أكد رئيس جمعية المرضى المصابين بالتلاسيميا ان الجزائر تحصي ما نسبته 2 بالمائة من السكان المصابين بهذا الداء المعروف بفقر دم في حوض البحر المتوسط، فرغم كونه مرض نادر إلا ان الإصابة به تمثل حقيقة في بلادنا. وتظهر علامات الإصابة بمرض التلاسيميا من خلال عجز أو عدم قدرة الجسم على إنتاج الكريات الحمراء، مما ينتج عنه فقر الدم بالإضافة إلى الشعور بالتعب والتأخر في النمو ما يجعل المريض بحاجة دائمة إلى القيام بنقل دم شهريا مدى الحياة. ويرجع سبب الإصابة بهذا المرض أساسا إلى الزواج أي عندما يمتلك فيه الزوجان نفس فصيلة الدم، أو من خلال الزواج العائلي، ومن أعراضه انتقال المرض للأطفال من قبل الآباء بصفة مرئية خلال الشهر السادس للرضيع، ويبقى نقل الدم هو الحل الوحيد في معظم الحالات. ولمواجهة الداء، فإن أول جانب يعنى به هو محاربة ترسب الحديد في الأجهزة الحيوية، أي القلب والكلى والكبد والبنكرياس لأن تكدس الحديد في الأعضاء يمكن أن يؤدي إلى الموت في سن 20 وهو أول عامل للوفيات في الجزائر، وعليه فإن التوصيات الدولية تلزم الحقن بمادة «فريتين» بصورة دورية لأن هذا الفحص الضروري يسمح بتقييم نسبة الحديد الزائد في الدم. ومنذ شهر أفريل الماضي، تم التوقيع على اتفاقية بين «نوفارتيس» و12 مخبرا خاصا، حيث يسمح الاتفاق للمصابين بالتلاسيميا بالقيام مجانا بالتحاليل على مستوى الهياكل التي أقامتها الدولة عبر مختلف مناطق الوطن وتخص الاتفاقية القيام ب4000 عملية خلال سنة 2012، هذه العملية لها تأثير واضح على فعالية العلاج وراحة المريض. وتعد هذه العملية جزءً من سياسة المختبر السويسري، الذي يكرس جزءً كبيرا من اهتماماته للتكوين الطبي المتواصل، حسب ما أكده الدكتور يزيد حجاج، مدير «نوفارتيس» لعلم الأورام فرع الجزائر. وتجدر الإشارة، إلى أن البحر المتوسط يعاني من انتشار مرض التلاسيميا التي كانت تعتبر من الأمراض المجهولة لدى عامة الناس والتي تصيب 45000 طفل سنويا عبر العالم حيث يحتل الرقم القياسي في مجال الأمراض الوراثية الأكثر انتشارا في أوساط السكان القاطنين حول منطقة المتوسط.