الجمارك شريك محوري « تم إطلاق قافلة تجارية ضمت 20 شاحنة محملة بأكثر من 60 طنا من مختلف البضائع والسلع نحو السوق الإفريقية» أكد الأمين العام لوزارة التجارة وترقية الصادرات رضوان عليلي، أمس، بأدرار أن كافة التسهيلات متاحة للمصدرين تماشيا مع توجهات الدولة لترقية التصدير خارج المحروقات، موضحا لدى افتتاح معرض الإنتاج الوطني الموجه للتصدير نحو الأسواق الإفريقية « أن السلطات العمومية توفر كافة التسهيلات لفائدة المصدرين، وذلك تماشيا مع توجهات الدولة لترقية فرص التصدير خارج قطاع المحروقات». أكد عليلي « أن التصدير أصبح خيارا إستراتيجيا للدولة، حيث تم ولأول مرة تحقيق قيمة 3 مليار دولار من الصادرات خارج المحروقات خلال الأشهر الأخيرة، مما يعكس الإرادة القوية لكسب هذا الرهان لبلوغ أكبر حجم من عائدات التصدير خارج المحروقات مع نهاية السنة الحالية مقابل تخفيض الواردات». أشار عليلي إلى أنه نظرا للأهمية التي توليها الجزائر للتعامل الإقتصادي مع إفريقيا فقد انضمت إلى منطقة التجارة الحرة الإفريقية، حيث تعتزم تصدير كافة المنتوجات الوطنية ذات الجودة، مبرزا أن ولاية أدرار تشكل محطة هامة على غرار باقي الولايات الحدودية التي يعوّل عليها لتكون منطقة عبور للتصدير نحو إفريقيا. وأضاف لدى تفقد أجنحة المعرض الذي أقيم بمسرح الهواء الطلق بعاصمة الولاية أن التظاهرة سمحت بالتعرف على منتوجات وطنية بنوعية جيدة قابلة للتصدير ومهنيين محترفين وشعب إنتاج واعدة. كما يتم التعرف عن قرب على مصالح إدارة الجمارك الطرف الفاعل في معادلة التصدير من خلال مرافقة المؤسسات في تجسيد عمليات وضع منتجاتها في مختلف أسواق القارة الإفريقية وغيرها من الوجهات التي يمكن المنافسة فيها. وهو ما تحرص إدارة الجمارك على تجسيده من خلال التواجد في الميدان مع التركيز على عامل التواصل المباشر بما يرسم صورة حديثة عن هذا المرفق. من جانبه، شدد رئيس الجمعية الوطنية للتجار والحرفيين طاهر بولنوار على أهمية هذه التظاهرة في توفير فضاء يضم مختلف المتعاملين في النشاطات ذات الصلة بالتوزيع و التصدير من منتجين وتجار مقايضة وهيئات عمومية مهنية إدارية ومالية مرافقة. وأردف إن «إنعاش نشاط التصدير والمقايضة نحو البلدان الإفريقية سينعكس بشكل مباشر على التنمية المحلية اقتصاديا واجتماعيا من خلال التحفيز على زيادة عدد مناصب الشغل التي ستصبح ضرورة حتمية تفرضها حاجة المتعاملين لإنشاء وحدات إنتاج بالولايات الحدودية لتوفير قاعدة لوجيستية لمزاولة نشاطهم». من ناحيتها ذكرت ممثلة مجمع النقل البري للبضائع واللوجستيك « لوجترانس» راضية سلاماني بأن المؤسسة تعمل على مرافقة المصدرين في نقل بضائعهم نحو عدد من البلدان الإفريقية على غرار موريتانياومالي والنيجر والسنغال وتونس وقريبا نحو ليبيا. وأشارت الى أن المجمع قد انخرط بفعالية في الإستراتيجية الرامية لترقية الصادرات خارج المحروقات، حيث نظم خلال الثلاث سنوات الأخيرة 97 قافلة تجارية تم من خلالها مرافقة 102 متعاملا اقتصاديا على المستوى الوطني بمن فيهم متعاملي الولايات الحدودية، حيث تم ضمان النقل الدولي لمختلف المنتجات اعتمادا على الموارد المادية و البشرية للمجمع لإقتحام السوق الإفريقية. وأكدت أن المجمع يعتزم تنظيم قافلة تجارية نحو نواكشوط ونواديبو بموريتانيا وقوافل مماثلة نحو مالي، داعية في هذا الصدد المتعاملين إلى اغتنام الخدمات التي يوفرها المجمع. من جانبه، حث والي أدرار العربي بهلول كافة المتعاملين المشاركين في التظاهرة للمساهمة على فتح فروع إنتاج محلية بالولاية، مؤكدا استعداد مصالحه لتقديم كل الوسائل المتاحة للدعم والمرافقة الكفيلة بمساهمة هذه المؤسسات المنتجة في تقديم إضافة للنسيج الإقتصادي المحلي وتعزيز الصادرات نحو دول الجوار والعمق الإفريقي. منتجات تنافسية ويشارك متعاملون اقتصاديون من صناعيين وحرفيين في هذا الذي يهدف إلى التعريف بالمنتوج الجزائري الذي بات يكتسي ميزة تنافسية تؤهله للتصدير نحو الخارج خاصة السوق الإفريقية. وتم بالمناسبة شرح دور بعض الهيئات ذات الصلة بنشاط التصدير من خلال التعريف بصندوق دعم الصادرات والوكالة الوطنية لترقية التجارة الخارجية ودورهما في مرافقة المصدرين ومساعدتهم في هذا المسار. ويشكل هذا الحدث التجاري الذي يتواصل على مدار أسبوعين فرصة لعرض المنتجات التي أصبحت محل ثقة للمستهلك المحلي والأجنبي والتي تم تثمينها بتنظيم و تقنين تجارة المقايضة، بما يرفع من حجم الصادرات و زيادة مواردها. وأعرب متعاملون مشاركون عن «ارتياحهم» الكبير لهذه المبادرة التجارية التي أتاحت لهم التعرف على مختلف الخدمات و الهيئات المعنية بمرافقة نشاط المقايضة والتصدير، معربين عن أملهم في تقريب هذه الخدمات من المتعاملين على المستوى المحلي لإعطاء أكثر نجاعة لتدابير المرافقة في هذا الشأن إلى جانب مطالبتهم بتحيين قائمة السلع المعدنية بالتصدير والإستيراد تلبية للطلب الملحوظ عليها بين طرفي الشريط الحدودي بين الجزائر و جوارها الإفريقي. وتنوعت أنشطة المؤسسات المشاركة في المعرض بين منتجات صناعية وغذائية فلاحية و خدماتية وحرفية يسجل عليها طلب في البلدان الإفريقية على غرار التجهيزات الكهرومنزلية ومواد البناء والأثاث والألبسة والتمور والطماطم والصناعات التحويلية الغذائية و الصناعات التقليدية ومواد التنظيف والتجميل. وبرمج على هامش هذه التظاهرة التجارية يوما دراسيا حول آفاق التصدير نحو السوق الإفريقية ينشطه أساتذة جامعيين وخبراء وممثلين عن هيئات مهنية ومالية معنية بمرافقة التجارة الخارجية وبحضور المتعاملين و أصحاب المؤسسات الناشئة، وفقا للمنظمين.