وأنا أتحدث مع زملائي الإعلاميين في فلسطين، جاء عطر الجزائر الحبيبة وإعلامييها الشرفاء والأحرار الذين خصّصوا مساحات واسعة للهم الفلسطيني، وتسليط الضوء وإبراز مشاهد الاحتلال وجرائمه تجاه الشعب الفلسطيني وما يلحق به من انتهاكات وخاصة قضايا الأسرى في سجونه، وهنا وفي هذا المقام أتوجه بتحية إجلال وإعزاز وتقدير لكل الإخوة رؤساء تحرير الصحف ولكل الصحفيين والكتاب وكل من يساند القضية الفلسطينية. أيها السادة الأفاضل: دأب الإعلام الجزائري، على رصد معاناة الشعب الفلسطيني، وتبوّأ دوراً مرموقاً في فضح جرائم الصهاينة والمحتلين الغزاة، ولعب دوراً فاعلاً في الارتقاء بوعي جماهير الأمة وغدا مكوناً ريادياً من مكونات الوعي والرأي والفهم، حتى أن المواطن العربي الذي يود أن يفهم تفاصيل اي حدث، فإنه سرعان ما يتحوّل في الصحف الجزائرية التي تعطي جماهير الأمة وجبات دسمة من الوعي والثقافة والمعلومة الصادمة والأمنية. لقد أخذ إعلاميو الجزائر الأحرار والشرفاء، على عاتقهم التصدي للصهاينة المجرمين، خاصة تغطيتهم الدائمة لاقتحامات المسجد الأقصى المبارك، خاصة معركة الشيخ جراح والعدوان على غزة، حتى أنهم لم يغادروا عملهم، وكانت الصحف بمثابة خلايا النحل، حيث أدرك هؤلاء الأبطال أن العدو الصهيوني يحارب أشقائهم الفلسطينين، لذا سخّروا كافة قدراتهم الإعلامية لإقناع الرأي العام العالمي، بخطورة الانتهاكات الإجرامية التي طالت البشر والحجر، ولللانصاف وللتاريخ، استطاع الإعلام الجزائري دعم الرواية الفلسطينية في المحافل الدولية والتصدي للرواية الصهيونية التي تعتمد على الخداع والتضليل، الأمر الذي شكّل رافعة قوية لإسناد الحق الفلسطيني، وما يثلج قلوبنا أن الإعلاميين الجزائريين تصدوا لكل اتفاقيات التطبيع مع الاحتلال، وأرسلوا رسائل عديدة للمطبعين، بأن التطبيع مع الاحتلال خيانة عظمى وتخلي واضح للأمة عن قضيتهم المركزية، قضية فلسطين، وما يثلج قلوبنا أيضا الجهود الجبارة التي يبذلها الأخ خالد ومعه إخوته رؤساء تحرير الصحف الجزائرية، المرئية والمسموعة والمقروءة دور مهم في نشر ونقل اوضاع الأسرى، وما يواجهونه من الصهيونية الإجرامية والوقوف إلى جانب ابطالنا الأسرى وطرح قضاياهم ونشر وقفات الاستاد من الجماهير الفلسطينية في كل محافظات الوطن، الأمر الذى شكّل لهم قوة معنوية كبيرة، وكذلك طرح قضاياهم الإنسانية الملحة، لقد خاض الإعلام الجزائري، معارك عديدة، لتعزيز صمود الأسرى وتوضيح الانتهاكات الإجرامية الصهيونية، والنزعة الانتقامية لسجاني وسجانات سجون ومعتقلات الموت الصهيونية، خاصة الإهمال الطبي والعزل الانفرادي والاعتداءات وحرمانهم من حقوقهم الإنسانية، لقد استلهمت الإنسانية كلها من تجربة الجزائر الثورية العملاقة، وكان الدور البطولي للإعلام الجزائري في رفد تلك التجربة وتوصليها للشعوب، خاصة الشعب الفلسطيني، حتى غدا منبراً للعالم، ينهل من تلك التجربة، وذلك بإمداد الأمة بثقافة الصمود والتحدي الأسير، ومقارعة المحتلين الغزاة. وتبقى الجزائر الحبيبة منارة لكل الأجيال المجد للجزائر الحبيبة ولشعبها العملاق ولفخامة الرئيس عبد المجد تبون ولحكومتها الرشيدة ولإعلامييها الأحرار والشرفاء