء العيد مع المرضى في المستشفيات. وفي البيوت فإنه بالإضافة إلى ما تتزين به «طاولة العيدية» التي يتم تحضيرها للضيوف الذين يقدمون لتأدية واجب المعايدة، وتتكون عادة من حلويات مصاحبة للقهوة أو مشروبات باردة، بالإضافة للخضر والفواكة يتصدرها التمر والحليب. كما جرى العرف بالعائلات محليا والتي تحضر أغلبها، في أول يوم من الإفطار، طبق البركوكس أو الكسكس التقليدي «الطعام» المعد بالخضر واللحم «الغنمي»، كأول وجبة غذاء بعد شهر كامل من الصيام، ويعد الأكلة التي تلقى إقبالا من طرف العائلة كبارا وصغارا. ولازالت النساء هنا في بيوت القصر العتيق بغرداية، تحرصن على استقبال عيد الفطر بلبس الحناء التي تخضب بها أيدي الفتيات ليلة العيد، كما تحظى العروس بمساحة خاصة في الاحتفال بالعيد الأول مع عائلة زوجها وتتزين العروس، إضافة إلى «الحناء» بملحفة خاصة تتميّز بلبسها وسط النساء.