تسعى عاصمة الغرب الجزائري، وهران، جاهدة لتخفيف أثار جائحة «كورونا» على القطاع السياحي، خلال العام 2021، وسط اعتماد حزم تحفيزية لتنشيط الحركة الداخلية، كضرورة حتمية لإنقاذ صناعة السفر والسياحة من أسوأ أزمة تمرّ عليها. شهدت فنادق وهران، خاصة الممتدة على طول الشريط الساحلي، انتعاشة كبيرة، بعد ركود شهدته الحركة السياحية بالجزائر عموما، بسبب تداعيات فيروس كورونا المستجد (كوفيد- 19)، بحسب ما أفاد به المدير المحلي للسياحة والصناعة التقليدية والعمل العائلي. وأكد بلعباس قايم بن عمر في تصريح ل «الشعب» توفر مؤشرات إيجابية ومشجّعة، تعكس الإرادة القوّية والطموحة لدى مكونات النشاط السياحي (وكالات السياحة والسفر والفنادق والمنشآت السياحية المختلفة وغيرها) لحل الأزمة من خلال خطة إنعاش، ترتكز على تشجيع السياحة الداخلية، ضمن إطار يتسق مع أهداف التنمية الاقتصادية والاجتماعية والثقافية في الولاية. إتفاقيات بين الفنادق ووكالات الأسفار ونوّه في هذا الصدد إلى الاتفاقيات الثنائية المبرمة بين وكالات السياحة والأسفار والفنادق، مقدّرا عددهم ب 20 وكالة و25 مؤسسة فندقية، أبرمت اتفاقيات في هذا الإطار، وذلك إلى غاية تاريخ 29 جوان 2021، كمرحلة ما قبل الافتتاح الرسمي لموسم الاصطياف.» و»توفّر هذه الشراكة أنماطا سياحية متنوعة ومختلفة، وتجربة سياحية فريدة، مع إمكانية المبيت بمجموعة من الفنادق والمخيّمات السياحية الفخمة، بأسعار مدروسة، تتحملها موازنة العائلة الجزائرية. «، يضيف نفس المسؤول، معتبرا أنّ «هذه المؤشرات «الجديدة»، تشكل إضافة حقيقية جديدة للقطاع. الإيجار يكسّر الأسعار وفي السياق ذاته، كشف السيد بلعباس أنّ كل الفنادق المطلة على البحر محجوزة حاليا، متوقعا أن تعرف أسعارها انخفاض عن الفترة الماضية، بالنظر إلى التحوّلات الإيجابية التي يشهدها القطاع السياحي بالولاية على العديد من الأصعدة، ومنها استحداث صيغة الإيجار لدى الساكن، كصيغة للإيواء السياحي على مستوى الولاية. وشدّد على أن «هذه المرحلة الحساسة من تاريخنا، تستدعي تضافر الجهود لإنقاذ السياحة الجزائرية وحمايتها من الانهيار، وذلك من خلال مراجعة العرض، وتكييفه مع طلب السياح المحليين، إلى جانب خطة متكاملة لجذب السياحة الخارجية التي تعتبر من أهم مصادر الدخل وأحد أكبر الدعائم للاقتصاد. وفي ضوء ذلك، أعلن ذات المسؤول عن دخول حيز الاستغلال 17 مسلكا سياحيا، يأخذ بعين الاعتبار أهم وأشهر الأماكن والمعالم السياحية، بما فيها المواقع ذات القيم التاريخية والثقافية والدينية والخصائص الطبيعية المميزة. تتجمّع كل هذه المعلومات في خريطة وهران السياحية التي تسلّط الضوء على كل ما يريد زوار المدينة معرفته حول الخطوط الجوية ووكالات السياحة والأسفار والفنادق والمطاعم المصنفة وكذا الغابات والحدائق والشواطئ المسموحة للسباحة، وأهم الأماكن الترفيهية ومواقع الألعاب وغيرها. وسيوضع هذا الدليل والخريطة السياحية على مستوى مقر الديوان المحلي للسياحة الكائن بشارع محمد خميستي، بوسط مدينة وهران، بهدف توزيعها مختلف المؤسسات الفندقية، لاسيما الواقعة بالبلديات الساحلية، كما أشار إليه مدير السياحة. وتابع محدثنا: «نثمّن عاليا المبادرات والجهود المشتركة التي من شأنها المساهمة في تعزيز مكانة الباهية وهران على الخارطة السياحية المحلية والعالمية، ونحن نسعى جاهدين من أجل إتاحة الفرصة للمواطنين والمقيمين للتعرف عن مقوّمات الجذب في المقصد السياحي الوهراني وتنوّع وثراء عروض السياحة المحلية فيها.» توّقعات باستقطاب 15 مليون سائح وتوقّع أن تشهد الحركة السياحية بالولاية انتعاشا كبيرا بعد فترة الإعلان عن نتائج شهادة التعليم المتوسط والثانوي، سيما وأنّ موعد الافتتاح الرسمي لموسم الاصطياف، حدّد هذه السنة، ابتداء من 1 جويلية إلى غاية 30 سبتمبر، فيما قلّصت هذه المدّة خلال صائفة 2020 من 15 أوت إلى 30 سبتمبر. وأضاف أنّ هناك مساع لاستقطاب أكثر 15 مليون سائح خلال هذا الموسم، بعدما تراجع عدد السياح الذين استقبلتهم وهران من 21 مليون و920 ألف مصطاف طيلة موسم الاصطياف لسنة 2019 إلى زهاء 7 ملايين و500 مصطاف توافد على شواطئها 34 المسموحة للسباحة خلال الفترة من 15 إلى 31 أوت 2020. وسيحتضن مراسيم الافتتاح الرسمي، شاطئ «الأندلسيات»، يضيف مدير السياحة والصناعة التقليدية، معتبرا أنّه «تم تسخير كافة الإمكانيات المادية والبشرية اللازمة لإنجاح موسم الاصطياف لهذه السنة، وذلك بالتعاون مع مختلف الفاعلين.» كما نوّه بكل الجهود التي تبذلها الجهات المعنية بالسهر على تنفيذ الإجراءات الوقائية اللازمة تفاديا لتفشي فيروس كورونا بين المصطافين عبر مختلف الشواطئ المسموحة للسباحة بالولاية، والبالغ عددها خلال هذا الموسم 34 شاطئا. نحو استلام 40 مؤسسة فندقية في 2022 واستنادا إلى نفس المصدر، تحصي وهران حاليا 30 وكالة سياحة وأسفار و26 مطعما مصنفا و 18 مؤسسة فندقية، توفر في مجموعها 17.564 سرير، فيما تقدّر طاقة إيواء مراكز العطل، خلال موسم الاصطياف الحالي ب 1430 وطاقة إيواء المخيمات الصيفية ب 980، وذلك بحسب الأرقام الموقوفة إلى غاية نهاية شهر جوان 2021. ومن المتوقع استلام 40 مؤسسة فندقية خلال السداسي الأول من سنة 2022 بطاقة إضافية، تقدر ب 3 آلاف سرير، لترفع بذلك الحظيرة الفندقية إلى أكثر من 220 مؤسسة، وما يزيد عن 20 ألف سرير، وذلك من مجموع 109 مشروع في طور الإنجاز عبر مختلف أنحاء الولاية، وذلك في إطار الإستراتيجية المضبوطة على مستوى الولاية والهادفة إلى ضمان توزيع عادل وشامل للهياكل السياحية عبر تراب الولاية.