أكد مدير السياحة والصناعة التقليدية لولاية بشار، محمد بوسحاب، في هذا الحوار مع جريدة «الشعب»، أن منطقة الساورة ستعرف تزايدا كبيرا للسياح المحليين والأجانب، وهذا بالنظر إلى المشاريع الكبيرة التي سطرتها الوزارة الوصية لتحقيق قفزة نوعية والنهوض بالسياحة الداخلية. الشعب: ما هو واقع السياحة بشار؟ محمد بوسحاب: في الحقيقة واقع السياحة بولاية بشار يعرف تحسّنا من سنة إلى أخرى نتيجة تزايد عدد السياح وخاصة الوافدين من الولايات الشمال، بالإضافة إلى مواصلة إنجاز المرافق السياحية وتزايد عدد الجمعيات، وكذا الطلبات الكثيرة لإنشاء وكالات سياحية وهذا من أجل الترويج للسياحة بصفة خاصة، وبذلك فإن هذه المعطيات هي مؤشر على انتعاش السياحة بالولاية، والدليل طلبات الاستثمار لإنجاز هياكل فندقية وسياحية لسد النقص المسجل وكذلك مطار بني عباس الذي أصبح جاهزا وينتظر تدشينه فقط. - هل تداعيات الوضع بدول الجوار أثر على المقصد السياحي؟ * لم نتأثر بهذا الواقع ولم نسجل أي حادثة في أي مكان من تراب الولاية، وذلك أن موسم السياحة الصحراوية عرف انتعاشا كبيرا وتركيز السلطات العمومية على الأمن في جميع المناطق التي يزورها السياح المحليون والأجانب، مما أعطى الثقة في نفس السائح والطمأنينة والحيوية للناشطين في هذا المجال. وتم، مؤخرا، تنظيم مهرجان السياحة الصحراوية في 18 مارس 2013 الذي عرض أهم المميزات السياحية الصحراوية والمناخ الملائم وكذا إبراز التنوع في الموارد السياحية والثقافية. كما تم عرض أهم نشاطات الجمعيات السياحية والترويج إلى عودة القصور التي تم ترميمها، نظرا للموارد المالية التي تجنيها من استقبال العدد الكبير من السياح، مما شجعها على تكثيف هذا النوع من النشاط، كما تم مؤخرا ترميم كل من قصور «اللواتة» و»اماس» و»تاغيت» و»موغل» و»القنادسة» وتهيئتها من أجل استقبال السياح. بالإضافة إلى ذلك، وبهدف تطبيق تعليمة وزارة السياحة المتعلقة بتشجيع الإقامة لدى السائح، نسعى، بالتنسيق مع رؤساء البلديات، إلى تشجيع السكان على تهيئة منازلهم لأجل توفير شروط الراحة وفي إطار القانون. وقد أوكلت المهمة للجنة خاصة تقوم بمعاينة مكان استقبال السائح عند إحدى العائلات للاستفادة من مداخيل تعود بالنفع على السكان، وكذا استقطاب أكبر عدد من الوافدين إلى الولاية، وهذا المشروع سيفتح الباب لتوسيع هياكل الاستقبال. - قلة الوكالات السياحية المقدرة ب04 وكالات وفي منطقة كبيرة كالساورة، ألا ترون أنه يقلل من النشاط السياحي؟ * هذه الوكالات الأربع اعتُمدت طبقا للتشريع الجديد، كما أن هناك ثلاثة ملفات جديدة على مستوى الوزارة. وأؤكد لكم، أن هذه الوكالات الأربع المتواجدة بالولاية تنشط ضمن القدرات الكافية من أجل تشجيع السياحة الداخلية واستقطاب السياح الجزائريين لتعريفهم بالكنوز السياحية والأثرية والمناظر الساحرة لصحرائنا، وكذا التعرف على عادات وتقاليد سكان الصحراء. كما أن هذه الوكالات تساهم، وبالتنسيق مع سكان المناطق التي تستقطب السياح، في خلق ثروة من الموارد المالية والبشرية ومن أجل إيجاد بديل لثروة البترول وهذا القطاع، أي قطاع السياحة، سيكون بديل النفط للأجيال القادمة وهنالك اتفاق لتخفيض التسعيرة كي نشجع السياحة الداخلية ونروج الصورة الحقيقية للوطن. - أين موقع السياحة في المخطط الخماسي؟ * نعم توجد عديد المشاريع ضمن مخطط التوجيه والتهيئة السياحية وهذا في إطار مشروع خارطة الطريق، وهناك مكتب دراسات، وهو حاليا بصدد إجراء مسح للمنطقة قصد وضع خارطة لإبراز والتعريف بالمناطق وكيفية اكتشاف المواقع السياحية ومن أجل التوجيه المستقبلي وكذلك إحياء طريق القصور. وسجلنا دراسة على مستوى ولاية بشار كمرحلة أولى، وكذا كيفية إحياء ثقافة القصور كمرحلة ثانية والعمل على التنمية السياحية بإقليم الولاية ببشار. وفي إطار السعي للقضاء على البطالة، فإن مديرية السياحة، وفي الكثير من المرات، تنظر في عديد طلبات التشغيل حيث تساهم في استقطاب عدد كبير من مناصب العمل ضمن هذا الاختصاص عن طريق البلديات والوكالات السياحية، وهذا لمنح الفرص لعديد الفئات، منها الهشة، أي التي لم تدرس، وهذا لخلق ورشات للتكوين من طرف مسيرين في قطاع السياحة وكذا إطارات للوكالات السياحية، وهو ما ساهم في تخرج عديد الكفاءات المؤهلة ضمن البرنامج السابق المتعلق بخلق الثروة للأجيال القادمة. - استفادت مديرية السياحة من مقر جديد وهو في طور الإنجاز، هل يمكن أن نرى معهدا متخصصا في التكوين السياحي ببشار؟ * نسعى من أجل إنجاز مركز الإعلام والتوجيه السياحي بهدف تمكين السائح من الوصول إلى المعلومات، ومؤخرا تم استحداث فرع بمراكز التكوين المهني، سيشرع السنة المقبلة في تكوين تقني سامي في الفندقة. أما نسبة تقدم أشغالا إنجاز المقر الجديد فقد وصلت إلى أكثر من 70 من المائة، كما أنه تم مؤخرا إنشاء معهد السياحة بولاية أدرار. - بالنسبة للاستثمارات التي تباشرها سلسلة الفنادق الكبرى، على غرار فندق الأوراسي، فندق بني عباس وفندق الجزائر وفندق تاغيت، أين وصلت العملية؟ * هذه الفنادق، التي سميت سلسلة فنادق، قامت بالاستثمار بالجنوب على غرار ما سبق وأن تطرقت إليه، تعتبر مشاريع هامة، لأنها تستقطب اليد العاملة وكذا السياح، لذا نأمل أن يكون تنسيق بين جميع الأطراف من أجل تشجيع السياحة الصحراوية. - كيف يتم اختيار المرشد السياحي؟ *المرشد السياحي لا تعترف به مديرية السياحة، وبالتالي فإن القانون هو الذي يحدده وبعملية متقنة وبنوعين محلي ووطني ويتطلب شهادة عليا ومحلية، كأن يكون تقنيا ساميا وبشروط، وبوضع هذا الأخير ملف يحصل بموجبه على رخصة من الوزارة الوصية وعلى اعتماد ثم يخرج سجلا تجاريا يسمح له ببدء نشاطه مع أي مجموعة بصيغة قانونية، وقد رفعت إلى الوزارة عديد الملفات في هذا الشأن وهي قيد الدراسة. - كيف تروج المديرية الولائية للسياحة المحلية؟ * الترويج يعتمد على وسائل عدة، من ضمنها جريدتكم «الشعب»، وكذا التلفزيون والإذاعات المحلية راديو الساورة، ومؤخرا زارت الولاية العديد من وسائل الإعلام المختلفة التي قامت بزيارة مختلف المناطق السياحية بالولاية. ضف إلى ذلك، المشاركة في عديد التظاهرات المحلية والدولية من أجل التعريف أكثر بمميزات السياحة بالولاية. كما قمنا بطباعة خرائط عن جميع المواقع الأثرية بالمنطقة ونعمل على التوازن بين إقليم ولاية بشار التي تنام على موروث سياحى كبير ويتطلب الوقوف على هذا الموروث. - هناك عدد كبير للحرفيين بالولاية، كيف يتم التواصل معهم؟ * بالطبع قطاع الصناعات التقليدية وبالتنسيق مع غرفة الصناعة التقليدية يعرف تنسيقا كبيرا، والدليل استفادة حرفيي الولاية من مراكز مجهزة بكل إقليم الولاية. كما أن هناك مشاريع مسجلة وهذا نظرا للطابع الحرفي للولاية، ضف إلى ذلك فإن المديرية تسعى دائما إلى تأكيد حضور أصحاب الحرف في جميع المعارض والمهرجانات من أجل الترويج وكذا بيع ما يتم صناعته. كما يعتبر هذا المورد مصدر رزق لعديد العائلات، لأنه وبعملية حسابية فإن كل حرفي لابد أن يكون له من يساعده وهو ما خلق التنسيق بين المديرية والحرفيين. - تولي وزارة الثقافة ترميم القصور عامل مهم، هل هناك تنسيق في هذا الجانب؟ * عملية ترميم القصور تعود بالنفع على قطاع السياحة بالولاية، كما تشجع السكان على العودة للعيش في هذه القصور، بما يساهم في الإقبال الكبير للسياح ويعطي الاهتمام للجمعيات في طريق بناء السياحة والترويج لها ووجود يعتبر مواقع للراحة والاستجمام والطريقة التي بنيت من طرف أجدادنا، كما تم إبرام اتفاق بين الجامعة، فرع الهندسة المعمارية، ومديرية الشبيبة والرياضة، لترميم بعض القصور، كما نتمنى أن تكون مقصدا للسياح الجزائريين والأجانب. - ماذا تقولون في الختام؟ * نشكركم على هذه الالتفاتة لواقع السياحة، فكما عرفنا يومية «الشعب» دائما مرافقة لكل نشاط في الوطن والتي كانت حاضرة في مختلف التظاهرات من أجل تقديم خدمة إعلامية أفضل، كما أتمنى أن تساهم جريدتكم في تطوير السياحة الصحراوية، نظرا لأن يومية «الشعب» لها قراء ببشار وهذا الشيء إن دل على شيء فإنما يدل على احترافيتكم.