تشعرك الإعلامية سليمة زعروري وأنت تتحدث معها أن المرأة العربية الإعلامية فاعلة ومؤثرة، وطموحة، وقد فتحت هذه الجزائرية التي شرفت بلدها في دبي قلبها ل''الشعب''، كاشفة لنا طموحها وفخرها بعد تكريمها لمشاركتها في مشروع أكبر كتاب عن السيرة النبوية. ¯ «الشعب»: هل لنا أن نتعرف على سليمة زعروري؟ ¯¯ سليمة زعروري: شابة جزائرية من مواليد 21 ديسمبر 1978 تنحدر أصولي من ولاية سوق أهراس، متحصلة على شهادة ليسانس علوم التسيير تخصص تسويق من جامعة باجي مختار عنابة، طموحة واعشق شيئا اسمه التحدي، وكغيري من الجزائريين أكن حبا كبيرا لبلدي وأسعى دوما لبذل قصارى جهودي من أجل ترك بصمة خاصة للمثقف الجزائري وتمثيل ثقافتنا أحسن تمثيل. ¯ كيف كانت بدايتك في العمل الصحفي؟ هل هي صدفة أم حبا للمهنة؟ ¯¯ بصراحة أنا في بداية مشواري الصحفي، وهو هواية وليس مهنتي، حيث أسعى إلى ترقيته بالشكل الذي يتوافق مع الأهداف التي أسطرها. وبدايتي مع الإعلام بشكل عام كانت مع ''دورة الإعلامي الشامل'' التي نظمتها مجموعة مشاهد الدولية والتي يملكها الدكتور محمد العولقي في دبي بالتعاون مع قناة العربية للأخبار، حيث تدربت على أيدي أكبر الإعلاميين احترافية سواء في مجال تحرير الخبر وتقديمه أو في مجال التصوير والمونتاج، فكانت بكل صراحة تجربة في قمة الروعة ساعدتني كثيرا في التمكن من جميع مراحل تقديم التقارير منذ أن تكون فكرة الى غاية تجسيدها في روبروتاج كامل يقدم للمشاهد بالرؤية التي أراها تتناسب وتقبله لها. فدخولي عالم الإعلام لا استطيع القول انه صدفة بقدر ما هو اقتناص لفرصة وتجربة استحقت أن أخوض غمارها،ئلأني فيها اكتشفت مهارات كانت دفينة ولم أدركها إلا في دورة العربية، علما أنها كانت أول زيارة لي في دبي ولم تكن لدي أي معرفة مسبقة بهذا البلد المتطور جدا، كما لم تكن لدي أي خلفية إعلامية كذلك، لكن بفضل الله عز وجل ثم بفضل الكوادر المحترفة التي جندتها مجموعة ''مشاهد الدولية ''وقناة العربية للأخبار استطعنا ان نحقق قفزة نوعية واستطعنا أن نرسم الدهشة على وجوه أقوى الشخصيات الإعلامية في القناة. أكيد أن كل إنسان لن يستطيع أن يتميز في أي عمل مهما كان مجاله إلا إذا كان مقتنعا به ويحبه. لا أخفيك القول أن المناخ الذي تدربت فيه جعلني أعزز حبي للإعلام لأنه بكل بساطة لا يلغي لمستك ومجهودك، كما يسمح لك بل ويعلمك كيف تنظر للأمور من زوايا متعددة قد تخفى عن الكثيرين. ¯ من هي الإعلامية التي تجدينها قدوة لك؟ ¯¯ بكل صدق أي إعلامي راق بأخلاقه أولا ثم بعمله هو قدوة لي، وأحبئأن آخذ من كل روض زهرة، لكن الإعلامية التي فعلا أحترمها هي خديجة بن قنة، لأنها بكل بساطة أول إعلامية فرضت على القناة الحجاب شجاعة منها، وثقتها التامة بكون الكفاءة لا تحكمها المظاهر بل وكانت السبب في تشجيع زميلاتها أن يحتذين حذوها، وياريت الاعلام الجزائري خاصة المرئي يعطي الفرصة للمتحجبات ويتخذ نفس المبادرة. ¯ شاركت في مشروع أكبر كتاب عن السيرة النبوية، هل لك أن تحدثينا عن هذا المشروع ؟ ¯¯ المشروع هو أكبر كتاب في العالم للرسول محمد صلى الله عليه وسلم بعنوان ''هذا محمد'' يسلط الضوء على سيرة النبي محمد صلى الله عليه وسلم والأثر الكبير للرسالة الإسلامية على المستوى الإنساني العالمي يفوق طوله خمسة أمتار وعرضه أربعة أمتار ويزن 1500 كلغ مما أهله بسبب قيمته الدينية والثقافية أن يحتل مكانة في موسوعة -جينيس- العالمية للأرقام القياسية. هو مشروع تم انجازه من طرف شركة مشاهد الدولية والتي يترأس إدارتها الدكتور محمد العولقي، حيث جاء كرد حضاري على الإساءات التي طالت نبي الرحمة في الفترة الأخيرة وإيمانا من مالك المجموعة أن الغرب أساءوا لنبينا جهلا منهم وتقصيرا منا في تصحيح ما سوق لأعظم شخصية في العالم قاطبة المشروع تم تدشينه تحت رعاية سمو الشيخ حمدان بن راشد آل مكتوم نائب حاكم دبي وزير المالية في السابع والعشرين من فبراير المنصرم بدبي، أقيم حفل تدشين ضخم في مركز دبي التجاري العالمي بحضور عدد من كبار المسؤولين والدبلوماسيين ورجال الأعمال وممثلي كبريات الشركات العالمية في الشرق الأوسط والإعلاميين. سطر للكتاب برنامج ليحط رحاله في كافة إمارات الدولة وعدد من دول المنطقة والعالم لجمع توقيعات على الصفحات الأولى للكتاب الذي يشرح بيسر وشفافية سيرة النبي صلى اللّه عليه وسلم والتعريف بالدين الإسلامي الحنيف كرسالة سماوية عالمية إنسانية المحتوى. ¯ وكيف كانت فكرة مجموعة مشاهد وما هي إسهاماتك في المشروع ؟ ¯¯ مساهمتي في هذا الانجاز الضخم كان على الصعيدين العربي بشكل عام، والجزائري بشكل خاص بعد منحي الفرصة للمشاركة فيه. عربيا كان من خلال تعريفي بفكرة الكتاب وأهدافه من خلال مواقع التواصل الاجتماعي وتسويقي للكتاب ذي الحجم العادي حتى يتمكن الجمهور من معرفة محتوى الكتاب الكبير ''هذا محمد''، الذي أنتج لشد الأنظار وجلب الانتباه خاصة العالم الغربي الذي كان يسهم وبشكل كبير في الإساءة لنبي الرحمة، فمن هذا المنطلق جاء الرد بانجاز يدخل موسوعة ''غينيس'' للأرقام القياسية، وبالموازة يباع الكتاب بالحجم العادي والمتوسط أيضا، كما تمت ترجمته لعدة لغات منها الانجليزية والصينية وحتى لغة البراي لفاقدي البصر، وبذلك يكون أول كتاب في السيرة يكتب بهذه اللغة. فدوري كان التواصل مع كل جهة تريد اقتناء نسخ من الكتاب من خلال إشرافي على الموقع الرسمي للكتاب عبر صفحة الفيس بوك، أما جزائريا فكان المهمة مسؤولية حملتها على عاتقي أكثر منها مشاركة عادية لأني كنت الجزائرية الوحيدة المشاركة في الكتاب والحاضرة في حفل التدشين وبناء على ذلك، وحتى لا يكون المواطن الجزائري مهمشا في مثل هذه الاحداث والانجازات العالمية، تواصلت مع الاعلام الجزائري خاصة الاعلام المكتوب لتنقل الحدث قبل وأثناء وبعد وقوعه. من ناحية ثانية، لأدرج الجزائر ضمن برنامج جولات الكتاب في العواصم العربية، من خلال إيجاد جهة رسمية ورعاية سامية من الدولة تتكفل باستضافة أكبر كتاب عربي يدخل موسوعة ''غينيس'' للأرقام القياسية للرسول محمد صلى اللّه عليه وسلم. أكيد ثقة مجموعة مشاهد الدولية وسماحها لي بالمشاركة في هذا الانجاز إيمانا منها بقدراتي كانت أكبر دعم لي، ضف إلى ذلك كل من عرف سليمة على المستوى الشخصي كانت تشجيعاتهم تعطيني حافزا أكبر لتحقيق ما أصبو إليه. ¯ كيف كان شعورك وأنت تكرمين من طرف حاكم دبي؟ ¯¯ التكريم كان من طرف نائب حاكم دبي ووزير المالية الشيخ حمدان بن راشد آل مكتوم والدكتور محمد العولقي رئيس مجموعة ''مشاهد الدولية''، صدقيني شعور لا يمكنني وصفه لأنه كان مفاجأة لي، لم أعلم بها إلا وقت تسليم الدرع الشرفي حيث تم ذكر اسمي مريتن: الإعلامية الجزائرية زعروري سليمة، كان شعورا ممزوجا بالفرحة، المفاجأة، والافتخار بالوطن الغالي الجزائر . ¯ هل من عروض أخرى تلقيتينها؟ ¯¯ بصراحة تلقيت عروضا من جهات إعلامية كثيرة ونحن نتمنى رعاية سامية من الدولة الجزائرية ممثلة في فخامة رئيس الجمهورية أو إحدى الوزارات التي تهتم بمثل هذه الانجازات العالمية، وإدخال هذا الكتاب إلى بلدنا، خاصة وأن تكلفة نقله تتعدى ميزانية بعض الجهات التي أبدت رغبتها في رعاية الانجاز الضخم. ¯ هل ترين أن الإعلام العربي حر ووفي لمبادئه ولقضايا أمته أم أنه يقف في منطقة أخرى ؟ ¯¯ إعلامنا العربي كما لا يخفى على الجميع هو إعلام موجه ويخدم المصالح السياسية أكثر منه مصلحة المواطن العربي لكن هدا لا يعني التعميم على كل الجهات الاعلاميةئ لأن هناك من يسعى الى الاستقلالية في الرأي وإزاحة الستار على العديد من الحقائق التي تخفى على الكثيرين بأسلوب راق يتوافق مع أخلاقيات المهنة. ¯ كلمة أخيرة لقراء جريدة ''الشعب'' ؟ ¯¯ أشكر جريدة ''الشعب'' جزيل الشكر على هذه الاستضافة الطيبة والتفاتها لعينة من الشباب الجزائري الطموح والذي يؤمن بقدراته ويفتخر بجزائريته، كما أوجه رسالة للقراء من خلال هذا البيت الشعري: وإذا سئمتَ من ال(و)جود لبُرهةٍ فاجعل من الواو الكئيبة سينا ! وإذا تعِبْتَ منَ الصُّ(عُ)ودِ لِقمّةٍ فاجعل من العينِ البئيسةِ ميما.