اتخذ الفنان الحرفي قاسمي احمد القرن السادس عشر مصدر إلهاماته في محاولة لصناعة التاريخ القديم تعود حقبته إلى زمن الملك'' زارا ''حاكم السويد في القرن السادس عشر و الملكة فيكتوريا و البواخر التي رست عليها الملوك في الزمن الماضي و كان لها دور في صناعة التاريخ منها باخرة التيتانيك الأسطورية. و أكد الفنان قاسمي أن إلهاماته بالبواخر و السفن جاءت نتيجة عشقه لكل ماله علاقة بالبحرية ،مؤكدا أن الإبداع في هذا المجال يكون من خلال تصور عميق لتلك الحقبة الزمنية من خلال اطلاعه على مجموعة من المعلومات من الكتب التاريخية التي ألهمته . و صرح الفنان الحرفي احمد قاسمي'' للشعب'' انه عاش في لبنان فترة طويلة من حياته وقد استطاعت هجرته الى الشرق الأوسط أن تكون بمثابة النقلة النوعية في أعماله و حتى في التقنيات المستعملة في انجازاته منها الغراء الورق و الخشب وحتى الجبس لتكون صورة أخرى من إلهاماته . وفي سؤال حول نظرته للفن و الإبداع أجاب الفنان قاسمي محمدان الفن كان ومازال، مرتبطاً بالحرفة والصنعة والتفاني، حتى إن كلمة''فن'' كانت تعني الإبداع ، والفنان في القرن السابع عشر هو طالب الفن، وبقيت هذه الكلمة حتى القرن الثامن عشر، تعني ''الحرفي.'' ففي عام 1932 استعمل الكاتب الفرنسي بلزاك كلمة ''فني'' مقابل ''حرفي.'' والفن في اللغة اللاتينية يعني ''موهبة''، وعلم ومعرفة الصنع، ومهارة نوعية، فكرية ومادية، وهي ميزة وفضيلة الأصول الجيدة للتنفيذ والترتيب، وهو ضد السيء والفوضى، والفنان هو الحرفي، لكن هناك حرفاً دنيا كاللحام والخباز، وفنوناً نبيلة كالعمارة والرسم والخطابة، وهناك معارف حرة كالأدب والفنون الجميلة هذه المعلومات :يقول الفنان قاسمي التهمتها من الكتب التي اطلع عليها كل يوم في محاولة للبحث عن ما يحيط بالفنون الحرفية في العالم. لم يتلق الفنان احمد قاسمي تعليما أكاديميا و لكن الموهبة و حب الاكتشاف جعلت منه فنانا متميزا فجعلته يرسو بإحدى محطات فنه التاريخية ،فكانت وجهته سنة 1826 حيث قام بانجاز تحفة خشبية على شكل باخرة رست عليها ملوك السويد ،داعيا السلطات المهنية الالتفات إلى هذا النوع من الحرف وهو صناعة المجسمات بأيادي فنانين أتقنوا هذه المهنة و قد يكون الإبداع مصدر الالهام ويتولى الفنان قاسمي مهمة تصميم الأشكال الهندسية بكل حرص وعناية، وباستعمال تقنيات مختلفة و هذا من خلال تصميمات و مجسمات . و في الأخير ناشد الفنان قاسمي رئيس الجمهورية من اجل تجسيد مشروع توفير محلات للحرفيين و الذي لم يتحقق على ارض الواقع الى يومنا هذا ،داعيا في نفس السياق السلطات المعنية الاهتمام بالحرفيين من خلال توفير المادة الأولية و ايجاد الإطار المناسب لتشجيع الإنتاج الحرفي سواء الموجه للسوق المحلي أو الخارجي. مؤكدا أن الترويج من أهم المقومات التي اعتمدها قطاع الصناعة التقليدية والحرف في الجزائر، وفي هذا الإطار يتم سنويا تسطير برنامج مكثف للتظاهرات والصالونات المحلية والوطنية والدولية وذلك بهدف إعادة الاعتبار لقطاع الصناعة التقليدية وإدماج النشاطات الحرفية للحياة الاقتصادية.