أكدت أستاذة الاقتصاد بجامعة بومرداس نبيلة عرقوب في حديثها ل«الشعب"، أن مشروع دعم ومرافقة الطلبة لإنشاء مؤسسات مصغرة يعتبر آلية من آليات ترقية الاقتصاد الوطني ونقله نحو مرحلة جديدة أكثر نموا وتطورا باعتماد مصادر المعرفة، وأيضا تجسيدا لفكرة ربط الجامعة بمحيطها الخارجي وعالم الشغل والابتكار والاهتمام أكثر بمجال التكوين الذي يعتبر حجر الزاوية لتحقيق هذه الأهداف والانتقال التدريجي نحو اقتصاد المعرفة". ثمنت الأستاذة والباحثة في الشأن الاقتصادي نبيلة عرقوب اهتمام رئيس الجمهورية بدور الجامعة الجزائرية في ترقية اقتصاد المعرفة وتشجيع الطلبة وحاملي الأفكار المبتكرة على تجسيد مشاريعهم في أرض الواقع وتحويلها الى قطاعات منتجة للثروة واليد العاملة، مشيرة في هذا الخصوص "أن الجامعة تعتبر القاطرة التي ستقود مختلف البرامج ومشاريع النهضة الاقتصادية مستقبلا، باعتبارها خزانا للكفاءات والطاقات الشبانية الى جانب توفير التكوين اللازم الذي تقوم به الحاضنة التكنولوجية التي ترعى المشاريع المبتكرة من مرحلة الإنشاء والتبلور الى مرحلة الإنتاج والاستثمار في الميدان". وركزت في حديثها على "أهمية هذا التحول والدور الذي تقوم به الجامعة في غرس ثقافة المقاولاتية وريادة الأعمال لدى الطلبة وحاملي المشاريع المبتكرة بهدف المشاركة في دفع عجلة التنمية الوطنية وإعداد أرضية لتطوير اقتصاد المعرفة ببلادنا وفق هذا التصور الذي أعدته الحكومة لترقية الاقتصاد الوطني وتنويعه، وأيضا تماشيا مع سياسة ربط الجامعة بمحيطها الاقتصادي والاجتماعي وتمتين جسور التواصل مع المتعاملين والمستثمرين وتجسيد الجانب التطبيقي الذي يحتاج إليه الطالب حامل المشروع المبتكر". كما شددت الباحثة عرقوب بضرورة "التفكير في كيفية الانتقال أو الخروج من فكرة الاقتصاد الناشئ نحو الاقتصاد المتطور والمتكامل المنتج للثروة، الذي بإمكانه تحويل الجزائر الى أحد الأقطاب الكبرى بالنظر الى ما تزخر به من موارد طبيعية وإمكانيات مادية وبشرية وطاقات معرفية بمقدورها تجسيد هذه الإستراتيجية والمساهمة في الانتقال الاقتصادي من مرحلة الكلاسيكية الى مرحلة الحداثة التي تبنى على اقتصاد المعرفة، وهي التحديات الكبرى التي ستحملها الجامعة الجزائرية في المرحلة القادمة". 100 مشروع مبتكر بجامعة بومرداس تجسيدا لهذه الإستراتيجية الوطنية التي جعلت من الجامعة الجزائرية منطلقا للتحولات الاقتصادية الراهنة، تساهم حاضنة جامعة بومرداس بدور فاعل في احتضان الأفكار المبتكرة للطلبة والمساهمة في عملية التكوين والمرافقة، وفي هذا الإطار كشف مسؤول الحاضنة الأستاذ سمير لشهب في اتصال مع الشعب "أن الحاضنة تستقبل حاليا 100 مشروع مبتكر دخل مرحلة التكوين والتأطير من قبل المختصين في مختلف المجالات الاقتصادية، القانونية، طرق التسيير والتسويق وغيرها من التقنيات الحديثة لريادة الأعمال وإنشاء المؤسسات المصغرة التي تكون قادرة مستقبلا على ولوج مجال الاستثمار والمنافسة في ميدان الإنتاج". وأضاف الأستاذ لشهب "أن الحاضنة نظمت أمس دورة تكوينية لفائدة طلبة الأطوار النهائية لشهادة ليسانس، ماستر والدكتوراه المسجلين في إطار القرار الوزاري رقم 1275 الخاص بإعداد مذكرة تخرج مشروع مبتكر مؤسسة ناشئة خصص لدراسة السوق وكيفية اقتحام ميدان الاستثمار وربح معركة المنافسة، تليها مراحل أخرى تتعلق بالتوجيه والمرافقة للحصول على وسم مؤسسة ناشئة ثم مرحلة التمويل من قبل الصندوق الوطني لتمويل المؤسسات الناشئة، مع تعهد رئيس الجامعة بتوفير مكاتب أو مقرات على مستوى جامعة بومرداس". مع الإشارة في الأخير أن وزير التعليم العالي والبحث العلمي كمال بداري كشف أمس عن وجود 11.450 مشروع مبتكر للطلبة على مستوى جامعات الوطن تسير بخطى ثابتة نحو التهيكل في شكل مؤسسات ناشئة مصغرة وحتى متوسطة تشكل مستقبلا قاعدة الانطلاقة القوية نحو ترقية الاقتصاد الوطني المبني على إنتاج الثروة والقيمة المضافة بعيدا عن المحروقات والثروات الزائلة.