زيادة تعاطي المخدرات منذ بداية الجائحة كشف الأمين العام بوزارة الصّحة والسكان وإصلاح المستشفيات عبد الحق سايحي عن توفير دواء الميتادون وإدراج العلاج البديل للأفيونات ضمن أولويات برنامج التوسيع اعتبارا من السنة القادمة، مؤكدا أنه سيساهم بالتحكم في الإدمان وحماية ضحاياه بشكل تدريجي والحد من الآثار المدمرة لاستهلاك هذا النوع من المخدرات. قال الأمين العام بوزارة الصحة والسكان وإصلاح المستشفيات خلال إشرافه على الافتتاح الرسمي لمراسيم إحياء اليوم العالمي للمخدرات، إن التجربة النموذجية للشروع في استعمال العلاج البديل «الميتادون» والتي تستغرق سنة ونصف ستسمح بتوسيعه تدريجيا نحو مراكز وهياكل علاج الإدمان حتى تستوفي الشروط التي تم تحديدها،مبرزا أهمية تنظيم توفير العلاج بالمنطق المرجعي بين التكفل بالمدمنين في المراكز الخارجية والعلاج الداخلي وتكوين المهنيين في هذا المجال، بالإضافة إلى العمل للحد من الأضرار والتفكك الاجتماعي الناجم عن الاستهلاك نفسه ومخاطر أكبر باستعمال الحقن في ظروف صحية مزرية لاسيما في أوساط الشباب. في ذات السياق، ذكر سايحي بالإستراتيجية الوقائية التي اعتمدت عليها الجزائر، منذ التسعينات في إطار مكافحة المخدرات والتي عرفت تطورا ملحوظا خلال السنوات الأخيرة من خلال انجاز هياكل لعلاج الإدمان عبر جل ولايات الوطن تقريبا وكذا بذل جهود كبيرة لتعزيزها من حيث الموارد البشرية المختصة على غرار دفعتي الأطباء الذين استفادوا من شهادات اختصاص في علم الإدمان وتكوين دفعة ثالثة خلال السنة تتكون من 30 طبيبا وكذا 50 مهنيا من المراكز الوسيطة لعلاج الإدمان في مجال المقابلة التحفيزية يضم أخصائيين نفسانيين وأطباء. ومن جهته، أكد المنسق المقيم لنظام الأممالمتحدةبالجزائر، ايريك أوفر فاست أن الشباب في خطر بسبب الاستهلاك الواسع لكل أنواع المخدرات وتأثيراتها السلبية على الحالة العقلية والجسدية للمتعاطين، مشيرا أن الإدمان أدى إلى ارتفاع نسبة الجرائم والعنف في المجتمع خلال السنوات الأخيرة، ما يستدعي تكثيف الجهود لحث المدمنين على ضرورة الاقتراب من مراكز العلاج للتخلص من السموم. وأشار المنسّق المقيم لنظام الأممالمتحدةبالجزائر إلى أهمية العمل المشترك والتنسيق مع مختلف الفاعلين ومنظمات المجتمع المدني من أجل توعية جميع الفئات، خاصة الشباب المراهقين الذين هم أكثر عرضة لهذه الآفة، مثمنا البرنامج المسطر من قبل السلطات الجزائرية، فيما يخص مكافحة المخدرات والتكفل بالمدمنين للتقليل من الآثار المدمرة المرتبطة بها. أما المكلف بترقية الصحة العقلية بوزارة الصحة البروفيسور محمد شكال، أوضح أن تعاطي واستهلاك المخدرات عرف زيادة كبيرة منذ بداية انتشار فيروس كورونا في الجزائر لدى الشباب من مختلف الأعمار، بالإضافة إلى مراكز علاج الإدمان التي لم تكن في الخدمة بسبب الجائحة ما جعل الراغبون في التخلص من الإدمان يواجهون صعوبة في تلقي العلاج والتكفل الجيد، مشيرا إلى تسجيل ارتفاع أيضا في استهلاك المهدئات ومختلف المواد المخدرة في الفترة الأخيرة مقارنة بالسابق. وكشف البروفيسور شكال عن دخول دواء جديد يستعمل في علاج المدمنين على المخدرات لأوّل مرّة مع الشروع في تجربته على 100 مريض قبل تعميم استخدامه على عدد أكبر من الأشخاص المدمنين، قائلا إن هذا الدواء البديل له خصوصيات ولا يمكن أن يأخذ بصفة عشوائية وإنما يتطلب تكوين خاص لفائدة المهنيين والمختصين لاستعماله بطريقة آمنة ومنتظمة، باعتبار أن تعميمه على بقية المرضى لن يكون في ظرف وجيز. وأضاف المكلف بترقية الصّحة العقلية بوزارة الصّحة أن العلاج يجنب مخاطر كبيرة ترتبط باستهلاك المخدرات كالسيدا والتهاب الكبد الفيروسي بسبب استعمال الحقن بطريقة غير صحية، مشيرا إلى أن جميع الأدوية لديها آثار جانبية ولكن فوائدها أكثر من أضرارها، محذرا من رواج الكيف في بلادنا بشكل بات يهدّد مستقبل الشباب، خاصة مع تفاقم المشاكل الاجتماعية.