تمّ، أمس الأربعاء، بتمنراست تتويج الفائزين بجائزة رئيس الجمهورية للأدب واللغة الأمازيغية في طبعتها الثانية، والتي تتزامن مع الاحتفالات برأس السنة الأمازيغية «يناير» 2972، وإحياء الذكرى ال 26 لتأسيس المحافظة السّامية للأمازيغية. جرت مراسم الطبعة الثانية للجائزة التي نظّمتها المحافظ السّامية للأمازيغية بالتنسيق مع وزارة الثقافة ووالي ولاية تمنراست، بدار الإمزاد بتمنراست، بحضور وزيرة الثقافة والفنون وفاء شعلال والأمين العام للمحافظة السامية للأمازيغية سي الهاشمي عصاد، إلى جانب السلطات المحلية والأمنية بالولاية وأعيان المنطقة، وأعضاء من البرلمان بغرفتيه. وتشمل هذه الجائزة أربع فئات وهي: الأبحاث في التّراث الثقافي الأمازيغي غير المادي، الأبحاث العلمية والتكنولوجية والرقمنة، اللسانيات، الأدب المعبّر عنه بالأمازيغية والمترجم إليها. وأفرزت نتائج لجنة التحكيم التي ترأّسها الأستاذ يوسف نسيب، عن تتويج فرتوني خالد في المرتبة الأولى، يليه غيلاس توفيق في المرتبة الثانية وسعاوي عبد الكريم ثالثا، وذلك في فئة الأبحاث في التراث الأمازيغي غير المادي. أمّا في فئة الأبحاث العلمية والتكنولوجية والرقمنة، فتمّ تتويج أغابي شهرزاد في المرتبة الثانية وسعودي عبد السميع في المرتبة الثالثة، فيما قرّرت لجنة التحكيم حجب الجائزة الأولى. وفيما يتعلق بفئة اللسانيات، فتمّ حجب الجائزة الأولى، وحلّ في المرتبة الثانية تواتي رمضان وعاد المركز الثالث لدهان نور الدين. وبالنسبة لفئة الأدب المعبر عنه بالأمازيغية والمترجم إليها، فإنّ لجنة التحكيم قرّرت تتويج مغزوشن بلقاسم بالجائزة الأولى، تليه مالين عائشة في المرتبة الثانية ثم حمزة محمد ثالثا. وخلال الحفل التكريمي، قال الأمين العام للمحافظة السامية للأمازيغية، سي الهاشمي عصاد، في كلمة له، أنّ الاحتفال بهذا «العرس الوطني البهيج» يعد «لحظة تاريخية»، نظرا للأهمية التي توليها الدولة وعلى رأسها رئيس الجمهورية السيد عبد المجيد تبون للغة والثقافة الأمازيغية، منوّها بالدّعم الذي لقيته المحافظة من مؤسسة الجيش الوطني الشعبي لتنظيم هذه التظاهرة بمرافقة الحرس الجمهوري، وذلك في إطار «الرّابطة المتينة بين مؤسّسة الجيش والشعب المتشبّع بأصالته الضّاربة في عمق التاريخ». وأوضح أنّ هذا الاحتفال يحمل «دلالات قوية تؤكّد أنّ كل مقوّمات الهوية الجزائرية هي عناصر متكاملة ومغذية للحمة الوطنية، ولا يمكن التفريط فيها وهي المناعة التي يستنجد بها الجزائريّون لمواجهة مختلف التحديات، والتصدي لكافة المخاطر التي تحدق بالبلاد». وأكّد أنّ «دسترة اللغة الأمازيغية والعمل على ترقيتها بكل التنوّعات اللسانية باعتبارها عنصرا يساهم في إغناء التنوع الثّقافي والحضاري للأمة، سيغلق الباب أمام أبواق الفتنة، ويجعلنا في منطلق جديد يتسم بالشّعور بالاعتزاز بالماضي، والاطمئنان على وحدة الجزائريّين في حاضرهم ومستقبلهم». وأعرب السيد عصاد عن سعي المحافظة السّامية للأمازيغية إلى «جعل القيم الوطنية في منأى عن الهواجس والمزايدات السياسوية، وبالتالي محاربة كل الدّسائس التي تغذّيها كل الأطراف المتربّصة بالجزائر، من خلال توظيف الخصوصيات اللسانية لزرع النّعرات والمساس بالسّلامة التّرابية».