باشر منتجو الفول السوداني (الكوكاو) بوادي سوف، جني محصولهم المتزامن مع بداية فصل الخريف، وسط توقعات بنجاح الموسم كمّا ونوعا عبر بلديات الولاية المتخصصة في إنتاجه. تنتج وادي سوف قرابة 90 % من الفول السوداني وطنيا، على مساحة مقدرة بحوالي 4000 هكتار مزروعة ببلديات حاسي خليفة والمقرن والدبيلة وسيدي عون وورماس وقمار وبعض البلديات الأخرى بأقل حجم، حيث تتوافق زراعته مع التربة الرملية الناعمة والأجواء الحارة الجافة صيفا. ويتخوّف كثير من الفلاحين والمنتجين من تعرض محصولهم لاضطرابات التسويق خلال الفترة القادمة، وانخفاض الأسعار الذي قد يؤدي لعدم تعويض تكاليف الإنتاج المرتفعة، وأشهر عديدة من العمل والمتابعة لنمو النبات وسط ارتفاع درجات الحرارة القياسي في عز الصيف. في هذا الصدد، تراوح سعر الكيلوغرام الواحد من الكوكاو في مرحلة حصاده الموسم الفارط بالأسواق ما بين 100 و200 دج، حسب نوعية وحجم حبّات المنتج المعروض، وهو سعر اعتبره بعض الفلاحين غير مناسب لتكاليف الإنتاج والمتاعب الجسدية والمعنوية خلال كل مراحل نمو المحصول إلى جنيه وبيعه بتلك الجودة. زراعة صحراوية قديمة يستغل كثير من منتجي البطاطس، زراعة الكوكاو لتحقيق الدورة الزراعية وتخصيب التربة في حقولهم، لما لهذه الزراعة من خصائص مُخصبة ومجدّدة للأراضي المستغلة والمنهكة بالإنتاج الشتوي والظروف المناخية المختلفة. وقد انتشرت زراعة الفول السوداني بمنطقة سوف، منذ ثمانينيات القرن الماضي، بحسب المصادر المحلية، كونه محصولا صيفيا صحراويا يتأقلم مع درجات حرارة تتجاوز 40 و45 درجة مئوية، لكن، لم يحدث، بمرور الحقب الزمنية، أيّ تطوير لإنتاجه وتوسيع مساحاته بما يتناسب مع عمليات التصدير والمنافسة على تسويقه في الأسواق الخارجية. زراعة هذه المادة، بقيت في بداية توسّعها الأولى بتلك المناطق، محدودة المساحات لغرض التسويق المحلي والاستهلاك المباشر الخام، إلى حين تطور التقنيات الزراعية ووسائل الري الحديثة بداية الألفية الجديدة، مما ساهم في إقبال الفلاحين على إنتاجه. منتج زراعي بطابع صناعي يُعد الكوكاو من المنتجات الفلاحية التي تدخل في الصناعات التحويلية الغذائية مثل الزيوت الغذائية والزبادي والشوكولاتة الفاخرة ومواد التجميل والزينة والتنظيف والأعلاف، وغيرها من المواد ذات الاهتمام والطلب في الأسواق الوطنية والعالمية. ولتثمين إنتاج هذا المحصول والتعريف به، ارتأت سلطات الولاية العام الفائت، تنظيم أوّل مهرجان وطني خاص ب «الفول السوداني» تحت شعار «كوكاو سوف بين النوعية والتميّز»، في خطوة إيجابية هادفة للترويج لهذا المنتج الزراعي الصناعي، والعمل على ترقيته وحث الفلاحين والمنتجين على توسع مساحاته. وأظهر الفلاحون، في المهرجان المذكور، رغبة كبيرة في التخصص الإنتاجي لهذا المحصول، وتوسيع زراعته شريطة ضمان حمايته وتوفير تسويق متوازن أو التصدير في حالات تسجيل فائض وسقوط الأسعار. كما يلاحظ أنّه يحتوي أصنافا كثيرة من البذور ذات جودة ونوعية ملائمة للإنتاج بغزارة في محيطات المنطقة، وتتناسب مع طبيعة الطقس الصحراوي الجاف والحار صيفا. للإشارة، حصدت وادي سوف حوالي 124 ألف قنطار من الفول السوداني في الموسم المنقضي، وسط توقعات بتوسّع زراعته خلال السنوات القادمة نظير وجود قاعدة فلاحية إنتاجية هامة بالولاية، وخبرات بشرية تراكمية مكتسبة في زراعته، إضافة إلى التحكم في تقنيات الري والتسميد الحديثة، والمناخ الملائم، وعوامل أخرى كثيرة مساعدة على ترقية هذا المحصول، وتكثيفه ومضاعفة حجم إنتاجه بما يتماشى مع توجهات الدولة الجديدة المتعلقة بتفعيل تصدير المنتجات الوطنية الفلاحية نحو الأسواق الدولية.