عادت أرقام جائحة كوفيد19 لترتفع من جديد بعد التزايد الكبير لعدد الإصابات، وسط إعلان حالة الاستنفار القصوى بالعديد من المستشفيات، التي تدفع ثمن حالة اللامبالاة التي طبعت حياة المواطنين تجاه تدابير الوقاية من كورونا. ارتفعت وتيرة الإصابات بفيروس كورونا المستجد، رغم طمأنة أعضاء اللجنة العلمية لرصد ومتابعة فيروس كورونا بشأن استقرار الوضع الصحي، وتحديد الرحلات الجوّية وفرض إجراءات صارمة على القادمين نحو البلد. وبالرغم من كل هذه الإجراءات، دقّ العديد من المختصين خاصة الذين يواجهون الوباء على الميدان ناقوس الخطر، بالنظر إلى تسارع وتيرة الإصابات، في وقت لم تصل عمليات التلقيح إلى المستوى المطلوب». ولمح عضو اللجنة العلمية لرصد ومتابعة الوباء، البروفيسور مهياوي، في تصريحات إعلامية، بحر هذا الأسبوع، الى تحويل عدة مصالح طبية بالمستشفيات للمصابين بكورونا، مع تخصيص عدة مستشفيات عبر الوطن للمصابين بالوباء. وقال مهياوي، إنه تم تخصيص مستشفى بن عكنون للمصابين بكورونا بالعاصمة، إضافة الى تأجيل إجراء العمليات الجراحية باستثناء المستعجلة منه. وقال البروفيسور عبد الرزاق بوعمرة، الباحث في علم الأوبئة، والمختص في الطب الوقائي بمستشفى تيبازة، في تصريحات لوسائل الاعلام، إن أكثر الإصابات المسجلة حاليا هي بالسلالة البريطانية المتحوّرة، مضيفا أن قاعات الإنعاش في مستشفيات العاصمة، البليدة وتيبازة والمدن الكبرى باتت مشبّعة. وأضاف البروفيسور بوعمرة أن الجزائر لم تسجل أي حالة لفيروس «دلتا الهندي» المتحور، والذي يعتبر أقوى من البريطاني بنسبة 65% وفق تعبيره، مشيرا إلى أن الموجة الثالثة ستواصل الارتفاع حتى تصل إلى الذروة في الأيام القادمة. ومن أجل الرفع من وتيرة عملية التلقيح قال البروفيسور كمال جنوحات، رئيس المخابر المركزية والجمعية الوطنية لعلم المناعة، في تصريحات لإذاعة سطيف، أن اللجنة العلمية تتجه إلى اعتماد التلقيح، كشرط لدخول الأماكن العمومية كالملاعب وقاعات السينما والمسارح. وأضاف البروفيسور، أنه من الضروري الإبقاء على غلق قاعات الأفراح لأنها تشكل خطرا، مضيفا أن الاحصائيات تشير الى نسبة 60 بالمئة من النساء أصبن بالوباء في الأعراس أو الجنائز. وأضاف جنوحات أن كل المؤشرات تبيّن أنه من الممكن جدا أن تكون السلالة الهندية هي المتسببة في ارتفاع عدد الإصابات، خاصة وأن السلالة الهندية «دلتا» تنتشر بسرعة أكبر من السلالة البريطانية.