ثمنت القمة العربية في ختام أشغال دورتها 31، المقترحات البناءة التي تقدم بها رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون، والرامية إلى تفعيل دور جامعة الدول العربية في الوقاية من النزاعات وحلها. قال أستاذ علوم السياسية والعلاقات الدولية نبيل كحلوش، إن تثمين الأشقاء العرب لمقترحات الرئيس تبون، فيما يتصل بتفعيل دور الجامعة لحل النزاعات، يعد بمثابة رسالة شكر وامتنان عربي رسمي لجهود الرئيس تبون من جهة، وتعكس حنكة الرئيس الجزائري في إدارة القضايا والملفات الإقليمية والدولية من جهة أخرى. وهو اعتراف يضيف الأستاذ، للدور الكبير الذي تقوم به الجزائر في المحافل الإقليمية والدولية لدعم السلم والأمن الدوليين، وما قامت به من جهود مقدرة لصالح الأمن والاستقرار وفض النزاعات في المنطقة العربية والعالم. كما يعكس المسؤولية التي تحملها الرئيس الجزائري من أجل حل الملفات الأفرو آسيوية التي تعاني منها شعوب ودول المنطقة ما يعني أن الدولة الجزائرية عائدة الى الفعل الدبلوماسي وبقوة، وكذا أهمية الدور الجزائري في تقريب وجهات النظر حول بعض الأزمات التي تواجه العالم العربي، والدور الذي من المتوقع أن تقوم به بلادنا، بالتعاون مع الدول العربية الشقيقة، من أجل إطلاق العديد من المبادرات الهادفة إلى حل بعض النزاعات الإقليمية والجهوية وتنقية العلاقات العربية - العربية، وإعطاء دفعة قوية لتعزيز العمل العربي المشترك. إدراج بند في إعلان الجزائر يشيد بجهود الرئيس تبون في حل النزاعات، هو أيضا إقرار بنجاح دبلوماسية الجزائر في حل النزاعات التي تثور في الدول المحيطة بها، التي تعتمد على مبادئ الحياد وعدم التدخل في شؤون الدول الأخرى، والحث على التعاون بين دول الجوار خصوصا وحل النزاعات بطرق سلمية، وكذا دعم حق الشعوب في تقرير مصيرها وتخليصها من سيطرة الاستعمار. وأضاف الأستاذ كحلوش، الدول العربية تعول كثيرا على دور الجزائر لدعم القضايا العربية وعلى حنكة دبلوماسيتها وقدرتها على بعض النزاعات القائمة، باعتبار أن بلادنا واحدة من الدول التي قدمت إسهامات لدعم أمن الدول العربية ووحدتها الترابية، كما كان لها شرف حل بعض النزاعات الدولية والعربية، مضيفا أن الجزائر لطالما سعت لأن تكون ساحة للحوار والنقاش بين الأطراف المختلفة في النزاعات، لا أن تكون طرفا في هذه النزاعات. مقاربة أمنية لحل النزاعات في إطار عربي وبخصوص المفاهيم الجديدة التي تمخضت عن قمة الجزائر في إعلان الجزائر والتي شددت على حل الأزمات العربية العربية عربيا، بعيدا عن كل إشكال التدخلات الأجنبية، قال الأستاذ كحلوش بشأنها أنها تهدف أساسا الى إعادة الدول العربية إلى واجهة المبادرة من خلال القيام بدور جماعي وقيادي في جهود تسوية الأزمات التي يشهدها الوطن العربي ضمن مفهوم الأمن القومي الشامل. المقاربة الأمنية في إعلان الجزائر، تؤكد رغبة الجزائر وكل الدول العربية في حل النزاعات دون تدخلات أجنبية وبحل عربي عربي، وقد يكون عمل على تفعيل آليات وميكانيزمات هذه المقاربة، لان الكل أصبح يدرك طبيعة الخطر والتحديات والرهانات والكل صوب البوصلة نحو توحيد البيت العربي.