في ظرف ثلاث سنوات فقط، تمكن الرئيس عبد المجيد تبّون من إظهار بصمته على السياسة الخارجية للبلاد وانتزاع ثقة واعتراف الزعماء والقادة على المستويين الإقليمي والدولي، فما شهادة الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش في حق الرئيس تبّون ووصف إلمامه بالشؤون الدولية بالشيء النادر في يومنا هذا، إلاّ دليلا على أنّ مواقف رئيس الجمهورية على المستوى الدولي أضحت مثالا للتوافق مع المبادئ الأممية والثبات على مبدإ الحياد الذي أضحى مرجعا لحل الأزمات والنزاعات الدولية. تعهّد الرئيس عبد المجيد تبون أثناء حملته الانتخابية في التزاماته 48، بمراجعة الأهداف والمهام الكلاسيكية للدبلوماسية الجزائرية «العلاقات الثنائية والمتعددة الأطراف»، وها هو اليوم يسير بخطى ثابتة بإعادة هيبة الجزائر على المستوى الدولي والارتقاء بها إلى مصف الكبار في المعادلة الدولية للسلم والاستقرار في المنطقة المغاربية ودول الساحل. أثارت إشادة الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيرش بحنكة وإلمام الرئيس عبد المجيد تبون بالشأن الدولي الكثير من ردود الفعل على المستوى المحلي وعلى الصعيد الدولي، فاعتراف الأمين العام للهيئة الأممية بإلمام الرئيس تبون بالشأن الدولي ووصفه بالشيء النادر في يومنا هذا، هو اعتراف بالدور الذي أضحت الجزائر تتبوأه على المستويين الإقليمي والدولي، فلا يختلف إثنان على العودة القوية للدبلوماسية الجزائرية منذ تولي رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون سدة الحكم. يرى المحلل السياسي والأستاذ بالمدرسة العليا للعلوم السياسية، الدكتور حمزة حسام في تصريحات ل «الشعب»، أن تصريحات غوتيريش فيما يتعلق بالدبلوماسية الجزائرية وإلمام الرئيس تبون بكل المستجدات والأوضاع السائدة حول القضايا العالمية، هي من جهة تأكيد على النشاط والحركية التي شهدتها في الفترة الأخيرة، لاسيما في دوائر انتماء الجزائر، وهنا يقصد محدثنا الدائرتين العربية والإفريقية وحتى دائرة دول عدم الانحياز. وأوضح الأستاذ بالمدرسة العليا للعلوم السياسية، أنه ومن جهة ثانية فإن الحديث عن شمولية الرؤية لدى الرئيس تبون فيما يخص المسائل الدولية، خاصة تلك المطروحة على مستوى أجندة الأممالمتحدة، هو تأكيد على أن للجزائر مواقف ورؤى ثابتة تخص كل المسائل المطروحة، وهي مواقف ورؤى من شأنها المساهمة في نضج الموقف العالمي تجاه النزاعات والقضايا التحررية، والمساهمة في حلّها. وأضاف محدثنا، عن تصريحات الأمين العام للأمم المتحدة تأتي في سياق التأكيد على دور الجزائر الإقليمي كدولة حريصة على الاستقرار وسلامة المنطقة وأيضا اعتراف أممي بالدور الذي تؤديه الجزائر على المستوى الإقليم المغاربي والإقليم الساحلي، من خلال نشاطها الدبلوماسي المكثف في السنوات الأخيرة ومساهمتها في جمع الفرقاء في دول الجوار بالساحل وعلى صعيد الإقليم المغاربي، وهو ما ساهم في الحفاظ على الاستقرار في المناطق التي شهدت توترات أو حالات من النزاع، خاصة في منطقة الساحل. في ذات السياق، أوضح الدكتور حمزة حسام أن خرجة المسؤول الأول عن الهيئة الأممية، اعتراف آخر بالدور الذي تؤديه الجزائر على المستوى الدولي أو في ملف مكافحة الإرهاب وهو من الأدوار الأساسية التي تقوم بها الجزائر حفاظا على استقرار وسلام المنطقة. من جهة أخرى، قال الأستاذ «الإقرار الذي أدلى به غوتيريش بأن العلاقة بين الأممالمتحدةوالجزائر نموذجية، هو دليل على حرص والتزام الجزائر بميثاق الأممالمتحدة ومبادئها، وتبنيها لهذه المبادئ في سياستها الخارجية وعلاقاتها الدولية». وأوضح المتحدث، أن الجزائر تعمل وتنادي بتفعيل واحد من المبادئ الأساسية في إطار الأممالمتحدة وعملا بميثاق هذه الأخيرة وهو مبدأ إنهاء الاستعمار، خاصة فيما يتعلق بآخر المستعمرات الإفريقية التي تتعرض لنهب ثرواتها من قبل الاحتلال المغربي بالصحراء الغربية.