أعلنت إيطاليا فرض ضرائب على الأرباح الإضافية التي تحققها شركات قطاع الطاقة من ارتفاع الأسعار بسبب العملية العسكرية في أوكرانيا، وذلك بهدف تخفيف التكلفة على العائلات والشركات. قال رئيس الوزراء الإيطالي ماريو دراجي في مؤتمر صحافي، «دعونا نفرض ضرائب على جزء من الأرباح الاستثنائية التي يحققها المنتجون بفضل زيادة تكلفة المواد الخام، ونعيد توزيع هذه الأموال على الشركات والعائلات التي تواجه صعوبات كبيرة». ووفقا ل»الفرنسية»، أوضح دانيال فرانكو وزير الاقتصاد والمال الإيطالي أن الضريبة ستكون 10 في المائة، على الأرباح الإضافية المحققة، دون أن يعطي مزيدا من التفاصيل. وقال مصدر حكومي، إن الضريبة تتعلق بالأرباح الإضافية التي تحققت خلال الأشهر الستة الماضية، من خلال مقارنتها بأرباح الفترة نفسها من العام الماضي. وأشار دراجي، إلى أن الأموال التي ستجمع، ستساعد في تمويل حزمة تدابير بقيمة 4.4 مليار أورو للتخفيف من ارتفاع أسعار الطاقة. ووافقت الحكومة الإيطالية على حزمة إجراءات لمساعدة المستهلكين والشركات على مواجهة ارتفاع تكاليف الطاقة التي تفاقمت بسبب الأزمة الأوكرانية. وتعد هذه الإجراءات التي صدرت في مرسوم واسع النطاق أحدث خطوة لكبح أسعار الطاقة والوقود وتأتي إضافة إلى نحو 16 مليار أورو تم تخصيصها في الميزانية منذ شهر جويلية الماضي في محاولة لتخفيف تكاليف الكهرباء والغاز للشركات والأسر. وقال رئيس الوزراء في مؤتمر صحافي عقب اجتماع لمجلس الوزراء بشأن هذه القضية «اتخذنا إجراءات مهمة ومحفزة للرد على عواقب الحرب الروسية الأوكرانية على بلدنا». وكان الاقتصاد الإيطالي قد حقق نموا بلغ 6.6 في المائة العام الماضي بعد انكماش قياسي بلغ 9.0 في المائة في عام 2020، بسبب الإغلاق الممتد نتيجة فيروس كورونا ويواجه حاليا توقعات نمو ضعيفة بشكل متزايد. وقال مصدر حكومي إيطالي إن وزارة الخزانة تستعد لخفض نسبة النمو المستهدف بشكل ملحوظ إلى أقل من 4 في المائة هذا العام من المعدل السابق الذي تم تحقيقه في الخريف الماضي وبلغ 4.7 في المائة. وتتطلع الدول الأوروبية إلى وضع استراتيجيات جديدة للتخفيف من تكلفة أسعار الطاقة التي كانت مرتفعة بالأصل وشهدت مزيدا من الارتفاع منذ العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا. ودعا قادة إيطاليا وإسبانيا والبرتغال واليونان إلى وضع إستراتيجية مشتركة في الاتحاد الأوروبي لضمان أمن الطاقة بعد أن أدى النزاع في أوكرانيا إلى ارتفاع أسعارها. وقال بيدرو سانشيز رئيس الوزراء الإسباني في مؤتمر صحافي في روما، عقب المحادثات الرباعية «فقط رد على المستوى الأوروبي يمكنه حل مشكلة أوروبية بشكل عاجل وحاسم». وأضاف «علينا أن نفعل ذلك الآن، لا يمكننا الانتظار ليوم آخر». من جهته، أكد ماريو دراجي رئيس الوزراء الإيطالي أن الدول الأربع تريد «طرح إجراءات ملموسة على الطاولة لحماية كل الدول الأعضاء» في قمة قادة دول الاتحاد التي ستعقد نهاية الأسبوع الجاري بروكسل. اتخذت دول أوروبية إجراءات أحادية لتقليل آثار ارتفاع أسعار الطاقة التي كانت تسجل أصلا زيادة قبل الحرب الروسية الأوكرانية. لكن دولا أعضاء عدة تضغط من أجل اتخاذ تدابير أوروبية جماعية لحل المشكلة التي تأتي في أعقاب الأضرار الناتجة عن جائحة كوفيد - 19.