ستكون الأنظار مشدودة بداية من اليوم إلى جنوب افريقيا، والملاعب التي تحتضن الدورة ال 29 لكأس افريقيا للأمم التي ستنطلق اليوم بمشاركة أحسن المنتخبات في القارة السمراء، والتي حجزت مكانها من خلال التصفيات، من بينها المنتخب الوطني الذي سيلعب في المجموعة الرابعة التي تضم كذلك كل من تونس وكوت ديفوار والطوغو. ويسعى “الخضر" في أول الأمر المرور إلى الدور الثاني، الذي قد يفتح لهم الأبواب إلى أبعد حد ممكن من هذه “الكان" التي تعد بالكثير، خاصة وأن آخر مشاركة للفريق الجزائري كانت في دورة 2010 بأنغولا، والتي نشط فيها زملاء حليش الدور نصف النهائي الذي خسروه أمام المنتخب المصري، قبل أشهر فقط من خوض المنتخب الجزائري لكأس العالم. وتأتي كأس افريقيا في هذه الدورة بعد عام فقط من الدورة السابقة التي عرفت تتويج المنتخب الزامبي على نظيره الايفواري في نهائي مليء ب “السوسبانس" وبالتالي، فإن المعطيات متغيرة تماما مقارنة بالدورات السابقة. امتداد لدورة 2012 .. فهذه المرة يمكن اعتبار المنافسة امتداد للدورة السابقة، بالنسبة للمنتخبات التي شاركت فيها كونها لم تعتبر كثيرا من تعدادها، وخاصة الفرق المرشحة لنيل اللقب، ومن المنطقي أن نضع الفريق الزامبي في مقدمة هذه الفرق، لأنها حافظت على استقرارها في التشكيلة والطاقم الفني الذي يقوده الفرنسي هيرفي رونار، الذي سيكون أمام تحد جديد، بداية من محاولة السيطرة على المجموعة الثالثة التي تضم كل من نيجيريا واثيوبيا وبوركينا فاسو، فالحسابات ستكون في مقدمة الاهتمامات، ذلك أن كل المتتبعين ينتظرون رؤية قدرات منتخب نيجيريا الذي غاب عن الدورة الماضية ويسعى للعودة إلى الواجهة بكل ما عنده من إمكانيات.. في حين أنه ينتظر مفاجأة في هذه المجموعة مع وجود كل من بوركينا فاسو وأثيوبيا لخلط حسابات المرشحين. مباراة تونس فاصلة.. منذ البداية؟ وتبقى المجموعة الرابعة التي يشارك فيها المنتخب الجزائري كمجموعة “الموت" كما سميت بعد عملية القرعة، كونها تضم تقريبا مرشحين بقوة للذهاب بعيدا، بما فيهم المنتخب الطوغولي، كون وسائل الاعلام المختلفة رشحت كوت ديفوار والجزائروتونس لخطف المقعدين..لذلك سوف يخرج فريقان من هذا الدور بعد “معركة" ستكون شرسة فوق الميدان. وكل التصريحات التي سمعناها تضع كوت ديفوار في المقدمة، بما فيها تصريحات هاليلوزيتش الذي يعرف كثيرا “الفيلة"، لتبقى البطاقة الثانية التي ستحدد معالمها منذ .. البداية من خلال الداربي المغاربي المقرر يوم الثلاثاء القادم بين الجزائروتونس، والذي سيكون حاسما للغاية، أين تتوضّح الرؤي بالنسبة لهما، فانتصار “الخضر" في هذه المباراة قد يكون المفتاح للذهاب بعيدا، والعكس صحيح في مثل هذه الوضعيات. وكل التركيز ينحصر على هذه المواجهة، من خلال ما سمعناه من زملاء بوعزة، بالرغم من أن الأمور لا تتوقف على هذه المحطة كون طموحات فريق لابد أن تتوزع على المقابلات ال3 الأولى ومعرفة تسييرها كبطولة لكسب أكبر عدد ممكن من النقاط، وانتظار ما يفعله الآخرين، لأن كل مقابلات هذه المجموعة في القمة، بوجود عدد من المرشحين.. ولو أن كوت ديفوار لها الأسبقية بحكم نتائجها على مرور السنين وقيمة فردياتها التي تلعب في أحسن البطولات العالمية. جنوب افريقيا.. على خطى زملاء مارك فيش؟ ومن المنطقي جدا أن يعتبر الفريق المضيف أي جنوب افريقيا من المرشحين بقوة لنيل اللقب، كما فعل في دورة 1996 عندما نظم لأول مرة كأس افريقيا، أين تمكّن زملاء المدافع مارك فيش من الفوز على تونس، حيث إن عاملي الأرض والجمهور سيكونا محددين لمسار الفريق، ولو أن مستواه لم يرق إلى درجة كبيرة حسب ما تابعنا في المقابلات الودية. ويلعب “البافانا بافانا" في المجموعة الأولى رفقة المغرب وانغولا وجزر الرأس الأخضر.. وسيحاول ترك انطباع جيد في المباراة الافتتاحية التي سيجريها اليوم بداية من الساعة (00 : 17) أمام فريق جزر الرأس الأخضر الذي يشارك لأول مرة في العرس القاري بفضل التطور الكبير الذي عرفه في السنوات الأخيرة. في حين أن المنافسة ستكون شديدة مع المغرب وانغولا خلال مقابلات هذه المجموعة. غانا.. كالعادة وينطلق المنتخب الغاني في ثوب المرشح للسيطرة على المجموعة الثانية، كون “النجوم السوداء" لها تقاليد عريقة في دورات كأس افريقيا، وتقدم دائما مردودا طيبا، بالرغم من غياب صانع ألعابها هذه المرة »أيو« الذي اعتذر بسبب الإصابة.. ويمكن اعتبار هذه المجموعة متوسطة مقارنة بالمجموعات الأخرى بوجود كل من ج. الكونغو الديمقراطية والنيجر ومالي، حيث سيتنافس كل من غانا ومالي على المرتبتين المؤهلتين، وحتى مدرب منتخب النيجر “روهر" اعترف بصعوبة مهمة فريقة أمام تواجد كل من مالي وغانا في الفوج الذي سيلعب فيه. “ميركاتو" حقيقي... وإذا كانت مختلف المنتخبات تسعى للظفر بالمراتب المؤهلة منذ الدور الأول، فإن »المونديال الافريقي" سيكون مرة أخرى “سوقا" حقيقية لأكبر الأندية الأوروبية التي تنتظره هذه الفرصة لكسب “العصافير" النادرة، حيث ستكون ملاعب جنوب افريقيا “مملوءة؛ بوكلاء اللاعبين والمسؤولين على الاستقدامات في الأندية الأوروبية، ولو أن اللاعبين الذين ينتمون لهذه الأخيرة تركوا فراغا كبيرا خلال شهر جانفي كما جرت العادة، ووجد البعض منهم صعوبات للتفرغ لكأس افريقيا، بالرغم من قوانين الفيفا الواضحة في هذا المجال. المهم أن كأس افريقيا في هذه الدورة ستجري تحت نكهة المونديال، كونها تجري بعد عامين ونصف في الملاعب التي احتضنت كأس العالم 2010 في تنظيم مميز في بلاد مانديلا.