أشاد رئيس جامعة الجزائر-1 فارس مختاري، بشخصية المجاهد الفذ بن يوسف بن خدة، وتضحياته من أجل تحرير الجزائر من أغلال الاستعمار كغيره من الزعماء الجزائريين. قال البروفيسور مختاري في ندوة نظمتها المنظمة الوطنية للمحافظة على الذاكرة وتبليغ رسالة الشهداء، بالتنسيق مع جامعة الجزائر1، أمس بمقر الجامعة، بمناسبة الذكرى 20 لوفاة المجاهد ورئيس الحكومة المؤقتة، بن يوسف بن خدة، إن «الجزائر أمانة الشهداء والمجاهدين، بفضلهم ننعم بكل معاني الحرية والاستقلال، يجب علينا صيانة الأمانة ونرتقي ببلدنا كجامعة ونخبة متعلمة إلى مصاف الدول المتقدمة». وأوضح رئيس المنظمة الوطنية للمحافظة على الذاكرة وتبليغ رسالة الشهداء محمد خذري، أن هذه الأخيرة تسعى للمحافظة على الذاكرة الوطنية من خلال تنظيم مثل هذه الندوات التاريخية والأيام الدراسية الموجهة لفئة الطلبة والشباب، من أجل غرس القيم النبيلة في نفوس جيل اليوم للتعرف على رموز الثورة الجزائرية، خاصة في ظل الرهانات والتهديدات الإقليمية التي نعيشها اليوم. وأبرزت الدكتورة نبيلة عبد الشكور، أستاذة التاريخ من جامعة الجزائر-02، أن بن خدة من خيرة ما أنجبت الجزائر، رجل سياسي بامتياز، مجاهد بالسلاح والقلم، ترك مؤلفات قيمة يستفيد منها الباحثون وهي عصارة تجربته في الحركة الوطنية وثورة أول نوفمبر 1954. وتطرق الدكتور مصطفى عبيد، إلى محطات في نضال بن خدة وقال إنه لو كتبنا مجلدات حول هذه الشخصية الوطنية، لما أعطيناه حقه. وأشار المحاضر إلى أن بن خدة، يعبر عن ارتباط جيل نوفمبر بجيل الشباب والطلبة، أملا في أن يكونوا خير خلف لخير سلف يعملون على أن تكون الجزائر رائدة بين الدول. أكاديميٌ راقٍ تطرق الدكتور عمر بوضربة، الى الجانب الدبلوماسي ودور بن يوسف بن خدة في الثورة التحريرية في الفترة 1955-1962، وقال إن المجاهد صيدلي التكوين اضطرته ظروف البلد لأن يهجر تخصصه من أجل تحرير الجزائر، تدرج في المسؤوليات بحزب الشعب الجزائري من مناضل بسيط إلى أمين عام بالحزب في عهدتين. وأضاف، أن بن خدة سجل حضوره بقوة في تاريخ مسار حركة الانتصار للحريات الديمقراطية، وكان من الجيل الذي انضم الى التيار الاستقلالي أثناء الحرب العالمية الثانية وبعدها. وأكد بوضربة أن المجاهد وطني غيور ضحى من أجل القضية الجزائرية، استفادت قيادة الثورة من ثقافته وساعد في تأطير الطلبة وتجنيدهم خدمة للثورة، وكان له دور كبير في إضراب 19 ماي 1956، وتمويل الثورة بالإطارات التي كانت تحتاجها في المجال العسكري، الصحي والاتصالي، وإطارات بالخارج تعمل على إيصال صوت الثورة دبلوماسيا. وأبرز المحاضر الدور البارز لبن خدة في المفاوضات مع الطرف الفرنسي، حيث كانت اقتراحاته صائبة وردود فعله على المناورات الديغولية وكثيرا ما أحرج الدبلوماسية الفرنسية، ما ينم عن عمق تفكير ومستوى أكاديمي راق، مثلما قال بوضربة. وأشار المتحدث، إلى أن الذي يطّلع أرشيف الثورة الجزائرية وحتى كتابات بن خدة يدرك هذه الخاصية، وقال: «اطلعت على محاضر اجتماع الحكومة المؤقتة لسنة 1959، لاحظت من خلال تدخلاته أنها كانت عميقة وصريحة، تأخذ بها الحكومة المؤقتة من خلال ردودها على المناورات الديغولية كانت كثيرا ما تحرج الدبلوماسية الفرنسية، وهذا تجسد من خلال اقتراحاته فيما يتعلق بالرد على مقترح ديغول سلم الشجعان في أكتوبر 1958، وبحق تقرير المصير في سبتمبر 1959، وكثير من المناسبات الأخرى». وأضاف، أن اقتراحات بن خدة وردوده كانت تنمُّ عن عمق تفكير ومستوى أكاديمي راق، وعن وطنية متقدة وإخلاص ونزاهة.