تتوفر ولاية البليدة على مواقع سياحية هامة من شأنها أن تجعلها من بين أهم المناطق السياحية عبر الوطن، إلا أن عدم الاهتمام بالمجال السياحي حال دون ذلك، فالهياكل السياحية المتوفرة على مستوى ولاية البليدة لا تستجيب للقدرات الطبيعية التي تتوفر عليها الولاية في هذا المجال، وهي التي تتربع على كنوز سياحية قل نظيرها في العالم بمناظرها التي تأخذ بالألباب، خاصة بالمناطق الجبلية على غرار مرتفعات (يما حليمة) بحمام ملوان و شلالات بلدية صوحان أو بحيرة (الضاية) و(سيدي براهيم) بعين الرمانة ومنبع القردة بمنطقة الحمدانية بالشفة أو الحمامات المعدنية والأودية والشلالات الطبيعية، بين حظيرة الشريعة ومنطقة حمام ملوان، ومنبع القردة بالشفة، التي تشكو حسب زائريها من نقائص فادحة في الهياكل، مما يجعلها بعيدة عما يرجوه السياح الطالبين للراحة والاستجمام. علما أن الفنادق المتوفرة لا تتجاوز طاقة استيعابها 600 سرير هذا إن وجدت في هذه المناطق السياحية التي تشهد توافدا كبيرا للسياح من مختلف مناطق الوطن وحتى من الخارج حيث تغيب نهائيًا ببعض المناطق السياحية بالولاية الهياكل السياحية كبحيرة الضاية بعين الرمانة وحمام ملوان والشريعة، في ظل غياب استراتيجية من طرف السلطات المعنية في هذا الجانب، حيث تحتاج منطقة الشريعة التي تعد قطبًا سياحيا ذا أهمية كبيرة إلى التهيئة لإعادة الحياة إلى هذه المنشآت التي أنشئت في الثمانينيات والتي تعرضت لعمليات التخريب خلال العشرية السوداء كمخيم -الإيمان- الذي كان يستقبل أعدادًا هائلة من السياح كما استقبل العديد من الشخصيات العالمية والرؤساء، ليتحول الآن إلى هيكل معطل ينتظر من يبعث الحياة فيه من جديد، شأنه شأن نادي التزحلق الذي تنتشر به اليوم المحلات الفوضوية و(البراكات) التي تشوه المنظر الجميل لهذا القطب الطبيعي بحظيرة الشريعة إلى جانب غياب التهيئة الضرورية لمسلك التزحلق الذي زود بتربة غير مناسبة لطبيعة المنطقة مما يساهم في الذوبان السريع للثلوج خلال فصل الشتاء وحرمان المتزحلقين من الاستمتاع بهذه الرياضة التي كانت تستقطب الرياضيين من خارج وداخل الوطن يتزامن ذلك مع استمرار تعطل الكراسي المعلقة التي كان من المفروض أن يتم إصلاحها مع انطلاق تشغيل المصاعد الهوائية التي تم تجديدها بتكنولوجيا فرنسية في غاية الجودة. كما تبقى الكثير من المناطق السياحية الأخرى دون المستوى المطلوب من الاهتمام على غرار منطقة حمام ملوان التي تعد منطقة سياحية بمعايير دولية فهي تتوفر على المياه المعدنية العذبة والمالحة وكذا الحارة بالأودية، بالإضافة إلى الطبيعة العذراء التي تستهوي الكثير من السياح الذين يفضلون السياحة الجبلية على السياحة الساحلية، فالمنطقة تشكو من ضعف الهياكل السياحية والمرافق الخدماتية التي يستوجب توفرها والتي يجب أن تستجيب للمعايير الدولية في الجانب الفندقي والخدماتي. أما منطقتي منبع القردة بشفة وبحيرة الضاية بعين الرمانة مازلتا تعانيان من هذا الجانب، فنظرًا لموقعهما الجغرافي المناسب بين حدود ولايتي البليدة والمدية، فإن كل من يسلك هذا الطريق لا يمكنه تفويت فرصة الإستمتاع بمناظر الجبال المحيطة بهذه البحيرة وكذا الوديان المحاذية للطريق ومشاهد القردة التي تتجول بين السياح، هذا المكان الذي يتطلب تشييد على الأقل قرية سياحية لاستقطاب السياح والاستغلال الأمثل للمكان وغيره من الأماكن السياحية بالولاية التي تبقى عاجزة عن تأدية دورها السياحي مع استمرار تهميشها من برامج استثمارية لإنعاش السياحة بالولاية.