يشهد سرطان عنق الرحم في الجزائر انتشارا واسعا مسجّلا إصابة 13 امرأة من 100 ألف حالة سرطان في السنة، وهو ثاني سرطان يفتك بالمرأة الجزائرية التي تتراوح أعمارها بين 35 و45 سنة بعد سرطان الثدي، ويحدث هذا في ظل غياب ثقافة التشخيص المبكر باستخدام اختبار المسح ''فروتي ''، هذا الأخير الذي يمثل أول سلاح للوقاية من الإصابة بالداء. هذا ما أكّدت عليه الطبيبة المختصة في أمراض النساء بمركز الصحة العمومية بالأبيار الدكتورة شاوي نادية. @ متى تحدث الإصابة بسرطان عنق الرحم؟ @@ يحدث سرطان عنق الرحم عندما تبدأ خلاياه في التغيير من طبيعتها ووظيفتها نتيجة تدمير الخلايا وتعثّر نموها بشكل طبيعي، فالخلايا الشاذة يمكن أن تتحوّل إلى حالة مرضية مستعصية، وهي بوادر الإصابة بسرطان عنق الرحم الخطير. علما أنّ وتيرة التحول بطيئة ويمكن أن تدوم إلى غاية 20 سنة بدون أن تظهر على المرأة أي إشارة تدل على إصابتها بالداء. @ ما هي العوامل المرتبطة بارتفاع معدل الإصابة؟ @@ من بين العوامل التي قد تتسبّب في الإصابة بسرطان عنق الرحم استعمال حبوب منع الحمل لفترة طويلة وبدأ الحياة الجنسية في سن مبكرة، إضافة إلى الإصابة ببعض الالتهابات الفيروسية الخطيرة كالثآليل. @ هل توجد أعراض للمرض؟ @@ في المراحل المبكرة لا تظهر أعراض الإصابة بسرطان عنق الرحم، أما إذا تطور المرض ووصل إلى المراحل المتأخرة في هذه الحالة تبرز العلامات على صورة متعددة منها نزيف مهبلي مصدره الرحم وغير مرتبط بالدورة الشهرية، حصول نزيف بعد الجماع أحيانا وهو العلامة الأكثر شيوعا من بين العلامات الدالة على الإصابة بالسرطان، إفرازات دموية متكررة، ألم عميق في الحوض، إضافة إلى أعراض أخرى مرتبطة بانتشار المرض في مواقع أخرى كالعظم والكبد والغدد الليمفاوية مما يخلق أعراضا متنوعة تعتمد على موقع و حجم انتشار المرض. أحيانا يتم اكتشاف الإصابة من خلال الفحص لأسباب أخرى عن طريق الصدفة، وفي قليل من الأحيان يتم اكتشافه مبكرا إذا كانت السيدة تعي احتمالات حدوث المرض وتقوم بالفحص الدوري لدى الطبيب المختص. وفي حالة الشك بوجود سرطان عنق الرحم، يتم عمل مسحة من الخلايا المشكوك فيها للتأكد من الإصابة، علما أنّ الاكتشاف المبكر لسرطان عنق الرحم يوفر فرصة للعلاج والشفاء. @ كيف تكون الوقاية؟ @@ توجد وسيلة فعّالة للوقاية من الإصابة بسرطان عنق الرحم، وتكمن في التشخيص المبكر الذي يسمح باكتشاف الخلايا الشاذة التي يمكن أن تتحول إلى حالة مرضية مستعصية. ويتم التشخيص عن طريق إجراء اختبار طبي باستعمال مسح سطح عنق الرحم ''فروتي ''، الذي يمثل أول سلاح للوقاية من الإصابة بالداء، ويستخدم في ذلك لوحة خشبية على شكل منظف الأدنين. وينصح القيام بأول مسحة ابتداء من سن 25 سنة بالنسبة للمرأة المتزوجة، ثم يليه مسح آخر ويسمى بمسح المراقبة عام بعد إجراء الاختبار الأول، وهما وسيلتان ضروريتان للتعرف على خطر سرطان عنق الرحم لدى بعض النساء وتجنب الإصابة به. وإذا كانت نتائج المعاينة عادية ولم يسجل فيها أي خلل، في هذه الحالة تطمئن المرأة وتستمر في العيش بشكل عادي. وفي إطار المراقبة ينصح المرأة بالقيام بهذا النوع من الاختبار كل 5 سنوات. كما أنّ الفترة الصامتة لتحول الخلايا الشاذة إلى مرضية ''مالين '' تشكل فرصة حقيقية للقيام بالمسح، واعتماد العلاج الذي يوافق المرض كي يبعد نهائيا عودة السرطان، فمثلا المرأة المصابة بسرطان عنق الرحم في سن ال 50 سنة يمكن التكفل بحالتها بشكل صحيح ابتداء من سن 30 سنة، ولن تكون أبدا مرضية. ويمكن الحصول على اختبار المسح على مستوى مصالح المستشفيات ومصالح أمراض النساء والتوليد، مراكز التخطيط العائلية والمرجعية، مراكز الصحة والعيادات المتعددة الخدمات.