أعيد، أمس، انتخاب عبد القادر بن صالح الذي ورد اسمه ضمن قائمة الثلث الرئاسي في التجديد النصفي لأعضاء مجلس الأمة على رأس الغرفة البرلمانية العليا بالأغلبية للعهدة الثالثة على التوالي، المرشح الوحيد للمنصب بعد تزكيته من قبل الكتل البرلمانية الثلاثة لجبهة التحرير الوطني والتجمع الوطني الديمقراطي إضافة إلى الثلث الرئاسي ومنحته جل أصواتها، فيما امتنع عضوي جبهة القوى الإشتراكية عن التصويت. كما كان متوقعا ودون مفاجأة، زكى أعضاء مجلس الأمة الذي يحوز فيه كل من الحزب العتيد و«الأرندي» على الأغلبية الساحقة بعد حصدهم أغلبية المقاعد في انتخابات التجديد النصفي لأعضاء مجلس الأمة التي جرت في 29 ديسمبر الأخير، فيما امتنع العضوين الجديدين عن «الأفافاس» عن التصويت لتجديد الثقة في شخص الرئيس السابق للغرفة البرلمانية الثانية، خلال جلسة ترأسها أكبر عضو الطيب فرحات حميدة والأصغر سنا عباس بوعمامة ومحمد ماني، تم فيها تثبيت عضوية الوافدين الجدد وفق ما يقتضيه القانون. وخلال خطاب ألقاه ثاني رجل في الدولة بعد تزكيته في المنصب، أكد بأن «التجربة المكتسبة خلال السنوات الماضية، كانت مليئة بالدروس والتجارب، وهي جديرة بأن تثمن وتعمق للبلوغ بها إلى المستويات المرجوة»، مفيدا في سياق حديثه عن المرحلة المقبلة من الإصلاحات «إننا واثقون من أن هيئتنا مرشحة مستقبلا مع بقية المؤسسات الدستورية، للعب دور أكثر حيوية في نطاق سياسة الإصلاحات التي اعتمدها رئيس الجمهورية» في إشارة إلى تعديل الدستور، وتوقع أن يجعلها «تتبوأ المكانة التي هي جديرة بها..خاصة في إطار الأداء التشريعي والبرلماني». وقبل ذلك التزم الرئيس الجديد القديم لمجلس الأمة، ب«العمل جاهدا على التقيد بما تمليه علي مسؤوليتي الدستورية، وتحدده الأحكام القانونية بمجس الأمة»، ملتزما بإيلاء الأهمية «لكافة الآراء ووجهات النظر مهما كان الانتماء الفكري أو الخيارات السياسية لصاحبها، مؤكدا ارتياحه لوصول أعضاء جدد أفرزتهم انتخابات 29 ديسمبر الأخير على اعتبار أنهم أعطوا للهيئة «وجهها التعددي» مكرسة ألوان الهيئة في تركيبتها الحزبية أكثر تنوعا وأكثر تعبيرا عن واقع الخريطة السياسية الجديدة للبلاد، وخلص إلى القول بأنه «سيعطي من دون شك الحيوية المنتظرة للهيئة ويجعل النقاش ضمنها أكثر ثراء وتنوعا». ولم يفوت المناسبة ليبدي عرفانه لرئيس الجمهورية على العناية والدعم الموجه للهيئة، وعلى تعيين كفاءات وطنية عالية مثمنا خياراته. للإشارة، فإن الانتخابات الأخيرة الخاصة بتجديد نصف أعضاء مجلس الأمة، تميزت بحصد «الأرندي» لنصف المقاعد متبوعا ب «الأفلان» في مرتبة ثانية لم تمنعه من الإبقاء على التقدم العددي على غريمها، ولعل ما ميز قائمة الثلث الرئاسي تضمنها أسماء بعض الوزراء السابقين على غرار نوارة جعفر وجمال ولد عباس والهادي خالدي إلى جانب وجوه جديدة من بينها السيدة عائشة باركي رئيسة جمعية اقرأ.