يؤكد القائمون على القطاع السياحي في ولاية خنشلة، أن الرهان ينصب أساسا على ضرورة تحفيز الاستثمار وتنسيق الجهود من قبل كل الجهات المعنية بالولاية، خصوصا في مجال السياحة الجبلية وتسهيل إجراءات استقبال السياح والوافدين على الولاية وضرورة استغلال خصوصيات المنطقة والتعريف بها وبعاداتها وتراثها اللذان يعتبران من المقومات الأساسية لدعم السياحة. وبخصوص موضوع السياحة الجبلية، فقد أشارت مديرية السياحة بالولاية، إلى البرنامج المسطر للعناية بالسياحة الجبلية في ظل المخطط التوجيهي للتوسع السياحي في مناطق بوحمامة ولمصارة ويابوس وحمام الصالحين بهدف خلق مواقع وفضاءات سياحية لاستقطاب الاستثمارات والمشاريع السياحية، شريطة ألا تؤثر على الوسط الطبيعي، كون المنطقة المتميزة بغاباتها وموقعها الجغرافي بتضاريسه الجبلية يستهوي الزوار، خصوصا الشباب الذين يفضلون قضاء أوقاتهم في التسلية والاستجمام والاستمتاع بجمال الطبيعة ومناظرها الخلابة. وفي هذا السياق، تعرف عدة مناطق جبلية وغابية، خاصة بمنطقة بوحمامة، توافدا ملحوظا للزوار خصوصا في فصلي الربيع والصيف، حيث تنتشر مطاعم الشواء على الجمر المعروف ب "المدفون"، وهي أكلات من لحم الضأن يتم إعدادها في الهواء الطلق تحت ظلال أشجار الأرز الأطلسي وجريان المياه العذبة، مما يضفي عليها نكهة خاصة، إلى جانب انتشار بساتين التفاح التي عرفت توسعا في السنوات الأخيرة، بفعل آليات برامج الدعم الفلاحي، حيث أصبحت قبلة لشاحنات تجار الجملة من مختلف الولايات. كما تشهد هذه الجهة الجبلية إقبالا على السياحة الجبلية من خلال برامج التبادل الشباني بين مديريات الشباب والرياضة للولايات الأخرى، بالتنسيق مع مديريات السياحة والثقافة وبعض الجمعيات الناشطة في مجال الرحلات والنزهات والهواء الطلق مع شباب بعض الولايات ومن بعض الدول الأوروبية والعربية. ويرى السيد أحمد بزة مستشار بيداغوجي بمديرية الشباب والرياضة، أن البرامج المسطرة تهدف إلى تسليط الضوء على السياحة الجبلية التي توليها مديرية الشباب والرياضة اهتماما خاصا، لاسيما بغابات البراجة، بني يملول وأولاد يعقوب التي تعتبر فعلا غابات فريدة من نوعها، حيث تبرمج نشاطات في إطار التبادل بين الرابطات والجمعيات في ولايات الوطن، بتسطير برامج ورحلات سياحية واستطلاعية لأهم المواقع السياحية والتركيز على المناطق الجبلية، نظرا لمميزاتها الخاصة. وغير بعيد عن منطقتي شلية وبوحمامة، يقصد السياح والزوار المكان المسمى "الكانطينة" ببلدية يابوس للتمتع بالمناظر الطبيعية وقضاء أوقات مريحة على ضفاف الأودية وتحت ظلال أشجار الغابات الكثيفة التي توجد بجوارها طاولات، مختصة في إعداد الشواء في الهواء الطلق، حيث يعرف هذا الموقع إقبالا كبيرا من طرف المواطنين، خصوصا يومي العطلة الأسبوعية. وعلى غرار ما تزخر به الولاية من معالم سياحية، فهناك أيضا مواقع أثرية فريدة وأنماط بناياتها التاريخية، ومناظرها الطبيعية تعتبر غاية في الجمال، وحمامات ومنابع حموية مهمة بخصائصها العلاجية، وعادات وتقاليد وتراث محلي غني جدا بصناعاته التقليدية وفنونه الشعبية المتنوعة. فحمام الصالحين المعروف أيضا باسم "أكوافلا فيان" موقع سياحي وعلاجي بامتياز، يوجد على بعد 7 كلم من مقر الولاية ببلدية الحامة ويجمع بين السياحة العلاجية والثقافية، إذ يعتبر من أهم المواقع في الولاية باحتوائه على آثار تعود إلى العهد الروماني تصل درجة حرارة مياهه إلى 70 درجة عند المنبع، تتميز بمكوناتها الكيميائية التي تمنحها خصائص علاجية ينصح بها لعلاج الروماتيزم والأمراض التنفسية والجلدية ويتكون من 40 غرفة استحمام و5 مسابح، منها مسبحان يعودان إلى العهد الروماني، ويعتبر موقعا للعلاج على المستويين المحلي والوطني، إلى جانب حمام "لكنيف" الواقع ببلدية بغاي، وهو حمام بخاري علاجي يقصده المرضى من مختلف أنحاء القطر، غير أن ما يسجل في هذا الصدد هو انعدام مرافق الاستقبال والإيواء بهذه المنطقة الريفية التي لم تستفد من البرامج التنموية الضرورية، ما عدا بعض النشاطات الاستثمارية التي بادر بها أحد الخواص. وتتميز الولاية أيضا بمغاراتها الطبيعية وكهوفها العجيبة التي نجدها في مواقع عديدة التي لم تعط لها الأهمية اللازمة، ومن أهمها مغارة فرنقال الشهيرة المعروفة منذ الفترة الاستعمارية التي تقع في قلب جبل حريقث بقرية فرنقال ذات المناظر الطبيعية الخلابة والتي صنفت كموقع طبيعي سنة 1928 وتقسم مديرية السياحة أنواع السياحة إلى مجموعة من الأشكال السياحية بصفة عامة، هي؛ سياحة المتعة والاستجمام، يراد بها تحقيق المتعة بزيارة المواقع ذات المناظر الرائعة وحضور المهرجانات والتعرف على تاريخ وثقافات جديدة.