كشفت رئيسة مصلحة أمراض الدم بمستشفى بني مسوس بلهادي مريم أمس عن تسجيل 300 حالة إصابة بالتلاسيميا بمصلحتها، معيبة عدم وجود سجل وطني يحصي عدد الإصابات بالداء على مستوى القطر الوطني، مشيرة إلى ان الزواج بين الأقارب هو العامل الأكبر في انتشار الإصابة بهذا المرض. وأشارت البروفيسور بلهادي في منتدى المجاهد بمناسبة اليوم العالمي للتلاسيميا المصادف ل 8 ماي ان الكارثة تحدث عندما يرث الأبناء المرض عن طريق أوليائهم الذين يجهلون حملهم لهذا الداء بسبب عدم قيامهم بالتحاليل اللازمة، وهو ما يجعلهم يعيشون معاناة قاسية مع أطفالهم طوال حياتهم سيما وأنهم يحتاجون إلى الدم بصفة دورية وفق شروط نقل صحية ودقيقة جدا. وكشفت بلهادي في ذات السياق بان مصلحة أمراض الدم بمستشفى بني مسوس تسجل حالة إصابة جديدة كل أسبوع، أي بمعدل طفل واحد من أربع أطفال، وعلى هذا الأساس شددت على الأولياء المصابين بالتلاسيميا التوقف عن الإنجاب لتفادي الشقاء مع أبنائهم سيما وان سعر الدواء يكلف 762 أورو للعلبة الواحدة وهو ثمن مكلف ويثقل كاهل العائلات سيما ذات الدخل الضعيف وحسب المتحدثة يمكن الكشف عن مرض التلاسيميا عند الاطفال المصابين في سن 03 أشهر وذلك بسبب انعدام ظهور الأعراض المرضية في المرحلة الأولى عند الإصابة، مشيرة إلى انه بعد هذه الفترة فقط يمكن للأولياء ملاحظة بعض العلامات التي تشير الى حمل المرض كاصفرار الوجه والتأخر في النمو وانتفاخ البطن. وأضافت بلهاني ان معاناة المصابين تزيد مع هذا المرض بسبب نقص الهياكل القاعدية الصحية المتخصصة، داعية إلى ضرورة توفير كل الإمكانيات المادية لضمان أحسن تكفل بهم، وتوفير الأدوية الخاصة بالتلاسيميا التي تعرف ندرة. وبخصوص الوقاية من هذا المرض دعت رئيسة مصلحة أمراض الدم بمستشفى بني مسوس الى تفادي زواج الأقرب باعتباره السبب الرئيسي في الإصابة بأمراض وراثية خطيرة على غرار التلاسيميا، بالإضافة الى ضرورة القيام بالتحاليل الطبية اللازمة التي من شأنها ان تكشف عن الداء في وقت مبكر ما من شانه المساهمة في تخفيض حالات الإصابة بالجزائر. من جهته أثار نائب رئيس جمعية فقر الدم «الحياة» ميسوم بوجمعة في تدخل له مشكل عدم وجود مصالح متخصصة في أمراض الدم في بعض الولايات الداخلية سيما الجنوب ما يضطر المصابين إلى قطع مسافات طويلة إلى ولاية أخرى بحثا عن التكفل والعلاج للمرض المزمن، داعيا الوزارة الوصية إلى التكفل بهذا المطلب عبر إنشاء مراكز خاصة بأمراض الدم بكل الولايات. وشدد بوجمعة على أهمية التوعية والتحسيس سيما وسط المؤسسات التربوية والجامعات باعتبارهم المقبلين على الزواج المستقبليين، بهدف أخذ الاحتياطات للقيام بالتحاليل متمنيا الوصول إلى ما حققته الدول الغربية في مجال علاج هذا النوع من المرض النادر عن طريق استعمال طرق حديثة في العلاج كالتربية العلاجية والتكفل التام باحتياجات المرضى طوال فترة العلاج، مركزا على أهمية العلاج النفسي لهذه الشريحة.