وسط تحدّيات أمنية واقتصادية يواجهها أكبر بلد افريقي من حيث عدد السكان ب 216 مليون نسمة، تشهد نيجيريا اليوم تنظيم انتخابات ثلاثية (رئاسية، برلمانية وبلدية)، يتنافس فيها على مقعد الرئاسة 18 مرشحا. يختار 94 مليون ناخب في نيجيريا اليوم من سيخلف الرئيس الحالي محمدو بوخاري، والذي حكم البلاد لولايتين رئاسيتين. استطلاعات رأي نشرها الإعلام المحلي، تشير إلى أنّ من بين 18 مرشحا للرئاسة، اثنان فقط من يتمتعان بشعبية كبيرة ولديهما حظوظ في الوصول إلى سدة الحكم، وهما بولا أحمد تينوبو عن حزب المؤتمر التقدمي الحاكم، وعتيقو أبوبكر عن حزب الشعب الديمقراطي، المعارض، وهو نائب سابق للرئيس.ويقدّم بولا تينوبو، حاكم لاغوس سابقا، نفسه على أنه المرشح الأكثر قدرة على إصلاح البلاد، معتمدا في حملته الانتخابية على رصيده خلال فترة توليه منصب حاكم لاغوس، أكبر مدن البلاد، مؤكدا على الإنجازات التي شهدتها المدينة.المرشح الثاني عتيقو أبوبكر، رجل أعمال ثري، يعتمد على أصوات سكان الشمال، من حيث ينحدر، وهو الذي يترشح للمرة السادسة للرئاسة. واختار حزب الشعب الديمقراطي عتيقو أبوبكر مرشحا للرئاسة، من أجل العودة إلى السلطة، وهو الحزب الذي حكم البلاد لأزيد من 15 عاما (1999- 2015).ومن أجل الوصول إلى سدة الحكم، يجب أن يحصل المترشح للرئاسة في نيجيريا على أغلبية الأصوات، ويؤمّن أصوات 25 محافظة من محافظات البلاد البالغ عددها 36. تحدّيات أمنية واقتصادية الانتخابات النيجيرية تأتي وسط مخاوف من زيادة تدهور الوضع الأمني، خصوصا بعد الكشف عن النتائج. فمع اقتراب موعد الاقتراع، تزايدت أعمال العنف حيث سجلت عمليات قتل وهجمات، وأعلن متحدث باسم الشرطة في محافظة أونوغو الخميس، أن أحد المرشحين للانتخابات البرلمانية، قتل وأحرقت جثته بعد إضرام النار في سيارته.وقال زعيم حزب العمال بيتر أوبي، إن مرشح الحزب عن دائرة أونوغو الشرقية أويبو شوكوو، قتل يوم الأربعاء، خلال عودته من مهرجان انتخابي.وأضاف أن إرهابيين أطلقوا النار على سيارته، وقتلوا خمسة أشخاص آخرين كانوا برفقته، وأضرموا النار في السيارة. ومطلع الأسبوع الماضي، قتلت سيدة حرقا في منطقة أوكيغيوي، وأضرم إرهابيون النيران في المنازل، فيما أكّد مسؤول أمني أن 7 شرطيين على الأقل قتلوا في أعمال خلال الأسبوع، في مناطق جنوب شرق البلاد. تكرار أعمال العنف أثار مخاوف المجتمع الدولي، من انزلاق البلاد وتدهور الوضع، خشية تكرار سيناريو 2015 و2019، فحذّرت الأممالمتحدة من تسبب العنف في تأجيل الانتخابات. وقال منسق الأممالمتحدة للشؤون الإنسانية في نيجيريا، ماتياس شامالي، إن العنف قد يؤثر سلبا على سير العملية الانتخابية ونتائجها. أما الرئيس الأمريكي جو بايدن، فدعا إلى تنظيم الانتخابات في أجواء سلمية وهادئة، مضيفا أن "جميع النيجيريين لهم الحق في الاختيار بحرية ونزاهة".ونوّه بايدن في البيان بتوقيع الأحزاب السياسية على اتفاق تتعهّد فيه باحترام النتائج الصادرة عن لجنة الانتخابات. مخاوف تأثير الوضع الأمني وتزايد أعمال العنف خصوصا في الأسابيع الأخيرة، اعترفت بها اللجنة المكلفة بالإشراف على الانتخابات، لكن رئيسها محمود يعقوبو، طمأن بتنظيم الانتخابات في وقتها، وأكد أن "الانتخابات النيجيرية ستجرى كما هو مخطط له".وتنتشر في نيجيريا جماعات إرهابية أبرزها بوكو حرام، وتشن هجمات دامية في مناطق واسعة من البلاد، خصوصا في الشمال، كما تمتهن مجموعات أخرى الاختطاف، لطلب الفدية.وخلال انتخابات 2015، في أوج تصاعد هجمات بوكوحرام، أجبرت هذه الحركة الدموية السلطات على تأجيل الانتخابات الرئاسية لأزيد من شهر، كما قامت بهجمات ليلة الاقتراع وفي يوم الانتخابات عام 2019.