لطالما حظيت السياسة الخارجية الجزائرية بالاحترام على المستوى الدولي، لاسيما رؤيتها للكيفية الواجب إتباعها في إدارة الأزمات الدولية خاصة في محيطها الإقليمي، وخلال العقد الأخير عرفت المنطقة العربية والإفريقية أزمات معقدة تحديدا في سوريا وليبيا ومالي كان يمكن تفاديها أو تفادي التصعيد لو التزم المجتمع الدولي بمبادئ السياسة الخارجية الجزائرية والتي ترفض التدخلات العسكرية التي تعقد الأزمات ولا تحلها، واعتبار الحلول السياسية والمفاوضات كأولوية في حل النزاعات وتجنب تضارب المصالح والحروب بالوكالة. أعرب الامين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش عن إعجابه برؤية رئيس الجمهورية السيد عبد المجيد تبون الشاملة للشؤون العالمية، مرحبا بالتزام الرئيس تبون الدائم ودوره في تعزيز السلم والاستقرار على الصعيدين الإقليمي والدولي، ويرى دكتور العلوم السياسية والعلاقات الدولية « إلياس بوصبع» في تصريح ل»الشعب»، أن هذا الاعتراف الأممي ليس مجاملة لشخص الرئيس، بل هو تعبير عن واقع نعيشه، فكثير من الأزمات الدولية الآن تتجه للحل وفق رؤية طرحتها الجزائر من قبل، كما أشار رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون في إحدى تصريحاته أنه لا يمكن التعامل مع كيانات او جمعيات لا تمثل الدولة فالأمر يصبح حينها تدخل في الشؤون الداخلية للدول، وهذا ما يعبر عن جوهر السياسة الخارجية الجزائرية والتي ترفض التدخل في الشؤون الداخلية للدول مهما كان حجمها. دعم مصير الشعوب مبدأ راسخ لطالما ساندت الجزائر ومنذ استقلالها سعي الشعوب المستعمرة في تقرير مصيرها، وتعتبر الجزائر تقرير المصير من المبادئ الراسخة في سياستها الخارجية، فالجزائر دعمت حق تيمور الشرقية في تقرير مصيرها رغم العلاقات التاريخية التي تربط الجزائر باندونيسيا، وخلال محادثات مندوب الجزائر الدائم لدى الأممالمتحدة نذير العرباوي بمناسبة زيارة وداع أداها للأمين العام للأمم المتحدة، ناقش المسؤولان أهم القضايا الدولية والإقليمية وعلى رأسها قضية الصحراء الغربية. ولا تزال القضية الصحراوية تراوح مكانها منذ أكثر من 30 عاما من الآن، حيث دخلت اتفاقية وقف إطلاق النار حيز التنفيذ، في 6 سبتمبر 1991. رؤية شاملة تدعم ترشح الجزائر للعضوية غير الدائمة بمجلس الأمن علاوة على ذلك، يرى دكتور الدراسات الأمنية سفيان عرباوي ل «الشعب»، على أن إشادة الأمين العام للأمم المتحدة بالرؤية الشاملة لرئيس الجمهورية عبد المجيد تبون هي بمثابة اعتراف ضمني بأحقية الجزائر بالمقعد غير الدائم في مجلس الأمن، لاسيما وأن الجزائر تؤمن بالعمل متعدد الأطراف في حل الأزمات والذي يمر حاليا باختبار شديد، كما أن عدة جهات دولية طلبت الوساطة الجزائرية للمساهمة في حل الأزمة الأوكرانية والتي تعد أحد أعقد الأزمات التي عرفها العالم منذ نهاية الحرب الباردة، ووجود الجزائر في مجلس الأمن من شأنه أن يؤدي دورا مهما في حل الأزمات الدولية.