ووري الثرى، أول أمس، بمقبرة بوزوران بوسط مدينة باتنة، جثمان المجاهد الرمز عمار بن شايبة، في جو جنائزي مهيب، بحضور الأسرة الثورية والسلطات المدنية والعسكرية وعائلة الفقيد، الذي كان رفيق السلاح لأب الثورة الجزائرية الشهيد البطل مصطفى بن بوالعيد. المجاهد بن شايبة رحل عن عمر ناهز 97 سنة بعد مرض عضال ألزمه الفراش منذ عدة سنوات، تاركا وراءه إرثا تاريخيا كبيرا يشهد على تضحيات الجزائريين بمنطقة الأوراس في سبيل نيل الحرية، وانتزاع الإستقلال من الاستعمار الفرنسي. الراحل عمار بن شايبة المعروف ب «علي أولحاج «من مواليد في سنة 1924 بقرية إيشمول بولاية باتنة ابن مسعود وذهبية زغيشي، من المجاهدين الاوائل الذين لبّوا نداء الثورة التحريرية المجيدة، وشاركوا في كل تفاصيل التحضير لاندلاعها في الفاتح نوفمبر 1954 رفقة الشهيد مصطفى بن بولعيد بمنزل عائلته الاخوة بن شايبة في أعالي دشرة اولاد موسى. الراحل بن شايبة كان من أبرز رفاق الشهيد مصطفى بن بولعيد وحارسه الشخصي، ونجا من انفجار المذياع الملغم عن طريق الاتصال اللاسلكي في 22 مارس من سنة 1956، فقد خلاله إحدى عينيه وأصيب بجروح بليغة في الرأس بقيت آثارها بارزة إلى غاية وفاته. وشارك في العديد من المعارك التاريخية، ونظم كمائن كثيرة للعدو، توفي بعد مسيرة حافلة من العطاء خلال الثورة وبعد الإستقلال وخلال بناء الجزائر. وكان الراحل قد فتح رفقة إخوته وعائلته منزلهم العائلي للمجاهدين لتنظيم الاجتماع التاريخي الخاص بتحضير اندلاع الثورة، والمتعلق بتوزيع الأسلحة على المجاهدين، وشهد عدة اجتماعات تاريخية ليتحول بعد الإستقلال إلى متحف تاريخي يحج له الآلاف من المواطنين والمهتمين بتاريخ الجزائر من كل ولايات الوطن وخارجها، قدّم عدة شهادات تاريخية لملحقة متحف المجاهد بطريق تازولت بباتنة، وشاهد عيان للكثير من المحطات التاريخية التي عرفتها الاوراس خلال الثورة المجيدة، حيث كان آخر تصريح له في هذا الشأن لمجلة «ميموريا»، نشر في العدد 79 بتاريخ جوان 2020. ..وزير المجاهدين يعزّي بعث وزير المجاهدين وذوي الحقوق، العيد ربيقة، برسالة تعزية إلى أسرة المجاهد عمار بن شايبة، مؤكدا أنّه «برحيل هذا المجاهد الرمز تفقد الجزائر واحدا من خيرة أبنائها المجاهدين ممّن تحلّوا بالشهامة والبسالة، والذين ستتذكّرهم جبال شيليا وهضاب آريس وكل قرى ومداشر جبال الأوراس». تقدّم وزير المجاهدين وذوي الحقوق إلى أسرة الفقيد ورفاقه في الجهاد بأصدق التعازي وأخلص المواساة، سائلا المولى عزّ وجل أن يتغمّد روح الفقيد بواسع رحمته، ويسكنه فسيح جنانه وأن يلهم أهله ورفاقه جميل الصّبر والسّلوان.