استحضر عدد من الباحثين والمشاركين خلال ملتقى وطني احتضنت فعالياته كلية العلوم الإنسانية والاجتماعية قسم التاريخ بإشراف مخبر الوحدة المغاربية عبر التاريخ، الرصيد الكبير للقوة الجزائرية عبر الأرشيف العثماني الجزائري، وذلك بحضور قامات تاريخية من مختلف الجامعات الوطنية ومستشار رئيس الجمهورية المكلف بملف الذاكرة الوطنية والأرشيف عبد المجيد شيخي. أكّد مستشار رئيس الجمهورية المكلف بالذاكرة الوطنية والأرشيف عبد المجيد شيخى، خلال الملتقى الوطني الأول حول "الرصيد الأرشيفي الجزائري العثماني خلال الفترة ما بين 1516 و1830"، الذي احتضنته جامعة البشير الابراهيمي ببرج بوعريريج، على عناصر القوة بالنسبة للدولة الجزائرية الحديثة خلال الفترة العثمانية، واستعراض أمجادها عبر العصور ودور البحرية الجزائرية في مواجهة المد الأوروبي الاستيطاني في العالم الإسلامي، باعتبارها كانت تمثل قلعة حصينة واقفة كحليف استراتيجي مع الدولة العثمانية في الذود عن الثغور الإسلامي، مشير إلى أنه وجب على المؤرخين إماطة اللثام عن المكانة الحقيقة للدولة الجزائرية الحديثة خلال فترة الحكم العثماني، من خلال هكذا ملتقيات، وإبراز مكامن القوة وجعلها مصدر اعتزاز للشباب اليوم، من خلال التعريف العام والخاص بهذه الأدوار والمحطات التي لعبتها الجزائر خلال القرن السادس عشر إلى غاية القرن التاسع عشر، وعبر العصور. من جهته، أكّد رئيس الملتقى الدكتور، عمر جبري، أن الملتقى يقام في ظروف علمية وتاريخية كبيرة تعرفها الجزائر والمنطقة الجيوسياسية، حيث يتناول إشكالية الوثائق العثمانية الجزائرية، وكيفية استخدامها في تدوين ورصد الحقائق التاريخية ومقارنتها، خاصة أنّ الجزائر كانت ولاية عثمانية بداية القرن السادس عشر إلى غاية القرن 19عشر تابعة للخلافة العثمانية، وقد ذاع صوت البحرية الجزائرية واسمها في الحوض الغربي والبحر الأبيض المتوسط، كل هذه العوامل يقول المتحدث ساهمت في ربط العلاقات الخارجية الدبلوماسية والاجتماعية مع ملوك وحكام الدول الأوربية، التي كانت تتسارع لإبرام الاتفاقيات مع الدولة الجزائرية وحكام الجزائر خلال الفترة العثمانية، كما أنّ الملتقى جاء بهدف رصد هذا الكم الهائل من الأرشيف بين الجزائر الدولة وتركيا، وهو منتشر في العديد من دول العالم، على غرار فرنساوبريطانيا والنمسا والسويد، وكل الدول التي كانت تربطها علاقة مع الجزائر خلال العصر الحديث، كما أن الملتقى جاء لإحياء هذا التراث الجزائري الثقافي، من خلال مشاركة أكثر من 40 مداخلة تتوزع على 9 محاور، بمشاركة أكثر من عشرين جامعة من أرض الوطن. من جهته، أكّد مدير الجامعة البروفيسور، بوعزة بوضرساية، على أهمية الملتقى في الرد على أعداء الجزائر الذين شكّكوا في هويّة وجغرافية الدولة الجزائرية الحديثة، وكل ما تمتلكه الأمة الجزائرية من مقومات ضمن المساعي للحفاظ على الذاكرة الوطنية، مع التأكيد على أهمية الأرشيف في كتابة تاريخ الجزائر من خلال الأرشيف العثماني، إلى جانب أن الملتقى يهدف إلى تنبيه الباحثين لجمع هذا الرصيد الموجود بكل من ايطاليا، فرنسا وتركيا واستغلاله في كتابة التاريخ المشرف للدولة الجزائرية، مشيرا في ذات السياق، إلى رمزية اختيار جامعة البشير الابراهيمي، ببرج بوعريريج كنقطة بداية في الرد على الأعداء الذين شكّكوا في هوية وتاريخ الشعب الجزائري على حد قوله، "من أجل نقل رسالة حضارية للأبناء والأجيال، وبأنّنا أمّة لها جذور تاريخية تعتمد على الوثيقة التي تقول بأن الجزائر دولة وأمة لها من المواثيق والمعاهدات التي عرفها التاريخ، سواء من الأمم على رأسها الولاياتالمتحدة، مملكة السويد، بريطانيا، فرنسا، البرتغال وإيطاليا التي كانت تهرول من أجل عقد اتفاقيات مع الجزائر كونها كانت سيدة البحار، مشيرا إلى أنّ التاريخ الجزائري العثماني يرتبط بهوية الجزائر التي كانت آنذاك قراراتها سيادية.