القدس روايتنا، روايتنا نحن، ولن يخيفها سطوة الإعلام وسيل القوة والتزوير، ولا عجز مؤتمرات نصرتها، فلا أقوى من البداهة والبساطة، ولا أصدق من مجرى النهر وسخرية الماء في عين الحجر، وعين الطفل فلسطيني القديم كاتب التاريخ وصاحب الوعد وناموس النبيين، أباً وابناً ووارثاً للأرض مع الحكمة، منساباً كماء النسل لا يذهب سدى، تاجه الصوت والصدى، وحضنه كل المدى، قبضته الرمل وساخراً من كلِّ الذين مرّوا من أمام الرمل، وانكسروا أو انتصروا سدى، القدس كلُّ المدى الممتدّ منذ الوجد، ومنذ أن دوّنها كانت روايتَه المفتوحة بلا حد، وكان الذين مرّوا مجردَ سُطورِه التي دوّنها عندما استراح ذاتَ رمل، ولذا سيجدون مستحيلاً أن يستنطقوا حجراً واحداً، أو أن يسرقوا نبياً، أو أن يتأوّلوا نصّاً، أو أن تستقرَّ لهم مستوطنةٌ على روح رملنا وبداهتنا وانسياب مائنا وماء حكمتنا وحكمة حجارتنا وحجارة نَصِّنا ونَصِّ رملنا ورملِ روحنا، ومن هنا سيكونون مضطرين للقوة لقلب المجرى وتعسف النّصّ، وعندما يظنون امتلاك الرواية سيصطدمون بالرمل وسيكونون مضطرين لصلب الطفل الفلسطيني المسيح، بداهة الحجارة البشارة، التي ستنهار عليهم من جديد، بقيامة الرواية.