سجلت شعب الزراعات الاستراتيجية بولاية بسكرة 10 مؤشرات إيجابية لإمكانية انخراط الفلاحين في ترقيتها لأجل تحقيق مستويات الإنتاج المطلوبة، كمًا ونوعًا، حسب ما أفادت مصالح الفلاحة. وصرح المكلف بمهام مدير المصالح الفلاحية، محمد أمين حوحو، على هامش التحضيرات لليوم الوطني للإرشاد الفلاحي، أن الولاية، بالإضافة إلى امتلاكها مساحات شاسعة صالحة للزراعة، تتجاوز 400 ألف هكتار عبر بلديات لوطاية وأورلال وأوماش وليوة وعين الناقة وسيدي عقبة، وتتوفر كذلك على يد عاملة لها خبرة في الفلاحة باعتبار أن أكثر من 70 بالمائة من السكان يمارسون نشاطات فلاحية، حيث يمكن استغلال هذين المؤشرين الإيجابيين لتحقيق «نقلة نوعية» في مضاعفة إنتاج الزراعات الاستراتيجية. كما أن تشجيع الدولة لهذه الشعب والدعم المالي الذي بإمكان الفلاحين الحصول عليه لتجسيد مختلف مراحل الإنتاج، لاسيما القروض المختلفة والدعم المالي المباشر والتأمينات، يعد مؤشرا ثالثا يشجع على الانخراط في إنتاج الزراعات الاستراتيجية، إلى جانب العدد الهام من المناقب التي تم إنجازها في إطار التسهيلات الممنوحة للفلاحين لمنح رخص التنقيب عن المياه الجوفية، خاصة وأن هذه الأخيرة هي المصدر الأساسي في السقي الفلاحي بهذه الولاية ذات الطابع الصحراوي. وتبين نتائج التجارب العلمية التي أجرتها مراكز البحث العلمي بالولاية نجاح الزراعات الاستراتيجية الجديدة كالبنجر السكري، ما يعد مؤشرا آخرا على إمكانية اندماج الفلاحين في إنتاج هذه الزراعة وتطوير صناعة السكر، بحسب ما لفت إليه السيد حوحو. من جهة أخرى، فإن القدرات التخزينية التي حقتتها الولاية عبر التعاونيات الفلاحية، ولاسيما تعاونية الحبوب والبقول الجافة التي بإمكانها استيعاب منتوج الولاية والولايات المجاورة، «يعتبر مؤشرا إيجابيا في التكفل بالإنتاج في نهاية الموسم، فضلا عن توفر إمكانيات هامة في مجال المكننة كالجرارات والحاصدات ووسائل النقل تساهم في حملات البذر وجني المحاصيل تستجيب للطلب كمؤشر مشجع»، يضيف نفس المصدر. ومن بين المؤشرات الإيجابية الأخرى، يضيف مدير المصالح الفلاحية بالولاية، إمكانية تسويق المنتجات باعتبارها مرحلة هامة تثير التخوف لدى الفلاحين في تسويق المنتوج. فقد فتح المجال لاقتناء المنتوجات ضمن برنامج السلطات لتشجيع الإنتاج في الشعب الاستراتيجية، إلى جانب تشجيع الصناعة التحويلية كالسكر، حيث فتح مصنع خاص لإنتاج السكر بالولاية بإمكانه استيعاب المنتوج من البنجر السكري. من جهة أخرى، فإن تكفل الدولة بالمرافقة التقنية للمنتجات ومراقبتها كمًا ونوعًا «تمثل مؤشرا هاما على إمكانية الحصول على منتجات ذات قيمة غذائية بمرافقة مركزين للبحث ويتعلق الأمر بمركز البحث العلمي والتقني للمناطق القاحلة والمعهد التقني لتنمية الزراعة الصحراوية اللذين يمثلان مكتبي دراسات مختصين في الفلاحة الصحراوية»، حسب ما تمت الإشارة إليه. «كما يمثل توجه السياسة الرامية إلى تحقيق الاكتفاء الذاتي والأمن الغذائي الذي تسعى إليه السلطات العليا في البلاد حافزا هاما ومؤشرا لإمكانية توسيع الاستثمار في الزراعات الاستراتيجية بما توفره من إمكانيات مادية ومعنوية تشجع على بلوغ إنتاج يخفف فاتورة الاستيراد»، استنادا للسيد حوحو. للإشارة، فإن ولاية بسكرة التي شهدت في السنوات الأخيرة توسعا ملحوظا في الشعب الزراعية الاستراتيجية قد سجلت تحكما في مراحل إنتاج الزراعات الاستراتيجية، لاسيما الحبوب، انطلاقا من حملة البذر إلى غاية الحصاد، حيث تم زرع ما يفوق ال24 ألف هكتار من المساحات الفلاحية بمختلف أنواع الحبوب الموسم الفارط، وفقا لذات المسؤول.