تعتبر منطقة زمورة بشكل عام متحف طبيعي على الهواء الطلق يستقطب العائلات البرايجية والجزائرية من مختلف ربوع الوطن الباحثة عن الراحة والاستجمام والاستمتاع بالمناظر الخلابة لما تزخر به المنطقة من مواقع أثرية وسياحية يعود عمرها لمئات السنين، منها موقع الحجر الأزرق المشروع السياحي الذي استطاع التعريف بمنطقة «زمورة» والمواقع الأثرية والتاريخية التي تتوفر عليها المنطقة، مع تحوله لفضاء هام لاستقطاب واحتضان مختلف الرياضات والهوايات المرتبطة بالسياحة الجبلية. لا تزال منطقة «زمورة» الواقعة شمال ولاية برج بوعريريج قبلة سياحية بامتياز، تستهوي عديد الوكالات السياحية، ووجهة مفضلة تقصده العائلات الباحثة عن الراحة والاستجمام مِنْ كلِّ حَدَبٍ وصَوْب ومن مختلف ولايات الوطن للاستماع بالطبيعة العذراء، والمناطق الجبلية ذات المسالك الوعرة، التي تأسر القلوب وتنجذب لها عيون الزائرين، من خلال النمط العمراني المتفرد عن باقي المناطق العمرانية ببرج بوعريريج. ومن بين هذه المواقع المتميّزة «موقع الحجر الأزرق» الواقع في المخرج الشمالي إلى الغربي لبلدية «زمورة «، على مسافة لا يفصلها سوى 10كلم عن منطقة «قانزات «، في قلعة جبلية محصّنة طبيعيا على شكل ربوة، حيث أضحى هذا الفضاء مكان يقصده الزوار ومكتشفي الطبيعة من مختلف ولايات الوطن. لقد انطلقت فكرة إنجاز هذا المشروع السياحي الذي يجزم أصحابه على أنّه صديق للبيئة، قبل ثلاث سنوات، حين بادر مجموعة من الناشطين الجمعويين المولعين بالعمل السياحي والاستكشافي على مستوى المنطقة بتجسيد مشروع صغير، تمثل في إنجاز مجموعة من المسابح الصغيرة تكون فضاء لاستجمام أطفال المنطقة، خلال فصل الصيف على مستوى أحد المواقع المعزولة خارج منطقة زمورة، غير أنّ القائمين على المشروع اقتنعوا بفكرة تقضي بتوسعة المشروع إلى منتجع سياحي تكون مقصدا وأنموذجا لإعادة بعث السياحة بالمنطقة، بالنظر إلى الطابع الجغرافي المتميّز للمنطقة بخصوصيات تميزه عن باقي المناطق. أصل تسمية الموقع الأزرق اشتقت تسمية المشروع «بالحجر الأزرق « حسب صاحب المشروع من طبيعة الأحجار ذات اللون الأزرق إلى الرمادي، التي واجهت صاحب المشروع خلال بداية إنجازه لهذا الفضاء السياحي أثناء عمليات الحفر والتأسيس، إلى جانب أنّ الحجر الأزرق يعد هو المادة الأساسية للبناء، فهو تقليد دأب عليه السكان في البناء وتزيين الواجهات في منطقة «زمورة» والقرى المجاورة لها، منذ أكثر من خمسة قرون، حيث تلفت عيون الزائر للمنطقة للوهلة الأولى انتشار الصخور الزرقاء والنمط العمراني المتفرد لهذه البيوت على مستوى المنطقة. وشكلت الخصوصية الطبيعية التي يتميّز بها، مكان « الحجر الأزرق» ذات التحصينات الطبيعية، المحيطة بالموقع من كل الجوانب معلماً سياحيا لاستقطاب العائلات البرايجية وباقي الولايات، وكذا هواة ممارسة الرياضة والسياحة الجبلية، فالمكان يحتوي على ساحة واسعة ذات نمط عمراني خاص يليق بالمكان، مطل على معظم القرى والأحياء التابعة لبلدية «زمورة» والبلديات الأخرى المجاورة لها. وتتيح هذه الساحة مشاهدة مناظر ساحرة للطبيعة العذراء المحيطة بالمكان، من تضاريس ووديان وغابات، شكلت مقصدا للعائلات الباحثة عن الراحة والاستجمام، ومحجا يقصده هواة الرياضة من كل أنحاء الوطن، خاصة خلال فصل الشتاء حيث تتساقط الثلوج، ويصبح الوصول إلى هذا الموقع مغامرة بطعم خاص يدفعك الفضول إلى تكرار هذه التجربة عدة مرات نظرا لخصوصية المسالك المؤدية لهذا الموقع ذات الطرق الوعرة والمنعرجات الواقعة على حواف الجبال، ويتوفر المكان أيضا على حديقة واسعة تضم مختلف أصناف الطيور والحيوانات الغير اللاحمة، إلى جانب مسلك مؤدي إلى الغابة يحتوي كل أنواع الورود والزهور. وجهة للأطفال والرياضيين أضحى المكان موقعا استراتيجيا لاستقطاب مختلف الرياضات الجماعية أبرزها نادي «مقرس» للرياضات الميكانيكية بولاية سطيف الذي قام بزيارة منطقة «زمورة « وموقع الحجر الأزرق، حيث يقوم هذا النادي بالمشاركة في رالي طويل على مسافة 3250كلم، يهدف من خلاله التعريف بالسياحة عبر الوطن ومنها برج زمورة. ويطمح صاحب المشروع إلى توسعة هذا الموقع السياحي، إلى قطب سياحي وطني قادر على احتضان مختلف التظاهرات الرياضية والأنشطة الثقافية من خلال توسعة هذا المشروع إلى منتجع سياحي يحتوي على كل الضروريات والمرافق الخاصة لاستقبال السياح والرياضيين من فندق وأماكن للسياحة والاستجمام، قاعة متعدّدة الرياضات ومسبح أولمبي لاحتضان مختلف الأنشطة الرياضية، ومكتبة لاستقطاب مختلف المثقفين وهواة المطالعة ، إلى جانب احتضان مختلف الأنشطة الثقافية والنوادي الأدبية، مع إنشاء مصاعد هوائية تكون وسيلة للتعريف بالمنطقة والاستمتاع بالمناظر الجبلية بالمنطقة.