الوفاء للذاكرة يدعونا للالتفاف حول مشروع التجديد الوطني في 17 أكتوبر نسترجع مآسي وعبر تلك المجازر النكراء للمستعمر الآثم جاليتنا معنية ببناء دولة المؤسسات والحق والقانون التعديل الدستوري مكّن بلادنا من الانخراط في ديناميكية اقتصادية واجتماعية وجه رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون، أمس، رسالة بمناسبة اليوم الوطني للهجرة المخلد للذكرى ال61 لمجازر 17 أكتوبر 1961، هذا نصها الكامل : بسم الله الرحمن الرحيم والصلاة والسلام على أشرف المرسلين تحل علينا ذكرى يوم الهجرة المخلدة لمظاهرات 17 أكتوبر 1961، لنسترجع فيها مآسي وعبر تلك المجازر النكراء التي اقترفها المستعمر الآثم قبل ستين عاما، في حق بنات وأبناء الشعب الجزائري في المهجر الذين أكدوا بمواقفهم عبر الزمن أن الهجرة، لم تكن بالنسبة لهم هجرانا لبلدهم ولا ابتعادا عن آلام وآمال أبناء وطنهم. لقد التحق شهداء تلك المجزرة الشنيعة، برواد الحرية الذين جادوا بمهجهم في سبيل التخلص من الظلم الاستعماري منذ المقاومات المتعاقبة لمواجهة جحافل الغزاة، إلى مجازر الثامن ماي 1945، وصولا إلى قوافل الشهداء الذين فدوا الثورة التحريرية المجيدة بأنفسهم، فهم جميعا جديرون بالتخليد والتأسي بخصالهم التي ستظل عنوانا للإيثار وحب الوطن. إنها لحظة من لحظات الوفاء لذاكرتنا المجيدة، ومحطة وفاء تدعونا إلى الالتفاف حول مشروع التجديد الوطني، والتوجه بعقيدة راسخة نحو المستقبل، لكسب رهان بناء اقتصاد وطني صاعد وواعد، وتحقيق التنمية المستدامة التي يكون المواطن جوهرها في جميع مناحي الحياة، وبالتأكيد، فإن جاليتنا معنية في هذه المرحلة التي نبني فيها دولة المؤسسات والحق والقانون، ونخوض فيها تحديات بناء الجزائر الجديدة، ومدعوة لتكثيف مساهماتها في المجهود الوطني، لاسيما وأن التعديل الدستوري مكنها من الانخراط في الديناميكية الاقتصادية والاجتماعية التي تشهدها الجزائر الجديدة المعولة على قدرات بناتها وأبنائها في الداخل والخارج.. الجزائر القوية المزدهرة الموفورة الكرامة، المتفتحة على العالم، وإننا ونحن نقف عند هذه المحطة الخالدة من تاريخ ثورتنا المجيدة نترحم على أرواح ضحايا ذلك اليوم المشؤوم، وعلى أرواح الشهداء الأبرار الذين صنعوا مجد الأمة ورفعوا راية الكرامة والحرية في بلد قدره أن يظل شامخا. عاشت الجزائر سيدة أبيّة المجد والخلود لشهدائنا الأبرار.