اعتبر أستاذ العلوم السياسية والعلاقات الدولية بجامعة تيسمسيلت الدكتور أسامة بوشماخ، تعيين الدبلوماسي السويدي-الإيطالي ستيفان دي ميستورا، مبعوثا شخصيا جديدا للأمين العام للأمم المتحدة انطونيو غوتيريش إلى الصحراء الغربية، بمثابة العودة القوية للقضية الصحراوية على الساحة الدولية، وهو الذي تمّ رفضه من قبل المملكة المغربية قبل 3 أشهر فضلا عن 13 مبعوثا أمميا سابقا منذ شغور المنصب في ماي 2019، مشيرا إلى أن تعيين دي ميستورا يأتي في ظل المكاسب التي تحصدها القضية الصحراوية على المستوى العالمي، وتوالي الإخفاقات الدبلوماسية للمغرب. أكّد الدكتور أسامة بوشماخ، أنّ تعيين الدبلوماسي دي ميستورا مبعوثا شخصيا جديدا للأمين العام للأمم المتحدة إلى الصحراء الغربية، يأتي في ظل تراجع التأييد للموقف المغربي تجاه النزاع في الصحراء الغربية، وتوالي إخفاقات المخزن الدبلوماسية في الأيام الأخيرة، بدءا من قرار محكمة العدل الأوروبية الأخير الملزم لجميع الدول الأوروبية بتطبيق مخرجاتها حول استغلال المياه الاقليمية الصحراوية من قبل المغرب، وصولا إلى رضوخه في تعيين المبعوث الأممي تحت الضغط الذي تعرض إليه من قبل الدول الكبرى وخاصة الولاياتالمتحدةالأمريكية، وضرورة العودة إلى الحل السلمي بعد اعتقاد الرباط أنّ القضية الصحراوية انتهت بفرض أمر الواقع، وتطبيق بشكل أحادي "الحكم الذاتي" الذي فصّله على مقاسه، وهو ما صرّح به سفير المغرب بالأممالمتحدة، مستندا في ذلك إلى تغريدة الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب، التي أشار فيها إلى "اقتراح المغرب الجاد والواقعي للحكم الذاتي، والذي اعتبره الأساس الوحيد لحل عادل لتحقيق السلام والدائم والازدهار". وأضاف أستاذ العلوم السياسية والعلاقات الدولية في اتصال مع "الشعب"، أنّ الترسيم الأممي اليوم جاء بعد تغريدة وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن بقوله "أرحّب بإعلان المبعوث الشخصي للأمم المتحدة للصحراء الغربية" التي فنّد فيها التغريدة السابقة للرئيس الأمريكي السابق ترامب، فعطفا على ما سبق تكون الإدارة الأمريكية الحالية نسفت مخرجات الرئيس السابق في سياسته التي ارتكزت على الاعتراف المزعوم بسيادة المملكة المغربية على أرض الصحراء الغربية مقابل سيادة الكيان الصهيوني على فلسطين. هذا من جهة، ومن جهة أخرى دور الاتحاد الإفريقي كمنظمة إقليمية بها دول فاعلة تدعو إلى خفض التوتر والأزمات بالقارة في ظل التحولات الدولية الراهنة وتأثيرها على المرتكزات الإقليمية. ويخلف المبعوث الجديد، الذي يتمتع بخبرة أكثر من أربعين عاماً في الدبلوماسية والشؤون السياسية، الرئيس الألماني الأسبق هورست كولر، الذي استقال في ماي عام 2019، كما يُعرف دي ميستورا في أروقة الأممالمتحدة بأنّه دبلوماسي في إدارة الأزمات وليس في حلها، ولهذا سيسعى إلى تكثيف المشاورات تمهيدا للوصول إلى أرضية قابلة للقاء بين الأطراف المتنازعة رغم صعوبة المهمة بشرط توفر حسن النوايا خاصة من الطرف المغربي.