نصبت مجموعة الصّداقة البرلمانية الجزائرية - اليابانية، أمس الإثنين، بمقر المجلس الشعبي الوطني، «تدعيما لمسعى بعث العلاقات البرلمانية بين البلدين وللتعاون الاقتصادي والثقافي». أشرف على مراسم التنصيب، نائب رئيس المجلس المكلف بالنشاط الخارجي، منذر بودن، وسفير اليابانبالجزائر، كونو أكيرا، بحضور مدير آسيا الشرقية والوسطى بوزارة الشؤون الخارجية والجالية الوطنية بالخارج، محمد يزيد بوزيد. وبالمناسبة، اعتبر بودن تنصيب هذه المجموعة «لبنة أخرى تضاف إلى بناء صرح المجلس الشعبي الوطني الحالي في عهدته التاسعة»، مؤكّدا أنّ المجلس «من الطبيعي بمكان أن يدعم عبر تنصيب مجموعته البرلمانية للصداقة مع اليابان جسور التعاون والتواصل، والتي تبقى محتشمة، حيث أنّنا لم نسجّل أيّة مبادرة برلمانية ثنائية منذ حقبة من الزمن». ومن هذا المنظور - يضيف البرلماني - قائلا: «سوف يكون على عاتق هذه المجموعة البرلمانية والتي تم تنصيبها في شهر أكتوبر 2021، أن تسهر على دعم وإعادة بعث العلاقات البرلمانية الثنائية بين المجلسين، قصد التفعيل الدائم للدبلوماسية البرلمانية، بالنظر لما لها من أهمية ومكانة في تقوية الروابط، وبعث التعاون الاقتصادي والثقافي بين الدولتين». أمّا رئيس مجموعة الصداقة البرلمانية الجزائرية-اليابانية، كمال بلخضر فقد عبّر عن قناعته ب «حجم المسؤولية والتحدي الذي ينبغي رفعه لإنجاح هذه المهمة حتى نكون همزة وصل بين الهيئتين التشريعيتين، وأداة فعّالة للتواصل بين النواب والشعبين، خاصة وأنّ العلاقات بين البلدين تحكمها الثقة والاحترام المتبادلين». وفي هذا الشأن، أبرز بلخضر «تطلّع البرلمانيّين، للعمل مع زملائنا في البرلمان الياباني لتعزيز الشراكة بيننا، ولتحقيق المزيد من برامج التعاون الثنائي في مختلف المجالات، لا سيما على الصعيد الاقتصادي، تجسيدا لمخططات رئيس الجمهورية، عبد المجيد تبون، الذي جعل في مقدمة أولوياته، بناء علاقات استراتيجية مع الدول الصديقة التي تربطها مع الجزائر مصالح مشتركة قائمة على الاحترام والمنفعة المتبادلين». سفير اليابان: اقتصاد الجزائر يعيش حالة من التّنوّع أكّد السّفير الياباني من جهته، أنّ تنصيب هذه المجموعة «يعبّر عن عمق وأهمية علاقات الصداقة والأخوّة التاريخية التي تجمع الجزائرواليابان، اللتان تحييان هذا العام الذكرى ال 60 لتأسيسها»، مشيدا بالصداقة الثنائية التي تعود إلى ما قبل استقلال الجزائر، وبالتحديد إلى سنة 1958. كما أشاد بالمشاركة «الفعالة والهامة» للمؤسسات اليابانية في «التطور الصناعي للجزائر المستقلة خاصة في مجال المحروقات»، ليعبّر بالمقابل عن عرفان بلده «لدعم الجزائر خلال أزمة تدني أسعار النفط وآثارها الوخيمة على اليابان خلال سنوات الثمانينات». واستطرد السفير الياباني قائلا بأنّ المؤسسات اليابانية «تولي اهتماما بالغا للاقتصاد الجزائري الذي يعيش حالة من التحول والتنوع»، مشيرا إلى تنظيم الدورة الثامنة من الندوة الدولية لطوكيو حول موضوع تنمية إفريقيا خلال شهر أوت المقبل. وأكّد في هذا السياق أنّ الجزائر «تعتبر من رواد التنمية في إفريقيا، وستكون هذه الندوة بالمناسبة فرصة لتدعيم تعاوننا من أجل تنمية إفريقيا لما بعد كوفيد-19»، مبرزا أيضا الأهمية التي يكتسيها دور البرلمان في تعميق العلاقات الثنائية. وأكّد ممثل وزارة الشؤون الخارجية هو الآخر، أنّ مجموعة الصداقة للتعاون بين الجزائرواليابان تمثّل «من دون شك آلية إضافية لتعزيز وتدعيم علاقات التعاون القائمة بين البلدين الصديقين في مجالات عديدة ومتنوّعة». وثمّن محمد يزيد بوزيدي بالمناسبة المنحى «الإيجابي» الذي تعرفه العلاقات الثنائية، وذكر في هذا المجال بتواصل المشاورات بين البلدين على المستوى السياسي حول القضايا ذات الاهتمام المشترك لا سيما من خلال منتدى التعاون الياباني-الإفريقي، معتبرا في مجال المبادرات التجارية بأنّه «من غير المعقول أن تظل قيمة هذه المبادلات دون المليار دولار بالرغم من توفير الإمكانيات والتسهيلات في كلا الدولتين، وهو نفس ما يقال على ضعف الاستثمارات اليابانية في الجزائر».