ليبيا هي ثاني دولة تعترف باستقلال الجزائر أبرز وزير المجاهدين وذوي الحقوق العيد ربيقة، في ندوة نظمّت الخميس بالمتحف الوطني للمجاهد، أن تاريخ الجزائر بمحطاته ورموزه يشهد أن أرضها لم تهدأ منذ احتلال الإستعمار بلدنا. قال ربيقة في مداخلة، بمناسبة ذكرى مقاومة الحاج أحمد باي، أن هذه الشخصية الوطنية قادت ملحمة تاريخية مخلدة، وان مدينة قسنطينة وضواحيها كانت مسرحا لانتفاضة عارمة ضد الاحتلال الفرنسي في 1836، رغم تكثيف حملات إخضاعها، إلا أن صمود ساكنيها حال دون ذلك بمقاومتهم المستميتة ضد هذا العدو الذي ألحقوا به هزائم وحطموا كبرياءه، وقال أيضا :»إنها أيام مشهودة خلدها التاريخ وأظهر فيها الجزائريون في قسنطينة رفضهم القاطع للاستعمار بقيادة البطل أحمد باي». وأضاف الوزير :»ستبقى وهاد وصخور قسنطينة تردّد صدى صيحات المقاومين والشهداء، وستظل الأجيال تروي تفاصيل إحدى معارك الحرية والشرف، تبعث في نفوسها الاعتزاز والافتخار بأبناء الوطن المفدى في المقاومة الشعبية، وتذكرها بمعاناة شعبنا الطويلة وصموده القوي ضد الغزاة». التعمق في دراسة شخصية أحمد باي وتوجه الوزير إلى الأكاديميين بالبحث عن البواعث والنتائج التي نجمت عن مقاومة أحمد باي وقد مضى عليها 86 عاما بعد المائة. وقال :»إنني أهيب بالمركز الوطني للدراسات والبحث في الحركة الوطنية وثورة اول نوفمبر 1954 للتنسيق مع مخابر البحث في المؤسسات الجامعية لتنظيم فعاليات علمية حول سيرة ومسار القائد أحمد باي من أجل البحث في مكامن هذه الشخصية الفذة ومقاومتها للاستعمار «. وأبرز ربيقة أن إنتصارات المقاومة الشعبية وثورة التحرير الوطني كانت ومازالت الرافد الحقيقي لمسيرتنا في تشييد صرح الجزائر الجديدة بقيادة رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون الذي يولي أهمية خاصة للحفاظ على ذاكرتنا الوطنية. وقال :» هي رؤية متميزة توائم بين الماضي المجيد والعهد الجديد الذي تتكامل فيه الأجيال، وتتخذ انتصاراتها على محمل الجد لا للتباهي، بل لتستثمرها كطاقة خلاقة في تصوراتها لبناء غد مشرق لوطننا». وأضاف :» هذا انطلاقا من إيمان صحيح بقيمنا الخالدة التي هي الأساس المتين للانتصارات التي تحققها الجزائر اليوم في شتى المجالات والميادين «. العلاقات الجزائرية الليبية متجذرة تاريخيا أكد وزير المجاهدين وذوي الحقوق على هامش الندوة، أن العلاقات بين ليبيا والجزائر تضرب في التاريخ، وهي ثاني دولة تعترف باستقلال الجزائر وهذا مشهود له ويبقى مسجلا في ذاكرة الجزائريين. وأضاف :» العلاقات هي تاريخية بامتياز، الاشقاء الليبيين احتضنوا الجزائريين إبان الاحتلال وخاصة أثناء ثورة التحرير المباركة، الكثير من المعارك سجلت آنذاك لاسيما معركة ايسيين التي نحييها سنويا ونعمل على ايلائها طابعا خاصا حتى ترقى الى العلاقة التي جمعت الشعبين خاصة في فترة محنة الجزائريين». وأشار :»ونحن نزور مختلف أجنحة المتحف، وقفنا على الكثير من المحطات التاريخية رفقة وزيرة العدل الليبية، شاهدت كفاح ونضالات ومعاناة الجزائريين التي سبقت الانتصار قبل استرجاع السيادة الوطنية». وفي رده عن سؤال «الشعب» حول التنسيق بين مخابر البحث الجزائرية والليبية لكتابة التاريخ المشترك للبلدين، أكد ربيقة أنه فيه عمل في هذا المجال، بعد زيارته الأخيرة للمركز الليبي للمخطوطات والجهاد. وقال :»هذا المركز يعتبر كنزا حقيقيا لما يتوفر عليه من وثائق خاصة بتاريخ الجزائر، قمنا بالاتصالات الأولى حتى نعمل على توطيد هذه العلاقة وتبادل الخبرات والوثائق خاصة الارشيف بين البلدين، هذه مسألة مهمة للغاية ونوليها الكثير من العناية، مضينا فيه ونعمل على تطويره اكثر». وزيرة العدل الليبية: متحف المجاهد يجسد حقبة الجهاد الجزائري وأشادت وزيرة العدل بحكومة الوحدة الوطنية بليبيا حليمة ابراهيم عبد الرحمان، بثورة الجزائر وكفاح شعبها. وقالت :»تشرفت اليوم برفقة وزير المجاهدين بزيارة متحف المجاهد، ومقام الشهيد، هو تاريخ مشرف يجسد حقبة الجهاد الجزائري ضد المستعمر الفرنسي». وأضافت :» استحضرنا في هذه الجولة تكاثف الشعبين الليبي والجزائري وكانوا متعاضدين في حركة الجهاد، في بعض المعارك اختلط فيها الدم الليبي مع الدم الجزائري، نترحم على شهدائنا الأبرار، نكون دائما خير خلف لخير سلف انشاء الله». استمرارية الدولة الجزائرية أكد المجاهد والمؤرخ العربي الزبيري، أن الحاج أحمد باي رجل عظيم قام بمسؤوليات كبيرة في الجزائر ووهب نفسه لبلده، ومقاومته هي استمرارية للدولة الجزائرية، وذلك في مداخلة بعنوان «الحاج أحمد باي واستمرارية الدولة الجزائرية». واستشهد المؤرخ بمقولة أحمد باي :»ليس لي وطن غير الجزائر، وليس لي دين غير الإسلام، وليس لي لغة غير العربية». واستعرض زبيري نسب أحمد باي، أمه ابنة قانا وابوه كان دايا بالقل لذلك كان يسمى أحمد القليل، وفي معرض مداخلته تحدث المحاضر عن تاريخ الجزائر قبل الاحتلال الفرنسي والتي كانت دولة عظمى بها مؤسسات ومعترف بها داخليا وخارجيا على عكس من يدعي من الحاقدين اننا لم نكن دولة». مثلت المقاومة المنظمة وأكد الدكتور مزيان سعيدي في مداخلة بعنوان» حقيقة العلاقة بين أحمد باي والأمير عبد القادر وآثارها على مقاومة الزعيمين «، أن مقاومتا أحمد باي 1832_1848، والأمير عبد القادر 1832-1847، مثلت مرحلة المقاومة الشعبية المنظمة للاستعمار الفرنسي في الجزائر.