مادة أصيلة للزينة تحاكي تقليعات الموضة و فأل خير للعروسين تعتبر الحناء رفيقة النساء في العديد من المناسبات الاجتماعية،و العائلية السعيدة على غرار حفلات الزفاف والختان وخلال الأعياد والمواسم الدينية، و أيضا لتزيين الجسد ، فهي صديقة المرأة التي لا تكاد تتخلى عنها، وهي الأصل الذي تعود إليه بالرغم من تقدم وسائل الزينة والتجميل،إلى جانب كون هذه المادة ترتبط ببعض المعتقدات والعادات الشعبية التي تجعل منها في الغالب فأل خير. معروف عن الحناء عبر الأزمنة والعصور، أنها نوع من أنواع الزينة ذات الخصائص العلاجية أيضا، ففي القديم كانت الحناء تستعمل كدواء لمعالجة أمراض القدمين ،و اليدين أو الرأس فهي تعطي للشعر القوة المطلوبة، كما أنها تعالج فروة الرأس من مشكلة القشرة و غيرها. تكون مادة الحناء حاضرة منذ القديم بقوة في المناسبات والأفراح باعتبارها فال خير لمن يضعها حسب الجدات، حيث لا تستغني عنها في عيدي الفطر والأضحى، وختان الأطفال، كما لا تستغني عنها العروس ليلة زفافها ، وهي عادة لا تزال تفرض نفسها رغم أن العديد من العائلات استغنت عن البعض من تقاليدها العريقة الخاصة بالاعرس وأصبحت تتبع الموضة. كما تستخدم الحناء أيضا للتداوي من صداع الرأس وآلامه النصفية، وتشقق القدمين والفطريات التي تتخذ بين الأصابع مكانا لها، وعلاج بعض الأورام بعجن الحناء ووضعها عليها مدة محددة من الزمن. وتفضل بعض النساء صباغة شعورهن بمادة الحناء عوض اللجوء إلى الأصباغ التي تحتوي أغلبها على مواد كيماوية تضر بخصلات الشعر ومنبته وفروة الرأس أيضا، وتحصل المرأة بفضل استعمال الحناء على شعر أحمر اللون من خلال خلط الحناء بعصير الليمون، وبعض المواد الأخرى مثل البن وبياض البيض للحصول على عجين متماسك، فيتم وضع قناع على الشعر. ويبرز حضور الحناء أكثر في المجتمع الجزائري في المناسبات الاجتماعية السعيدة خاصة، حيث لا تكاد تمر مناسبة الزفاف أو الختان أو ‘'العقيقة ‘' مثلا دون أن تكون الحناء حاضرة تزين أيادي العروس وأحيانا كثيرة يد العريس أيضا، أو كفي المولود الجديد، والطفل الذي سيتم ختانه وحتى الحاضرات المدعوات إلى هذه الحفلات السعيدة. وتمتزج طقوس تزيين العروس بالحناء مع أهازيج ومواويل غنائية من ترديد الفتيات والنساء الحاضرات، ويتم اللجوء أحيانا في مثل هذه المناسبة إلى تخضيب يد العزاب والعازبات بما تبقى في إناء الحناء كفأل خير عليهم من أجل تسهيل زواجهم. ونفس الاحتفالات بيوم العقيقة عند ازدياد مولود جديد، تحضر الحناء بقوة لتزين الأم وطفلها أيضا، وتشبه العقيقة حفل الزفاف وكأنه عرس مُصغر، لكن الحناء تظل الطقس الأكثر تواجدا في العقيقة. وحتى في المناسبات الدينية من قبيل عيد الأضحى تحضر الحناء بقوة عند الأسر الجزائرية، حيث تعمد العديد من النساء إلى طلي مقدمة رأس كبش العيد بالحناء تفاؤلا وتبركا به، وأيضا في عيد الفطر ترسم النساء والبنات صغيرات السن على أياديهن أشكالا مميزة من الحناء.